«زلزال الاستقالات» يضرب «النهضة» .. هل باتت إقالة «الغنوشي» مسألة وقت؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

أصوات غاضبة تتعالى، واستقالات متفاوتة الوزن من حيث أهمية شخصياتها واتهامات لرئيسها بـ«الديكتاتورية» والتفّرد بالقرار، أزمات تعانيها حركة النهضة الإخوانية في تونس. أحدث فصول الأزمة استقالات جماعية لقيادات فيها، حيث أعلن أكثر من 100 قيادي في الحركة ببيان لهم اليوم السبت استقالتهم، ومن بينهم وزير الصحة الأسبق عبد اللطيف المكي، والنائب سمير ديلو، ووزير الفلاحة الأسبق محمد بن سالم، وعدد من أعضاء مجلس النواب، على غرار جميلة الكسيكسي والتومي الحمروني ورباب اللطيف ونسيبة بن علي، وعدد من أعضاء المجلس الوطني التأسيسي على غرار آمال عزوز، وعدد من أعضاء المجلس الشورى الوطني ومجالس الشورى الجهوية والمكاتب الجهوية والمحلية والتي تأتي بعد أشغال الدورة الـ53 لمجلس شورى النهضة التي عقدت عن بعد بحضور رئيس الحركة راشد الغنوشي، ليلة أمس الجمعة.

إقالة الغنوشي مسألة وقت

مجلس

حركة تمرد لافتة داخل حزب الغنوشي، تواتر استقالات قيادات الصف الأول داخل حركة النهضة يسلط الضوء على الخلافات العميقة داخل الحركة، التي بلغت أشدها منذ أصر راشد الغنوشي على التمسك ببقائه على رأس الحزب بشكل دائم مخالفاً بذلك القوانين الداخلية للحركة.

ما حدث هو زلزال بأتم معنى الكلمة وكانت أولى ارتداداته استقالات بالجملة من حزب حركة النهضة احتجاجا على “الخيارات السياسية الخاطئة لقيادة الحركة التي أدت إلى عزلتها”. ويمثل هذا التطور منعطفا كبيرا داخل الحركة التي تعاني من خلافات كبيرة في صفوفها وسط مطالب بتغيير في القيادة منذ أشهر.

ووفق المصادر، تعد إقالة الغنوشي مسألة وقت ليس أكثر، مؤكدين أن “تحركات بدأت داخل الحركة لعزله منذ أسابيع، حيث تسعى قيادات لجمع توقيعات من أكبر عدد من الأعضاء لإجباره على التخلي عن منصبه والإعلان عن عقد المؤتمر العام للحركة.

مبررات الاستقالة

وبرر هؤلاء أسباب الاستقالة بـ”الفشل في إصلاح الحزب من الداخل والإقرار بتحمّل القيادة الحالية المسؤولية الكاملة في ما وصلت إليه الحركة من عزلة في الساحة الوطنية”، محملين النهضة “قدرا هاما من المسؤولية في ما انتهى إليه الوضع العام بالبلاد من تردٍّ فسح المجال للانقلاب على الدستور وعلى المؤسسات المنبثقة عنه”.

وتحدّث المستقيلون، عن انفراد مجموعة من الموالين للحركة بالقرار داخلها، ما أسفر عن قرارات وخيارات خاطئة أدت إلى تحالفات سياسية لا منطق فيها ولا مصلحة ومتناقضة مع التعهدات المقدمة للناخبين، إضافة إلى مساهمة التحالفات البرلمانية الغير سليمة في مزيد ضرب المصداقية.

فيما يحمّل قطاع كبير من قيادات النهضة، الغنوشي المسؤولية كاملة عن الفشل السياسي الذي لحق بالحركة على مدار السنوات الماضية، ووصل بها إلى حالة غير مسبوقة من الرفض الشعبي والغضب الذي دفع الرئيس قيس سعيد للإعلان عن الإجراءات التصحيحية.

تكتيك جديد

رغم وجاهة الأسباب والمبررات التي ساقها المنشقون عن صفوف الحركة الإخوانية، والتي يؤكدها الواقع والمشهد الحاصل في البلاد خلال السنوات الأخيرة، والتي شهدت استقالة عدد كبير من الصف الأول ومؤسسي الحركة احتجاجا على سياسة التفرد الواضحة، توضح حالة الارتباك التي تعيشها الحركة والتناقضات الكبيرة بداخلها في ظل رغبتها للوصول إلى الحكم والتي أوصلت تونس إلى نفق مظلم، دفعت بالرئيس قيس سعيد إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات والقرارات التي لم تشهدها البلاد منذ ثورة الياسمين في 2011.

غير أن هناك من يذهب إلى أن استقالات قياديين في حركة النهضة اليوم ما هو إلا تكتيك جديد ومناورة من الحركة لكي يغيرون جلودهم و يخرجون في «ثوب جديد متتونس ومتمدن، وفي الحقيقة هم مثل الثعبان الذي يغير جلده».

ربما يعجبك أيضا