فلسطين.. الصيف يختتم خيراته بالجوافة القلقيلية

محمود

رؤية – محمد عبدالكريم

القدس المحتلة – رحل الصيف أو يكاد، ومعه ترحل آخر خيرات الزراعة في فلسطين المحتلة،  بطعمها الأصيل ولذة نكهتها، فما تزال للثمار البلدية (غير المهجنة أو المعدلة جينيا)، تشهد إقبالا وحتى طلبا لما لها من مذاق طيب وفوائد صحية.

«يا صبّاح يا فتّاح.. يا رزقة العيال، خليلي يا عنب، من تين بلادي والنوع حماضي»، هذه العبارات تسمعها مع إشراقة كل صباح، وعلى وقعها ترى البرقوق البلدي بنكهته الخاصة، وترى ثمار الصبر، شعار «الصبر» والوفاء للمكان. الأخضر على المائدة دائماً، وتشكيلة واسعة جداً، من الفقوس إلى الصبر.

وعلى الرغم من انشغال الكثير من الفلسطينيين بقضاياهم السياسية وهمومهم اليومية، إلا أنهم يجدون في سوق الفلاحين متنفساً لهم، فينطلقون إليه كل صباح، عندما تكون الخضار والفواكه حاضرة للتو من الحقول، فتأتيهم طائعة مختارة، وهم الذين اعتادوا عليها طازجة.

وتوفر الحسبة (سوق الخضار الشعبي)،، فرصة مثالية للمزارعين وربّات البيوت، لإعلان منتوجاتهم الزراعية، وكل ما يتفرّع عنها كالمخللات بأنواعها، والبذور والأشتال، علاوة على ما يحمله من رسائل سامية، في تشجيع الزراعة والاعتناء بالأرض كونها مصدر للرزق.

ويمكن لمرتادي سوق الفلاحين أن يروا بعض «الفلاحات» اللواتي يحرصن على ارتداء الأثواب الفلسطينية المطرزة، خلال عرض الفواكه الموسمية والخضراوات الطازجة، ومزارعين يعتمرون الكوفية، وفي أحيان كثيرة يوجد معهم بعض الأبناء للمساعدة، أو لتسجيل بعض «الطلبيات»، ليتم إحضارها في اليوم التالي.

تشكو جوافة قلقيلية أقصى شمال الضفة الغربية، وهي فاكهة “ذائعة الصيت” تتربع على عرش المحافظة، هذا العام، ندرة ووقف تصديرها، فيما يقف المزارعون على “خيط انتظار” بانفراجه عالمية ما، تسمح بتصدير منتجات حقولهم للدول والأقطار المجاورة، وبما يسهم ذلك في التقليل من خسائرهم المتوقعة في ظل حالة الإغلاق الناجمة عن جائحة كورونا.

وتشهد قلقيلية هذه الأيام، إنتاج محصول الجوافة الذي يشكل موردا اقتصاديا مهما للمزارعين ولاقتصاد المحافظة التي يلتهم الاستيطان وجدار الفصل العنصري والطرق الالتفافية أكثر من نصف مساحتها البالغة 166 كيلو مترا مربعا.

ويقدر حجم إنتاج محصول الجوافة بحسب رئيس غرفة تجارة وصناعة وزراعة محافظة قلقيلية طارق شاور، في ظل الظروف الطبيعية، إلى 15 ألف طن، لافتا إلى أن منتج الجوافة يتأثر عادة بتغير ظروف المناخ.

الحكومة الفلسطينية بدورها كانت قد حثت المزارعين على زيادة الإنتاج لتعزيز الأمن الغذائي خلال جائحة كورونا، وتقول إنها أطلقت الكثير من المشاريع الزراعية خلال هذه الجائحة لتشجيع المزارعين على الاعتناء بأرضهم وزراعتها.

ووفق رئيس قسم التسويق بمديرية زراعة قلقيلية سامح بدوان، فان مساحة 3500 دونم تكسوها ما يقارب 175000 شجرة من الجوافة، منها 52500 شجرة تقع خلف جدار الفصل العنصري، وهي بذلك تواجه خطرين: خطر الاحتلال الإسرائيلي وتضييقه على المزارعين بدخولهم أراضيهم والاعتناء بها، وتفرض عليهم قيود تضيق حركتهم من خلال البوابات الحديدية، وخطر وباء كورونا وإغلاق المعابر والحدود.

ويتراوح حجم الصادرات من محصول الجوافة، وتحديدا إلى المملكة الأردنية الهاشمية، بحسب رئيس الغرفة التجارية طارق شاور، من 700 – 1000 طن.

يذكر أن حجم صادرات محصول الجوافة عام 2017 بلغ 88 طنا، وعام 2018 بلغ 224 طنا، وعام 2019 بلغ 46 طنا، وفي حال تم فتح التصدير من المتوقع تصدير ما نسبته 600 طن.

ربما يعجبك أيضا