مستقبل الإرهاب العالمي بعد سيطرة حركة طالبان على أفغانستان

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

أثار نجاح حركة طالبان في السيطرة على السريعة على أفغانستان مخاوف المجتمع الدولي من قيام التنظيمات الإرهابية باستنساخ تجربة طالبان في الوصول إلى السلطة، لا سيما في بعض الدول الأفريقية التي تعاني من الأزمات والمشاكل وضعف الأنظمة الحاكمة الأمر الذي يسهل مهمة أمراء “الإرهاب والدم”.

وتمتلك طالبان باع طويل مع الإرهاب منذ نشأتها الأولى عقب انسحاب الاتحاد السوفيتي، واستيلائها على الحكم في الفترة من 1996 وحتى 2001 عندما أطاحت بها قوات التحالف الدولي الذي كانت تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ردًا على أحداث 11 سبتمبر الشهيرة، وشهدت فترة حكمهم الأولى سلوكيات أثارت انتقادات دولية وأغلقت مدارس الفتيات كما وفرت ملاذًا أمنًا لتنظيم القاعدة الأمر الذي مكنه في نهاية الأمر من تنفيذ أكبر عملية إرهابية في التاريخ بتفجير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، نفس السياسات تسير عليها الحركة في ولاياتها الثانية إذ أغلقت مدارس الفتيات ودور السينما وتقوم بتعذيب المعارضين في التظاهرات وإن كانت وعدت المجتمع الدولي بعكس ذلك.

ومما لا شك فيه أن حركة طالبان قد قويت شوكتها بعد استيلاء مقاتليها على عتاد أمريكي وسلاح كثير للجيش الأفغاني الذي أنفقت الولايات المتحدة على تسليحه ما يقرب من 100 مليار دولار أصبحت كلها في حوزة التنظيم المتشدد.

السيناريو الأفغاني

وعلى الجانب الآخر يبدو أن بعض دول “القارة السمراء” باتت على موعد مع سيناريو مشابه لما حدث في أفغانستان في التنظيمات الإرهابية رأت أن الوصول للحكم والاستيلاء على السلطة بات ممكنًا لذا شهدت الفترة الأخيرة نشاط ملحوظ لهم، لا سيما بعد انسحاب القوات الغربية لارتفاع تكلفة الحرب هناك تمامًا فعلت الولايات المتحدة في أفغانستان وخاصة أن أفريقيا تمثل بيئة خصبة لها نظرًا لتمتعها بثروات طبيعية وسهولة تجنيد الأتباع فضلًا عن هشاشة وضعف أنظمة الحكم في كثير من دولها، لا سيما في مناطق الغرب الأفريقي.

ونشط الإرهاب في الفترة الأخيرة إذ اتسعت رقعته من شمال أفريقيا إلى الغرب وصولًا إلى منطقة الساحل الإفريقي، وصولًا إلى خليج غينيا الغني بالغاز والنفط، كما توسع في الشرق حتى مناطق وجوده في القرن الأفريقي مستهدفًا موزمبيق الشهيرة بثرواتها الطبيعية من مصادر الطاقة.

يتزعم التنظيمات الإرهابية في أفريقيا تنظيمي داعش والقاعدة وكل منهما يتبعها أيديولوجيًا وتنظيميًا عدة تنظيمات محلية، العلاقة بين التنظيمين كانت قائمة في البداية على التعاون والتنسيق المشترك وسرعان ما تحولت إلى صراع مرير على مناطق النفوذ.

حيل داعشية

ويقول الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الدولي، محمود البتاكوشي في تصريحات خاصة لرؤية: حاول داعش الإرهابي الاستفادة من الخلافات الداخلية بين جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، و«جبهة تحرير مآسينا»، وتجنيد أعضاء من الأخيرة، ويتصل ثانيها بتنفيذ عدد من الهجمات الكبيرة على مواقع عسكرية في منطقة الساحل، بهدف اغتنام الأسلحة والمركبات، والسيطرة على المناطق الاستراتيجية الغنية بالمواد الطبيعية، كمناجم الذهب، والمراعي، حيث تقع تلك المناطق ضمن النفوذ التقليدي لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، كما أطلق صحيفة إلكترونية بلغة الهوسا تُسمى Wakiliar Labarai وتصدر كل أسبوعين، لاستقطاب السكان الناطقين بلغة الهوسا الذين يبلغ عددهم نحو 44 مليون شخص، ويعيشون في نيجيريا والنيجر وتشاد والكاميرون.

وأضاف البتاكوشي: يتبع داعش في الوسط وإلى الشرق وجنوب الشرق ما يسمى بولاية أفريقيا الوسطى وتضم: جناح موسى المهاجر المنشق عن حركة الشباب المجاهدين في الصومال، والقوات الديمقراطية المتحالفة في الكونغو الديمقراطية وعلى حدود أوغندا، وجماعة يطلق عليها أنصار السنة أو حركة الشباب في موزمبيق.

خريطة إرهابية

تنتشر داعش في دول منطقة الساحل وغرب أفريقيا من أبرز تابعيه جماعة بوكوحرام والتي بايعت داعش وتسمت باسم “ولاية غرب أفريقيا”، بعد أن كانت تتبع القاعدة أيديولوجيًا، فضلًا عن عدة خلايا ومجموعات أخرى بعضه تم تجنيدها ابتداءً، وبعضها انشق عن تنظيمات تابعة للقاعدة مثل تنظيم الدولة في الصحراء الكبرى المنشق عن المرابطون.

ويسير على درب القاعدة في غرب أفريقيا عدة تنظيمات أبرزها: القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين والمكونة من أربعة تنظيمات هي: أنصار الدين، وكتيبة ماسينا، والمرابطون، وفرع الصحراء من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، يتبع التنظيم في شرق أفريقيا تنظيم حركة شباب المجاهدين في الصومال.

ربما يعجبك أيضا