صمود «مأرب» و«شبوة» يكسر مخططات إيران في اليمن

محمود سعيد

رؤية  – محمود سعيد

يستمر صمود مأرب وشبوة في وجه هجمات مستمرة حوثية بتخطيط إيراني منذ شهور، ولم يعد خافيا على أحد السفير الإيراني في صنعاء والقيادي في الحرس الثوري الإيراني حسن إيرلو هو من يقود المعارك.

ولا شك أن طهران تدرك أن احتلال مأرب وشبوة سيعني نجاح مشروعها في اليمن خصوصا أن تلك المحافظات غنية بثروات النفط والغاز، لذا فالحرس الثوري الإيراني أعد العدة لإسقاط مأرب وشبة بكل إمكانياته وحشد الآلاف من مليشيا الحوثي لتحقيق هذه الهدف.

مليشيا الحوثي تقدمت بشكل خطير في عمق محافظتي مأرب وشبوة، لكن سرعان ما استعادت القوات الحكومية السيطرة على مناطق غرب محافظة شبوة اليمنية التي سيطرت عليها مليشيات الحوثي في وقت سابق.

لكن الهجمات مستمرة والعواقب ستكون وخيمة إن لم يكن هناك “حل” جذري لما يجري على الأرض.

مأرب وشبوة

وكسرت قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، هجومًا لميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، في جبهة العبدية جنوب مأرب، وأكد مصدر عسكري، أن المعارك التي اندلعت منذ فجر اليوم انتهت بفرار الميليشيات الحوثية بعد مصرع غالبية عناصرها بنيران الجيش والمقاومة، وأوضح أن العديد من جثث الميليشيات لا تزال متناثرة في المناطق التي دارت فيها المواجهات.

واندلعت معارك عسكرية غرب شبوة (جنوب) وصفت بأنها “عنيفة”، وقالت مصادر إن القوات الحكومية استعادت معسكر اللواء 163 ومواقع أخرى بمنطقة السليم، في ظل تواصل تقدم القوات اليمنية تمهيدا لاستعادة جميع المواقع.

وبحسب المصادر العسكرية، فقد تركزت المعارك مع جماعة الحوثي في أطراف مديرية عسيلان غرب محافظة شبوة، وسط فرار جماعي لمليشيات الحوثي الانقلابية، وتأتي التطورات بعد أن أعادت القوات الحكومية ترتيب صفوفها في منطقة الصفراء، وإعداد خطة لعملية استعادة المناطق التي سيطر عليها الحوثيون، من خلال الالتفاف على قوات الحوثيين، بالتلاحم مع قوات القبائل، وفق المصادر العسكرية، وقالت وكالة الاسوشيتد برس، الأمريكية عن زعماء قبائل ومسؤولين أمنيين إن معارك اندلعت هذا الأسبوع بين المتمردين الحوثيين في اليمن والقوات الموالية للحكومة في محافظة شبوة جنوب البلاد، مما أسفر عن مقتل 35 من الجانبين، وقال المسؤولون والشيوخ القبليون إن الاشتباكات دخلت يومها الثالث في عدة مناطق بالمحافظة التي تسيطر عليها الحكومة، بما في ذلك بيحان وعسيلان.  وأضافوا أن العشرات أصيبوا من الجانبين.

وقال المسؤولون إن القوات الحكومية في شبوة استعادت السيطرة على المناطق التي سيطر عليها الحوثيون في وقت سابق،  ووفق الوكالة يعتقد أن هجوم المتمردين الحوثيين على شبوة يهدف إلى قطع خط اتصال رئيسي يتم من خلاله إرسال تعزيزات موالية للحكومة إلى محافظة مأرب بوسط البلاد، حيث يدور القتال منذ عدة أشهر.

الدعاية الحوثية

فيما قال يحيى سريع المتحدث العسكري باسم الحوثيين إن مقاتلي الجماعة أصبحوا عند المشارف الغربية لمدينة مأرب ويتقدمون على جبهات، فيما قال مصدر في الجيش الحكومي اليمني إن قوات الحوثيين موجودة على بعد نحو 18 كيلومترا غربي مدينة مأرب لكن المعارك الأساسية تدور في شبوة بالجنوب التي بها العديد من حقول النفط ومنصة الغاز الطبيعي المسال الوحيدة في البلاد.

ويحاول الحوثيون التقدم صوب عسيلان في شبوة حيث يوجد حقل جنة النفطي.

الحكومة اليمنية

واتهم وزير الخارجية اليمني، مليشيا الحوثي بعرقلة المنظمات الإغاثية باليمن، مشيرا إلى أن إيران وجهت المليشيات للسيطرة على مأرب، وتابع، أن اتفاق الرياض يواجه تحديات كبيرة في القطاعين العسكري والاقتصادي، وخسائر مليشيات الحوثي في مأرب هي الأعلى طوال سنوات الحرب، بعدما وجهت إيران المليشيات للسيطرة على مأرب قبل الدخول في أي مفاوضات، ودعا بن مبارك العالم لأن ينظر للأزمة إنسانيا وسياسيا واقتصاديا وعسكريا، لافتا إلى أن “الحوثيين يعطلون عمل منظمات الإغاثة، وموقف الحوثيين متعنت بشأن مبادرات السلام.

وشدد وزير الخارجية اليمني على ضرورة “تنفيذ اتفاق الرياض بالكامل للتصدي للحوثيين”، موضحا أن “المبعوث الأممي الجديد على اطلاع بالأزمة ويجب أن يتعامل بواقعية، وألا يبدأ من الصفر”، وتوجه للحوثيين بالقول إن مأرب “أبعد من عين الشمس”، قائلا إن “الحوثيين انتهكوا حقوق الإنسان على مختلف الصعدة، واستهلكوا الأمم المتحدة في مفاوضات عبثية”.

نداء استغاثة

في سياق متصل، أطلقت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في اليمن، نداء استغاثة ناشدت فيه الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الوقوف الجاد أمام ما يتعرض له المواطنون العزل في أطراف محافظتي شبوة ومأرب، جراء الهجوم الذي تشنه ميليشيا الحوثي الانقلابية، وأعلنت الوحدة (حكومية) في بيان لها، عن موجة نزوح جديدة إلى مدينة مأرب، جراء الهجوم الحوثي على مديرية حريب جنوب المحافظة، ومديريات عين وبيحان وعسيلان شمال غرب شبوة، ونقل البيان عن مدير عام الوحدة التنفيذية مأرب سيف مثنى، قوله “إن موجة نزوح قادمة من مديريات عين وبيحان وعسيلان وحريب إلى مأرب جراء الهجوم البربري من قبل ميليشيا الحوثي الإرهابية”، وأضاف أن وحدة تتبع النزوح، رصدت 70 حالة قدمت من مناطق الصراع المفروض من قبل الميليشيا الحوثية على أطراف محافظتي مأرب وشبوة.

ربما يعجبك أيضا