مظاهرات المناخ في ألمانيا.. هل تؤثر على نتيجة الانتخابات المقبلة؟

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي

قبل يومين من إجراء الانتخابات العامة في ألمانيا تظاهر عدد كبير من الشباب من أجل حماية المناخ في جميع أنحاء ألمانيا، وجاء ذلك تلبية لدعوة أطلقتها منظمة “أيام جمعة من أجل المستقبل” ونشطاء آخرون في سائر أنحاء ألمانيا.

تحركت المظاهرات الكبيرة ورددت بصوت عال عبر برلين وهامبورج وكولونيا ولايبسيج وفرايبورج وغيرها من المدن، شعارات تدعو للحفاظ على المناخ.

وفيما تنظم الأحزاب الكبيرة في ألمانيا تجمعات حاشدة قبل انتخابات الأحد، ستسعى مسيرات شبابية تنظمها حركة “فرايديز فور فيوتشر” إلى إثبات أن الطبقة السياسية خذلت جيل الشباب.

حزب الخضر شريك صغير؟

ودعي قرابة 60,4 مليون ألماني للإدلاء بأصواتهم الأحد، ويقول معظم الناخبين إن حماية المناخ على رأس أولوياتهم، وقال كل من الأحزاب الثلاثة الرئيسية إنها ستنفذ أجندة لحماية المناخ إذا تم انتخابه، فيما يقدم حزب الخضر حزمة الإجراءات الأكثر طموحا.

ومع ذلك، قال ناشطون من حركة “فرايديز فور فيوتشر” إن البرنامج الرسمي لحزب الخضر ليس كافيا لالتزام هدف حصر ارتفاع درجة الحرارة بـ1,5 درجة مئوية.

ويريد حزب الخضر إنهاء استخدام طاقة الفحم بحلول العام 2030 بدلا من العام 2038 كما هو مقرر حاليا. كذلك، يريد وضع حد لإنتاج السيارات العاملة بمحرك الاحتراق في العام نفسه.

وفي حين يتوقع أن يخسر حزب الخضر في انتخابات الأحد، تشير استطلاعات الرأي إلى أن لديه فرصة جيدة للانضمام إلى الائتلاف الحاكم كشريك صغير في عهد شولتز أو لاشيت.

دعم عالمي

خاطبت الناشطة في مجال حماية البيئة السويدية غريتا تونبرغ الجمعة، الحشود المحتجة في برلين ضمن الحركة العالمية “فرايدي فور فيوتشر” (Fridays for Futur).

وبدأ عشرات الآلاف من نشطاء المناخ، بما في ذلك تونبرغ، النزول إلى المدن الألمانية لزيادة الضغط على المرشحين المتنافسين لخلافة أنغيلا ميركل في الانتخابات العامة في نهاية الأسبوع.

احتشد مئات الأشخاص في ساحة براغ للاحتجاج على ما وصفوه بأنه إجراء حكومي غير كاف لمكافحة تغير المناخ، وشكل تلاميذ المدارس التشيكية الذين يمثلون الحركة العالمية “فرايدي فور فيوتشر” (Fridays for Futur) الجزء الأكبر من المتظاهرين في مالوسترانسكي نامستي في براغ.

وفي روما تدفق المئات من المتظاهرين إلى الشوارع، للمطالبة باتخاذ موقف ضد تغير المناخ. حيث التقى المتظاهرون في ميدان مركزي في روما وساروا بالأعلام واللافتات في قلب المدينة.

في سياق متصل، قام العشرات من الطلاب الهنود ونشطاء المناخ بمسيرة في نيودلهي كجزء من حركة “الشباب من أجل المناخ” العالمية.

إضراب

ورغم إلحاح قضية المناخ بالنسبة إلى معظم الألمان، خصوصا عقب الفيضانات المميتة التي ضربت غرب البلاد في تموز/ يوليو، فإن ذلك لم يُترجَم إلى دعم قوي لبيربوك التي تفتقر إلى الخبرة نسبيا.

وتم التخطيط لأكثر من 400 “إضراب مناخي” في كل أنحاء ألمانيا ومن المتوقع أن تتحدث الشابة السويدية تونبرغ التي كانت وراء نشوء حركة “فرايديز فور فيوتشر”، أمام مبنى الرايخستاغ الذي يضم مجلس النواب؛ مجتمعين تحت لافتات “نحن شباب ونحتاج إلى العالم!” و”كل شيء من أجل المناخ”، سيقول الناشطون إن “أزمة المناخ هي أكبر مشكلة في القرن الحالي”.

وكانت  مجموعة من النشطاء الشباب قد بدأت في الثلاثين من أغسطس الماضي إضراباً مفتوحاً  بالقرب من مبنى البرلمان الألماني للمطالبة بإجراء حديث علني مساء أمس (خلال المناظرة التلفزيونية) مع المرشحين الثلاثة للمستشارية من تحالف المستشارة أنغيلا ميركل المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر قبل الانتخابات، كما طالبوا أيضا بإنشاء “مجلس للمواطنين” لإقرار إجراءات سياسية فورية لمكافحة تغير المناخ.

حديث علني مساء أمس (خلال المناظرة التلفزيونية) مع المرشحين الثلاثة للمستشارية من تحالف المستشارة أنغيلا ميركل المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر قبل الانتخابات، كما طالبوا أيضا بإنشاء “مجلس للمواطنين” لإقرار إجراءات سياسية فورية لمكافحة تغير المناخ.

ونظرا لعدم صدور موافقة من جانب الساسة الثلاثة على هذا المطلب، قطع كل أفراد المجموعة تقريبا إضرابهم واحتجوا في مخيمهم حيث وضعوا ثلاثة مقاعد خالية في إشارة إلى تجاهل المرشحين الثلاثة لمطالبهم بالحضور للمناقشة. وأعلن ناشطا مناخ مضربان عن الطعام في برلين اعتزامهما تشديد إضرابهما اعتبارا من السبت؛ أي قبل يوم واحد من الموعد المقرر للانتخابات البرلمانية.

ربما يعجبك أيضا