بركان «لابالما» الإسباني.. خسائر بالملايين ومساعدات أوروبية عاجلة

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

أعلنت الحكومة الإسبانية، لا بالاما، إحدى جزر الكناري الإسبانية منطقة كارثية، وستطلب أموالا أوروبية لإعادة بناء المنازل والبنى التحنية والمدارس والشركات وحقول الزراعة والثروة الحيوانية، وذلك بسبب بركان كومبرى فيخا الذي يواصل ثورانه لأكثر من 96 ساعة مع خسائر تقدر بـ500 مليون يورو.

تقول صحيفة “لابانجورديا” الإسبانية، إن أطنانا من الحمم البركانية دفنت المنازل والمدارس والشركات والأراضي الزراعية في منطقة لا بالما، كما أدى إلى إغلاق مطار لا بالما بسبب السحب الرمادية، ولم يسفر ثوران البركان حتى الآن عن إصابات خطيرة أو وفيات، لكن 15% من محصول الموز ذي الأهمية الاقتصادية للجزيرة مهدد بالتلف وهو ما يهدد بدوره آلاف الوظائف.

مرحلة انفجار

دخل بركان “كومبري فييخا”، الذي بدأ ثورانه قبل أسبوع، مرحلة انفجار جديدة، فيما أعلن معهد جزر الكناري للبراكين عن ظهور منفذ جديد للانبعاثات يقع غربي فوهة البركان الرئيسية.

وقال المعهد الوطني للجغرافيا والتعدين إن طائراته المسيرة رصدت انكسارا في الهيكل المخروطي للبركان.

من جهته، قال مدير اللجنة المعنية بالتعامل مع البراكين “بيفولكا”، ميجيل أنخيل موركويندي، في مؤتمر صحفي : “من المعتاد في هذا النوع من الثوران أن ينكسر الهيكل المخروطي للبركان، تتشكل فوهة بركان لا تتحمل وزنها.. فينكسر المخروط.. وقع هذا الانشقاق الجزئي الليلة الماضية”.

وأضاف موركويندي أن عمليات الإجلاء الحالية ستستمر لمدة 24 ساعة أخرى كإجراء احترازي.

 منطقة كارثية

تأثر قطاع السياحة في منطقة لابالما، حيث ألغى العديد من الأشخاص حجوزات الفنادق، وقال ممثلو جمعية السياحة: “هناك أشخاص تم إجلاؤهم ، وهناك فنادق تم إخلاؤها، ومنازل ريفية ، وأخرى لا يمكن الوصول إليها”.

وفي الوقت ذاته تدرس حكومة إسبانيا بالفعل خطة لضمان اقتصاد جزيرة لا بالما، بعد إعلانها منطقة كارثية.

من المؤكد أن ثوران البركان يفتح أزمة غير مسبوقة خلال نصف قرن، وأجبرت حكومة إسبانيا على مراجعة بروتوكولات العمل في مواجهة الكوارث الطبيعية.

دمرت الحمم البركانية حتى الآن أكثر من 10 هكتارًا ودمرت ما يقرب من 400 مبنى كليًا أو جزئيًا، أدى تطور ألسنة الحمم البركانية، التي لم تصل بعد إلى المحيط ، إلى إجلاء أكثر من 6800 شخص حتى الآن. أحد الأسئلة الأولى التي يجب على الحكومة حلها هو ما إذا كان الوضع في لا بالما، الذي لم يسبق له مثيل في السنوات الخمسين الماضية، يتجاوز أحكام التشريع الحالي، لكن بينما يستمر الثوران، لن يكون من الممكن تقييم الضرر.

سرب الزلازل

يمثل نشاط بركان “كمبر فيجا” أول حدث بركاني على جزر الكناري منذ 50 عاما، هذا ولم يسجل وقوع أي ضحايا إلا أن الحمم البركانية، التي كانت تتحرك في البداية بسرعة 700 متر في الساعة، دمرت ما لا يقل عن 100 منزل.

وسجل أكثر من 4200 هزة، خلال فترة الثوران، تُعرف باسم “سرب الزلازل”، في الجزيرة حيث يشير تشوه الأرض إلى أن الصهارة كانت تتدفق تحت السطح.

خطة محددة

بدأت إسبانيا في تصميم خطة محددة لتبسيط المساعدة والتكيف مع الظروف الاستثنائية لأول انبعاثات بركانية أرضية في إسبانيا منذ عام 1971، والصيغة الإدارية مطروحة بالفعل .

وسيشمل ذلك إعادة بناء المنازل والبنى التحتية ؛ التدابير المالية للأفراد والشركات المتضررة؛ وتدابير العمل والإعانات المحددة لصيد الأسماك والزراعة، وسبل العيش الاقتصادية الرئيسية للجزيرة بصرف النظر عن السياحة، لن يتم استخدام المناطق التي جرفتها الحمم البركانية للزراعة لعقود من الزمن، وسيؤدى وصول الحمم البركانية المحتمل إلى المحيط إلى تغيير النظام البيئي البحري.

تدرس إسبانيا تفاصيل التشريع الذي ينظم منح الإعانات في حالات الطوارئ أو الكوارث، وأوضحت مصادر حكومية “علينا دراستها بالتفصيل والتكيف مع ما حدث في لا بالما”.

مساعدات أوروبية

الاتحاد الأوروبي 1
الاتحاد الأوروبي

في حالة وقوع كوارث طبيعية من هذا النوع، يمكن لدول الاتحاد الأوروبي أيضًا أن تطلب بشكل عاجل موارد مادية من بروكسل من خلال آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي، والتي يمكن أن تجلب الطعام إلى الخيام إلى لا بالما في حوالي 48 ساعة وفقًا لمتحدث باسم المفوضية.

بعد الكارثة، لدى البلدان خيار طلب المساعدة المالية من خلال صندوق التضامن التابع للاتحاد الأوروبي ، والذي يمكن أن يغطي تكاليف عمليات الطوارئ والإنعاش للسلطات العامة. هذه الآلية ، التي تم إطلاقها في عام 2002 بعد الفيضانات التي دمرت أوروبا الوسطى ، ليست آلية ويجب على البلدان تلبية المتطلبات الصارمة لطلبها. حتى الآن تم استخدامه في حوالي 80 كارثة -الفيضانات وحرائق الغابات والزلازل والعواصف والجفاف- وتم مساعدة 24 دولة أوروبية مختلفة بمبلغ يزيد عن 5 مليارات يورو.

لتنشيطه، يتعين على الحكومات إرسال طلب إلى المفوضية الأوروبية في غضون 12 أسبوعًا بعد الكارثة لإثبات أن التأثير المباشر يتجاوز 0.6٪ من الدخل القومي الإجمالي للبلد أو 1.5٪ من الناتج المحلي الإجمالي. إقليمي (أو 1٪ من الناتج المحلي الإجمالي في حالة المناطق الخارجية ، كما هو الحال في جزر الكناري). في حالة الأرخبيل، يجب أن تتجاوز الكارثة 457.2 مليون يورو ، وفقًا لقوائم عتبة 2021 التي نشرتها المفوضية. إذا كان الطلب يفي بالمعايير، تقترح المفوضية على المجلس والبرلمان الأوروبي تعبئة المساعدة ، التي يتم تحميلها على ميزانية الاتحاد الأوروبي.

الناجي الوحيد

انتشرت صورة ملتقطة من أعلى المناطق التي التهمتها الحمم البركانية بعد انفجار بركان “كومبر فيجا” في جزيرة “لا بالما” حيث بقي منزل واحد لم يحترق، في مشهد غريب، وكأن النيران تجنّبته وابتعدت عنه بعد أن أحاطت به من كل الاتجاهات.

وتسبب المشهد الغريب الملتقط للمنزل الذي وصف بـ”الناجي الوحيد الذي أنقذته السماء” بعد احتراق الكثير من المنازل والمناطق الزراعية في الجزيرة نتيجة الحمم البركانية، بجدل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي في أوروبا.

وتداولت الكثير من وسائل الإعلام العالمية قصة هذا المنزل حيث احترقت جميع الأراضي والمنازل المحيطة به لكن الحمم بقيت محافظة على مسافة من هذا المنزل وكأنها تجنبت إحراقه.

وتظهر المشاهد حالة اعتبرها الكثير من رواد وسائل التواصل الاجتماعي غريبة ومثيرة للحيرة، حيث بقي المنزل صامدا لوحده بوجه وابل الحمم البركانية المتدفقة من فوهة البركان.

والمبنى مملوك لزوجين متقاعدين من الدنمارك، لم يزوراه منذ بداية جائحة فيروس كورونا المستجد في العالم.

ربما يعجبك أيضا