عودة البعثة الدبلوماسية الفرنسية لواشنطن.. هل قاربت أزمة الغواصات على الانتهاء؟

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي

يبدو أن أزمة الغواصات الفرنسية تتجه للاتفاق الثلاثي بين بريطانيا وأمريكا وأستراليا قاربت على الانتهاء، أو على أقل تقدير وضعت لها واشنطن حد قبل أن تتطور إلى أزمة حادة بين الدول الغربية ولا سيما في ظل فوضوية النظام الدولي، وذلك عقب إعلان كل من باريس وواشنطن الاتفاق على عودة السفير الفرنسي عقب استدعائه في الأيام الماضية على خلفية الأزمة.

قرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء عودة سفير بلاده لدى الولايات المتحدة فيليب إتيان إلى واشنطن “الأسبوع المقبل”، بعد تواصله هاتفيا مع نظيره الأمريكي جو بايدن بشأن أزمة الغواصات، بحسب بيان مشترك صادر عن الإليزيه والبيت الأبيض. وركزت المكالمة على ظروف فسخ أستراليا قبل أسبوع “عقد القرن” لشراء غواصات فرنسية، إثر قيام تحالف “أوكوس” الاستراتيجي الجديد بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا.

عودة البعثة الفرنسية

يعود السفير الفرنسي لدى الولايات المتحدة فيليب إتيان إلى واشنطن “الأسبوع المقبل” بقرار من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد تواصله الأربعاء مع الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن أزمة الغواصات، حسب بيان مشترك صادر عن الإليزيه والبيت الأبيض.

وأعلنت باريس الجمعة استدعاء سفيريها في الولايات المتحدة وأستراليا، في قرار غير مسبوق تجاه حليفين تاريخيين، عقب إلغاء كانبيرا العقد الضخم مع باريس لشراء غواصات وإبرامها آخر جديدا مع واشنطن للغرض نفسه.

توافق ثنائي

وتوافق ماكرون وبايدن خلال المكالمة على أن إجراء “مشاورات مفتوحة بين الحلفاء كان من شأنه تفادي” أزمة الغواصات، وفق بيان مشترك للإليزيه والبيت الأبيض. وأورد البيان أن “الرئيس بايدن أبلغ (ماكرون) التزامه الدائم في هذا الصدد” مضيفا أن الرئيسين الأمريكي والفرنسي اللذين سيلتقيان “في أوروبا نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول”، “قررا إطلاق عملية تشاور معمق تهدف إلى تأمين الظروف التي تضمن الثقة”.

كما اعتبر بايدن أن “من الضروري أن يكون الدفاع الأوروبي أقوى وأكثر كفاءة” للمساهمة في الأمن عبر المحيط الأطلسي وإكمال “دور الحلف الأطلسي”، وذلك في بيان مشترك مع إيمانويل ماكرون. وأضاف البيان أن الولايات المتحدة “تؤكد مجددا أن التزام فرنسا والاتحاد الأوروبي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ له أهمية استراتيجية”.

أزمة الغواصات

وكان المتحدث باسم الحكومة الفرنسية غابرييل أتال، أعلن أن تصالا سيجري بين الرئيسين بشأن الأزمة المفتوحة بينهما، حول فسخ أستراليا عقدا لشراء غواصات فرنسية.

وقال أتال في ختام اجتماع لمجلس الوزراء إن ماكرون وبايدن سييتبادلان خلال المكالمة الهاتفية التي لم يحدد توقيتها “بعض التوضيحات” حول الظروف التي تقرر بموجبها إصدار الإعلان عن الحلف الأمني بين أميركا وكل من بريطانيا وأستراليا.

يذكر أنه منذ الأربعاء الماضي (15 سبتمبر) والتوتر على أشده بين الدول الثلاث (فرنسا أمريكا وأستراليا) بعد إعلان الرئيس الأمريكي تشكيل تحالف استراتيجي جديد ضم إلى جانب بلاده، كلا من أستراليا وبريطانيا، في مبادرة كانت أولى ثمارها نسف صفقة ضخمة أبرمتها كانبيرا مع باريس لشراء غواصات فرنسية الصنع.

وقد وصفت العاصمة الفرنسية إلغاء تلك الصفقة بالطعنة في الظهر والخيانة، واستدعت سفيريها في كل من كانبيرا وواشنطن.

وكان المتحدث باسم الحكومة الفرنسية غابرييل أتال قد أشار في وقت سابق الأربعاء، إلى أن المحادثات ستركز على الأزمة المفتوحة بين باريس وواشنطن حول فسخ أستراليا “عقد القرن” لشراء غواصات فرنسية.

وقال أتال في ختام اجتماع لمجلس الوزراء إن ماكرون وبايدن سيقومان خلال مكالمة هاتفية لم يحدد توقيتها بـ”تبادل توضيحات” من أجل “توضيح الظروف التي تقرر بموجبها إصدار الإعلان وأيضا لتوضيح شروط إعادة انخراط أمريكا في علاقة حلفاء”.

ربما يعجبك أيضا