أزمة الوقود في بريطانيا.. موجز واقعي لسلبيات «بريكست»!

حسام السبكي

حسام السبكي

على ما يبدو بدأت بريطانيا في جني الثمار “السلبية” لتوابع الخروج من الاتحاد الأوروبي، والمعروف اختصارًا بـ”بريكست”، وذلك وفق محللين لما تشهده البلاد في الفترة الأخيرة من أزمة وقود وصفت بـ”غير المسبوقة” في تاريخ المملكة المتحدة، حيث شوهدت طوابير السيارات وهي تحتشد أمام محطات الوقود من أجل التعبئة، وذلك تحت شعار “الشراء بدافع الذعر”، ما زاد من حدة الأزمة، علاوة على التأثير الحيوي الذي سببه القطاع النفطي على الجوانب الاقتصادية الأخرى، على غرار إيصال المواد الغذائية إلى المحلات التجارية وغيرها!.

أزمة غير مسبوقة

أزمة الوقود في بريطانيا 1
أزمة الوقود في بريطانيا

كما أسلفنا، فقد تفاقمت أزمة نقص الوقود في المملكة المتحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع وسط “شراء بدافع الذعر” من سائقي السيارات القلقين لدرجة أن الحكومة تفكر في الاستعانة بالجيش للقيام بعمليات التوصيل، وفق الصحافة.

ورغم دعوة الحكومة السكان إلى عدم الهلع، تهافتوا على محطات الوقود، فيما أشارت بعض الشركات إلى أنها تواجه صعوبات في التوصيل تؤثر على إمدادات المواد الغذائية في متاجر السوبر ماركت، جراء تداعيات كوفيد وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

في محطة في ليبتون، أحد أحياء شرق لندن، اصطفت 50 سيارة بدءا من الساعة 06,30 الإثنين فيما أمضى بعض المستهلكين قسما من الليل في انتظار التزود بالوقود، وفقا لـ”وكالة الأنباء الفرنسية”.

أزمة الوقود في بريطانيا
أزمة الوقود في بريطانيا

وفي كل أنحاء البلاد، تضاعفت لافتات “لا وقود” أو المضخات المغطاة بلافتة تقول “خارج الخدمة”، بما في ذلك نحو 30 في المئة من محطات بريتيش بتروليوم (بي بي) العملاقة التي تأثرت بهذه الأزمة.

ووفق “رابطة تجار البترول” (بي آر إيه) نفد الوقود من حوالي نصف المحطّات البالغ عددها 8000 في المملكة المتحدة، أول أمس الأحد.

وتشعر اتحادات العاملين في المجال الطبي بالقلق، على غرار “إيفري دكتور” التي تقول إنها تتلقى معلومات من العديد من أعضائها تفيد بأنهم “أمضوا عطلة نهاية الأسبوع في محاولة العثور على وقود دون نتيجة”.

59325044 101

يذكر أن عددا من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بما في ذلك ألمانيا يعانون من نقص قي سائقي الشاحنات.

والبلدان الأكثر تضررا هي بولندا التي تعاني نقص 124000 سائق والمملكة المتحدة 60.000-76.000 وألمانيا 45.000 إلى 60.000.

وتواجه المملكة المتحدة مشكلات في مجال نقل المواد الغذائية في الأشهر القليلة الماضية بسبب نقص سائقي الشاحنات وكذلك عدم توفر ناقلات الوقود.

ويذكر الوضع الحالي في بريطانيا بحقبة السبعينيات من القرن الماضي، حين تسببت أزمة طاقة بتقنين الوقود، وتقليص أسبوع العمل إلى ثلاثة أيام، وقبل عقدين، أدت احتجاجات ضد ارتفاع أسعار الوقود إلى إغلاق المصافي وشل النشاط في البلاد لأسابيع.

الجيش البريطاني

263715?crop=16 9&width=660&relax=1&signature=op bvdXG UBfB7mPcUDXyjmXD2A=

في آتون الأزمة الحالية، وفي مواجهة نقص الوقود وقلة السلع المعروضة في المتاجر بسبب نقص عدد سائقي الشاحنات، تبحث السلطات عن حلول، وتدرس، وفقا للصحافة، احتمال الاستعانة بالجيش للتوصيل، رغم نفي السلطات البريطانية في وقت سابق نيتها الاستعانة بالقوات المسلحة.

هذا، وأكد وزير البيئة جورج يوستيس أن الحكومة لم تخطط لإرسال جنود لقيادة شاحنات التوصيل، كما تدعي العديد من وسائل الإعلام، لكن الجيش سيساعد في تسريع عمليات تدريب سائقين جدد.

وتحت الضغط، قررت الحكومة السبت تعديل سياسة الهجرة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ومنح ما يصل إلى 10500 تأشيرة عمل موقتة، من تشرين الأول/ أكتوبر إلى كانون الأول/ ديسمبر للتعويض عن النقص الحاد في عدد سائقي الشاحنات وكذلك الموظفين في القطاعات الرئيسية للاقتصاد البريطاني، مثل تربية الدواجن.

كذلك، أعفت الحكومة قطاع موزعي الوقود مؤقتا من قوانين المنافسة حتى يتمكنوا من إعطاء الأولوية للتسليم إلى المناطق الأكثر حاجة إليه.

1 Coronavirus Fri Dec 25 2020

وحدّ رئيس “رابطة تجار البترول” براين مادرسن من تأثير الاستعانة بالجيش لأن نقل الوقود، الشديد الاشتعال، يتطلب سائقين “متخصصين جدا” مع إجراءات محددة.

وفي ما يتعلق باحتمال عودة السائقين الأوروبيين الذين رجعوا إلى بلدانهم بسبب الوباء وبريكست، قال: إن هناك أيضا نقصا في عدد السائقين في أوروبا القارية.

وأشار إلى مشكلة رخص قيادة المركبات الثقيلة التي لا يمكن إصدارها أثناء الحجر الصحي موضحا “هناك 40 ألف طلب معلق للحصول على تراخيص سوق مركبات ثقيلة من قبل البريطانيين“.

ورغم أن مجموعة بريتيش بتروليوم رحبت بقرار الحكومة منح عدد إضافي من التأشيرات الموقتة لسائقي الشاحنات، حذرت من أن “القطاع سيحتاج إلى وقت لتعزيز عمليات التسليم وتجديد المخزونات في مواقع البيع“.

وتصر الحكومة على أنه لا يوجد نقص في الوقود في البلاد، بل إن الأزمة ناجمة عن تهافت المستهلكين القلقين على شرائه، متسائلة عن التصريحات المثيرة للقلق التي أطلقها اتحاد شركات النقل البري والتي زرعت بذور الذعر لديهم.

تقييد حرية التنقل

1440x810 cmsv2 77756d29 cb19 5d76 affb bb892dd93f41 4876500

وعزا زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني أولاف شولتز، أزمة الوقود في المملكة المتحدة إلى تقييد حرية التنقل بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بريكست”.

وأعرب شولتز عن أمله بأن يتمكن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من التعامل مع عواقب خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن “حرية حركة العمال كانت مكفولة في الاتحاد الأوروبي، وقد عملنا بجد لإقناع البريطانيين بعدم مغادرة الاتحاد“.

وأضاف: “هم أخذوا قرارا مختلفا وآمل أن يديروا المشاكل الناتجة عن ذلك، لأنني أعتقد أنها فكرة مهمة بالنسبة لنا جميعا لتحقيق ذلك، حيث ستكون هناك علاقات جيدة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، ولكن هذه مشكلة يجب حلها”.

ربما يعجبك أيضا