يطالبون بتأجيل الانتخابات.. الإخوان في ليبيا ضد الشعب

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

يتجهز الليبيون لإجراء انتخابات ناجحة يوم 24 ديسمبر المقبل، بعد وضع المفوضية العليا للانتخابات جميع الترتيبات الفنية للأزمة، واتفق البرلمان الليبي وحكومة الوحدة الوطنية، الخميس الماضي، على ضرورة إنجاح الانتخابات العامة المقرر عقدها بعد 3 أشهر، رغم القرار البرلماني الذي يقضي بسحب الثقة من الحكومة.

وعكس أحلام الليبيين، دعا المجلس الأعلى للدولة، الذي يسيطر عليه تنظيم الإخوان في ليبيا، إلى تأجيل الانتخابات الرئاسية المقررة بعد 3 أشهر، والتي يطالب المجتمع الدولي بتنظيمها في موعدها المحدد، وقال إنه لا معنى لها في ظل الوضع الحالي الذي تعيشه ليبيا.

التوجه الإخواني في “بلد المختار” يقف حجر عثرة في طريق استقرار ليبيا ويهدد البلاد، وهو ما اتضح في تصريحات رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، في مؤتمر صحافي، الإثنين الماضي، بأن انتخاب الرئيس في هذه الفترة لن يولد الاستقرار، واقترح إجراء انتخابات برلمانية فقط يوم 24 ديسمبر المقبل لانتخاب مجلس الأمة، وتأجيل الرئاسيات عامًا آخر إلى ما بعد عرض الدستور على الاستفتاء.

يأتي ذلك بعد إقرار المجلس الأعلى للدولة، مشروعي قانون للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها أواخر العام الجاري، ينص على إقصاء العسكريين من الترشح، في إشارة إلى قائد الجيش الليبي، خليفة حفتر، ويقضي بمنع كل المطلوبين في جناية أو جنحة مخلة بالشرف من الترشح، ويشير في ذلك إلى سيف الإسلام القذافي، الذي تحدثت مصادر مقربة منه عن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية المرتقبة.

اتهامات

في سياق متصل، اتهم عضو مجلس النواب عن مدينة الزاوية الليبية، علي أبوزربية، الإخوان في ليبيا بانتهاز الفرص والقفز على مطالب الشعب لتحقيق مبتغاهم. وأضاف أبو زربية، في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” أن دعوات التظاهر ضد الأعضاء المنتخبين من قبل من وصفهم بـ”المأجورين والمندسين” هدفها إطالة أمد الأزمة وإحداث شرخ اجتماعي كبير ينتج عنه فراغ سياسي.

وأشار إلى أن الشعب الليبي أصبح يعرف هذه الكمائن والدسائس والمراوغات التي يستخدمها الإخوان. وشدد أبوزربية على أن الحل في ليبيا هو عبر صناديق الاقتراع.

منذ أيام، صوت البرلمان الليبي بالأغلبية على سحب الثقة من حكومة الوحدة الوطنية، بعد 6 أشهر من توليها السلطة وقبل 3 أشهر على انتهاء مهامها، في خطوة أثارت قلقًا محليًا وأمميًا على مصير الانتخابات التي يأمل الجميع أن تكون فاتحة لحل مشكلات البلاد وتحقيق الاستقرار فيها.

دعم دولي

التوجه الدولي هو الآخر يسير عكس الهوى الإخواني والرغبة في تأجيل الانتخابات الرئاسية عامًا آخر في ليبيا، وقال السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند في تصريحات لقناة “ليبيا الأحرار” نشرتها، الخميس الماضي، إنه “لا عودة للوراء” فيما يتعلق بإجراء الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر المقبل. وكان الأمين العام المساعد ومنسق بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا رايزيدون زينينغا، التقى رئيس مفوضية الانتخابات الليبية عماد السايح، وناقش معه الخطوات التالية بشأن الاستعدادات الخاصة بالانتخابات والتطورات الحالية بشأن إعداد القوانين الانتخابية من قبل السلطات التشريعية.

وأكد زينينغا على دعم البعثة الأممية المستمر لعمل مفوضية الانتخابات وصولًا إلى الاستحقاق الانتخابي في ديسمبر. وكانت الولايات المتحدة الأميركية أعلنت تأكيدها على أهمية إجراء الانتخابات العامة في موعدها المحدد ودعمها لها، وحثّت على ضرورة الإسراع في سحب المرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية، لتحقيق الاستقرار في البلاد، بعد سنوات من الفوضى والانقسام.

ربما يعجبك أيضا