رغم نفيها وجوده.. طالبان في مواجهة عسكرية مع داعش

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

نفت حركة طالبان الأفغانية -في وقت سابق- أن يكون هناك وجود لتنظيم داعش على أراضيها على لسان المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، إلا أنها أعلنت أنها ستشن حملة ضد “ولاية خراسان” فرع تنظيم داعش في أفغانستان، في منطقة العاصمة كابول وننجرهار المجاورة على الحدود مع باكستان، وفق وكالة “خاما” الأفغانية.

ورغم التقارير التي تحدثت عن وجود تنظيم القاعدة في أفغانستان، بالإضافة إلى تبني تنظيم داعش عملية دموية في العاصمة كابول، تصر حركة طالبان على نفي كل هذه الدلائل بشأن أي وجود لهذين التنظيمين الإرهابيين، إلا أنها عادت لتعلن مطاردتها لفرع التنظيم المتطرف عسكريًا.

عمليات دموية

التحرك ضد “داعش” في أفغانستان لا يأتي من فراغ بعدما ظهرت طالبان في صورة العاجز عن السيطرة على المشهد في الدولة، خاصة بعد ما تعدد العمليات التي يشنها ما يسمى بـ”ولاية خراسان” وحركات موالية له. كانت حركة طالبان اضطرت للتعامل مع سلسلة من الهجمات أعلنت المسؤولية عنها جماعة مرتبطة بتنظيم داعش، الذي تختلف معه منذ سنوات بسبب عدد من القضايا الاقتصادية والعقائدية، كما أعلن تنظيم داعش (ولاية خراسان)، وهو فرع التنظيم في المنطقة، مسؤوليته عن عدد من التفجيرات في مدينة جلال آباد، مؤخرًا.

وأعلنت تلك الجماعة المتطرفة مسؤوليتها عن تنفيذ هجوم على مطار كابول، الشهر الماضي، أسفر عن مقتل 13 جنديًا أمريكيًا وعشرات المدنيين الأفغان ممن احتشدوا خارج بوابات المطار.

تحذيرات أمريكية

العملية العسكرية التي ستشنها “طالبان” ليست من فراغ بعد أن حذر مسؤولون استخباراتيون أمريكيون، في 14 من سبتمبر الجاري، من أن تنظيم القاعدة يمكن أن ينظم صفوفه داخل أفغانستان في غضون عام إلى عامين، كما يتعاظم خطر داعش في المنطقة وهو ما حذرت منه الولايات المتحدة، مشيرين إلى أن بعض أعضاء الجماعة الإرهابية قد عادوا بالفعل إلى البلاد، وفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

ويعتبر مسؤولون أمريكيون أن طالبان لديها قدرة محدودة على ضبط حدود أفغانستان، وفي حين أن طالبان تحارب منذ فترة طويلة فرع تنظيم داعش، إلا أن علاقات راسخة تربطها بتنظيم القاعدة.

نفي طالبان لوجود داعش، آتى رغم رغم عشرات العمليات التي شنها التنظيم المتطرف ضد عناصر الحركة الحاكمة أفغانستان في مدن عدة، كما أن توقيت العملية العسكرية يأتي بعد أسبوعين من هجمات شنها التنظيم في مدينة جلال آباد الرئيسية في ننجرهار استهدفت مواقع طالبان، وأسفرت عن مقتل العديد من مقاتليها.

صدام قوي

ويقول الباحث المتخصص في شؤون الحركات المسلحة والإرهاب، هشام النجار في تصريحات خاصة: لداعش مشروع منافس وهو إقامة خلافة بديلة عن تلك التي سقطت في العراق والشام، وهو يعتمد على تمركز خراسان في أفغانستان وباكستان للانتشار وبناء أفرع موالية في آسيا وأفريقيا لما لهذه المنطقة من مكانة في أوساط التكفيريين ولما تمثله تاريخيًا للجماعات المسلحة، ويصطدم هذا المشروع بإقامة خلافة داعشية مع حركة طالبان التي أعادت الحركة الأفغانية إقامتها بعد الانسحاب الأمريكي فمع إقامة طالبان إمارتها لا معنى لوجود مشروع دولة دينية أخرى ولذلك ينشط داعش الآن لتقويض إمارة طالبان وإفشال مشروعها بالحكم من خلال العمليات الإرهابية والتفجيرات.

ربما يعجبك أيضا