«مؤتمر أربيل» يدعو للتطبيع مع إسرائيل.. والحكومة العراقية تصفه بـ«غير القانوني»

محمود طلعت

محمود طلعت

دعا أكثر من 300 عراقي بمن فيهم شيوخ عشائر من السنة والشيعة إلى التطبيع بين العراق وإسرائيل، في أول نداء من نوعه أطلق خلال مؤتمر عُقد تحت عنوان «السلام والاسترداد» ونُظم في كردستان برعاية منظمة أمريكية.

المؤتمر عُقد مساء أمس الجمعة في أربيل ونظمه مركز اتصالات السلام ومقره نيويورك، وتناول خلاله قضية التطبيع بين إسرائيل والعراق والتقارب بين المجتمعات المدنية.

وتتمتع منطقة كردستان بالحكم الذاتي في شمال العراق، وتُقيم علاقات ودية مع الدولة العبرية، وهي تقف بذلك على طرف نقيض مع مواقف المسؤولين والفصائل السياسية العراقية.

العراق 3

نــــداء للتطبيـــع

وجاء في البيان الختامي للمؤتمر «نطالب بانضمامنا إلى اتفاقيات أبراهام.. وكما نصت الاتفاقيات على إقامة علاقات دبلوماسية بين الأطراف الموقعة ودولة وإسرائيل، فنحن أيضًا نطالب بعلاقات طبيعية مع إسرائيل وبسياسة جديدة تقوم على العلاقات المدنية مع شعبها بغية التطور والازدهار».

وقالت سحر الطائي -مديرة الأبحاث في وزارة الثقافة ببغداد والتي كانت من المتحدثين خلال المؤتمر- «لا يحق لأي قوة، سواء كانت محلية أم خارجية، أن تمنعنا من إطلاق مثل هذا النداء».

وكان بين المتحدثين العراقيين لواء سابق وأحد قادة الصحوة وهي فصائل عشائرية قاتلت التنظيمات المتطرفة بدعم من واشنطن. كما تحدث خلال المؤتمر عبر الفيديو تشيمي بيريز الذي يرئس مؤسسة أسسها والده الرئيس الإسرائيلي الراحل شيمون بيريز.

صــــفحة جديــدة

من جهته قال الشيخ ريسان الحلبوسي شيخ عشيرة البومطر من الأنبار «يكفينا عداء وفتن وقتل.. مفروض نفتح صفحة جديدة للتعاون والسلام والأمن لكي يعيش أبناؤنا وأحفادنا من بعدنا بسلام وأمان. لا تستطيع بين يوم وليلة أن تقنع المواطن بالتطبيع مع إسرائيل… مع الزمن تتغير الأفكار».

وذكر رئيس صحوة العراق، وسام الحردان خلال المؤتمر، أن «العراق سبق العالم كله في بناء الإنسانية، ما الذي حدث، وما الذي خرب العراقيين وجعلهم ميليشيات وقتلة ودواعش، نحن نرفع راية السلام للعالم أجمع، ونحتضن كل رواده من أجل الإنسانية، وندعو لضمه إلى اتفاقيات إبراهيم الدولية».

ووفقا لـ«فرانس برس»، زار العديد من قادة كردستان العراق، خلال العقود الأخيرة، إسرائيل ودعا السياسيون الأكراد علانية إلى التطبيع معها. وفي عام 2017، عندما نظم أكراد العراق استفتاء الاستقلال المثير للجدل، كانت إسرائيل من بين الداعمين القلائل لهم.

أربيل

الحكومة العراقية

من جهتها أعلنت الحكومة العراقية، اليوم السبت، في بيان رفضها القاطع للاجتماع الذي عقد في أربيل، قائلة «هذه الاجتماعات لا تمثل أهالي وسكان المدن العراقية العزيزة، التي تحاول هذه الشخصيات بيأس الحديث باسم سكانها».

وأضافت أن «هذا الاجتماع يمثّل مواقف من شارك بها فقط، فضلا عن كونها محاولة للتشويش على الوضع العام وإحياء النبرة الطائفية المقيتة، في ظل استعداد كل مدن العراق لخوض انتخابات نزيهة عادلة ومبكرة».

وشددت الحكومة العراقية في بيانها على أن طرح مفهوم التطبيع مرفوض دستوريا وقانونيا وسياسيا في الدولة العراقية

وأشارت إلى أن «الحكومة عبرت بشكل واضح عن موقف العراق التاريخي الثابت الداعم للقضية الفلسطينية العادلة، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه بدولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف، ورفض كل أشكال الاستيطان والاعتداء والاحتلال التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الشقيق».

ترحيب إسرائيلي

«القناة الإسرائيلية 12» أشارت إلى أن قادة عراقيين حثوا على السلام مع إسرائيل والانضمام إلى اتفاقات إبراهيم، وأن العراقيون أعربوا عن ترحيبهم بنجل رئيس الوزراء السابق شمعون بيريز الذي ألقى كلمة بالعبرية، عن «الحاجة إلى علاقة سلام والحفاظ على العلاقات الإسرائيلية العراقية».

ومن الجانب الإسرائيلي، رد وزير الخارجية يائير لابيد على دعوات القادة العراقيين بخصوص السلام، قائلا: «منذ اليوم الذي تولت فيه هذه الحكومة مقاليد الأمور، كان هدفنا هو توسيع الاتفاقيات الإبراهيمي.. الحدث في العراق يبعث بالأمل في أماكن لم نفكر فيها من قبل».

وأضاف لابيد: «نحن والعراق لدينا تاريخ مشترك وجذور مشتركة في المجتمع اليهودي، وحيثما وصلوا إلينا، سنبذل قصارى جهدنا للعودة».

614ead6042360404a65b9f92

رفض التطبيــــع

أكد زعيم تحالف قوى الدولة الوطنية، عمار الحكيم، اليوم السبت، رفضه لدعوات التطبيع مع إسرائيل التي تعقد داخل العراق.

وقال في بيان صحفي: «نستنكر ونرفض المؤتمرات والتجمعات ودعوات التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب التي تعقد داخل العراق».

وأضاف أن «القضية الفلسطينية تمثل قضية العرب والمسلمين الأولى و لذلك نجدد دعمنا الكامل للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ونضاله لاسترداد حقه المغتصب، وأن القضية الفلسطينية حق لا يسقط بالتقادم».

ربما يعجبك أيضا