تلوث البيئة وعمالة الأطفال.. أزمات كبيرة في تركيا

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

تواجه تركيا العديد من الأزمات خاصة في مجال البيئة ونسبة التلوث التي تهدد المناخ في الدولة، إضافةً إلى عمالة الأطفال التي تعرض “أنقرة” بشكل مستمر لانتقادات بسبب ازدياد معدلات عمالة الأطفال، والتي كانت آخر كوارثها وفاة طفلين في ظروف مأساوية، وهو ما يسبب منغصات كبيرة للرئيس رجب أردوغان.

وأشارت إحصاءات مجلس الصحة والسلامة المهنية إلى وجود أكثر من مليوني طفل عامل في تركيا، ووفاة 319 طفلًا في العمل خلال الفترة بين عامي 2013 و2019. وفي إحصائية بدت صادمة، كشف تقرير محلي في تركيا أن التلوث البيئي تسبب في 44617 حالة وفاة مبكرة في البلاد خلال عام واحد فقط.

تلوث بيئي

يبدو أن “أنقرة” لا تأخذ بعين الاعتبار تحذيرات المؤسسات البيئية والمنظمات غير الحكومية بشأن مشكلة التلوث في البلاد، بالإضافة إلى التغيرات المناخية التي تشهدها. وبحسب نتائج أبحاث جماعية أجراها 3 أكاديميين أتراك، حدثت 44617 حالة وفاة مبكرة في تركيا في العام 2018، على خلفية تلوث الهواء، كما أظهرت أن مدينتي إغدير وكهرمان مرعش هما الأكثر تأثرًا بتلوث الهواء مقارنة بغيرها من مدن البلاد، وفق معايير منظمة الصحة العالمية التي اعتمد عليها الأكاديميون الأتراك الثلاثة.

ورصد البحث أيضًا أن معدل الوفيات المبكرة بسبب تلوث الهواء هو 214 لكل 100 ألف شخص في إغدير و202 لكل 100 ألف شخص في كهرمان مرعش.

وبحسب الأرقام التي أوردها المعهد الأوروبي للإحصاءات “يوروسات” في وقتٍ سابق هذا العام، فقد استوردت أنقرة العام الماضي، 48,500 طن من النفايات شهريًا من أوروبا، مقابل 33 ألف طن في الشهر الواحد في عام 2018.

هواء مسموم

تواجه تركيا بالفعل مشاكل بيئية كثيرة يتعلق بعضها بعملية إعادة تدوير النفايات الأوروبية التي أدت لتراكم مخلفاتها البلاستيكية المستوردة من ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وغيرها من الدول على الشواطئ التركية، الأمر الذي شكل تحديًا جديدًا للسلطات.

 وفي سياق متصل، قال العالم البيئي غونار يالنتش إنه “لا يوجد في تركيا فرصة للوصول إلى معلومات دقيقة حول حالات الوفاة التي تحصل نتيجة التلوث البيئي، لكن ما ورد في الأبحاث الأخيرة حول حصول 44617 حالة وفاة على خلفية تلوث الهواء في عام 2018 صحيح”.

وأضاف غونار يالنتش بحسب موقع “العربية.نت”: أن “جودة الهواء في تركيا لا تتوافق مع معايير منظمة الصحة العالمية والاتحاد الأوروبي والتشريعات الوطنية، ويكمن السبب وراء ذلك أن السلطات المحلية تهتم في المدن الكبرى والسياحية فقط بينما تدمر المصانع والمحطات الحرارية والمناجم ومعامل الأسمنت، الغابات في مدن أخرى، وبالتالي انتشار التلوث في تلك المناطق”.

عمالة الأطفال

ووفق بيانات وزارة الأسرة والطفل، هناك 23 ألف طفل يعملون في تركيا بمهن لا تتناسب مع سنهم بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة لأسرهم، وروت صحيفة “زمان” التركية المعارضة قصة يوسف دمير، 17 عامًا، الذي كان يعمل بمجال البناء في ولاية بولو التركية، وفقد حياته بسبب هذه المهنة.  

وأشارت إحصاءات مجلس الصحة والسلامة المهنية التركي إلى وجود أكثر من مليوني طفل عامل في تركيا، وتكشف إحصاءات المجلس عن وفاة 319 طفلًا في العمل خلال الفترة بين عامي 2013 و2019.

ربما يعجبك أيضا