بين طهران والرياض.. رسائل إيجابية

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

استغلت إيران وجود وزير خارجيتها، حسين امير عبداللهيان، في اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، لتبعث برسائل إيجابية تجاه دول المنطقة، بما يساعد إيران على تجاوز حصارها والأزمات الاقتصادية التي تمر بها. فقد قال عبداللهيان ان ايران تؤكد دائما على ان تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة بحاجة الى ترتيبات أمنية نابعة من داخل دول المنطقة.

وأكد عبداللهيان خلال الاجتماع ان الدبلوماسية والحوار هما السبيل لحل الازمات وتجاوز المشاكل ورفع الابهامات وحل الخلافات، وبدون ذلك ستوظف فرص وامكانات وثروات دول المنطقة لدعم الانفاق العسكري والازمات وسيتواصل التوتر والحروب.

واشاد عبداللهيان مجددا بانعقاد مؤتمر بغداد الاخير معتبرا انه خطوة مهمة لدعم السلام والتنمية في المنطقة، كما أكد دعم ايران للأمن والاستقرار والتنمية في العراق وباقي دول المنطقة، مشددا على ان اولوية الحكومة الايرانية الجديدة هي تعزيز وتنمية العلاقات مع دول الجوار والمنطقة.

رسالة تجاه السعودية

ومن طهران، ​قال المتحدث باسم الخارجية الايرانية سعيد خطيب زاده، إنه في الأشهر القليلة الماضية أجرينا اتصالات أكثر تنظيما مع المملكة العربية السعودية، مضيفا أنه كانت هناك محادثات جيدة حول القضايا الثنائية.

وحسب تقرير وكالة أنباء إرنا الإيرانية، اليوم الخميس،أضاف المسؤول بوزارة الخارجية الإيرانية، أن التقدم في المحادثات بشأن أمن الخليج كان جاد للغاية.

وأكد خطيب زاده أن هذه المحادثات لم تتوقف أبدا وبعد تولي حكومة السيد رئيسي مهامها تم تبادل الرسائل على المستوى المناسب.

وفي الوقت نفسه، قال المتحدث باسم الخارجية: نعتقد أنه إذا أولت حكومة المملكة العربية السعودية اهتماما جادا برسالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأن حل المشكلات في المنطقة يكمن داخل المنطقة نفسها، وأنه يجب أن نتوصل إلى آلية إقليمية شاملة، حينها يمكن أن تكون لدينا علاقة مستقرة وجيدة بين البلدين المهمين في المنطقة، وهما إيران والسعودية.

رسالة من الرياض

في خطاب ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة امس الأربعاء، أعرب الملك سلمان بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية عن أمله في أن تؤدي محادثات بلاده مع إيران إلى بناء الثقة.

وفي أول تصريحات من نوعها منذ قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران، قال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إن «إيران دولة جارة، ونأمل أن تؤدي محادثاتنا الأولية معها إلى نتائج ملموسة لبناء الثقة والتمهيد لتحقيق تطلعات شعوبنا بعلاقات تعاون مبنية على الالتزام بمبادئ وقرارات الشرعية الدولية واحترام السيادة، ووقفها دعم الجماعات الإرهابية والميليشيات الطائفية».

وأكد الملك سلمان، في كلمة ألقاها عبر الاتصال المرئي أمام الدورة الـ 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أمس، أن «المملكة تحتفظ بحقها الشرعي في الدفاع عن نفسها في مواجهة ما تتعرض له من هجمات بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة والقوارب المفخخة، وترفض بشكل قاطع أي محاولات للتدخل في شؤونها الداخلية».

وأشار إلى أن «السياسة الخارجية للمملكة تولي أهمية قصوى لتوطيد الأمن والاستقرار ودعم الحوار والحلول السلمية، وتوفير الظروف الداعمة للتنمية والمحققة لتطلعات الشعوب نحو غد أفضل في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم أجمع».

هذا، وتعد إيران والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الإقليمية ومن أبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفا عسكريا داعما للحكومة المعترف بها دوليا، وتتهم طهران بدعم الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.

وتجري محادثات بين الرياض وطهران منذ إبريل/نيسان الماضي، برعاية بغداد، وقد نوقشت فيها قضايا عدة منها إعادة افتتاح السفارات بين البلدين.

ربما يعجبك أيضا