بعد طرد مسؤولين أمميين.. لماذا بات مستقبل «آبي أحمد» السياسي على المحك؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

يبدو أن المصائب لا تأتي فرادى، إذ لم يكتف رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، الحائز على جائزة نوبل للسلام، بمعاداة أبناء جلدته من أبناء القوميات المختلفة في إثيوبيا، فضلا عن دول الجوار في القارة السمراء، ليقوم الرجل بخطوة أكثر خطورة على مستقبله السياسي وذلك بعد إعلان بلاده طرد سبعة مسؤولين بالأمم المتحدة، بسبب ما قالت إنها تدخلاتهم في الشؤون الداخلية للبلاد.

ضغوط متزايدة

لاجئون من تيجراي
لاجئون من تيجراي

في الوقت الذي تواجه فيه حكومة آبي أحمد المتهم بارتكاب انتهاكات وجرائم حرب في إقليم تيجراي منذ أن أشعل فتيل الحرب التي أتت على الأخضر واليابس وخلقت قتلى ومحت قرى بأكملها، حتى اعترف آبي أحمد بنفسه بوقوع انتهاكات وقتل واغتصاب داخل الإقليم، ليجد نفسه وحكومته في مواجهة ضغوطا متزايدة لإنهاء الحصار المفروض على منطقة تيجراي .

وحذرت وكالات الإغاثة من المجاعة الوشيكة في الإقليم لا سيما وأن الحصار مطبق ولا يسمح بدخول المساعدات الإنسانية والطبية ، ما يزيد المخاوف من تفاقم الأزمة الانسانية في البلد الذي تهزه الحرب منذ أكثر من عشرة أشهر.

كما تحذر الأمم المتحدة منذ أكثر من ثلاثة أشهر من أن نحو 400 ألف شخص في تيغراي “تجاوزوا عتبة المجاعة”. وامتدت المعارك والأزمة الإنسانية إلى منطقتي عفر وأمهرا المجاورتين حيث صار 1.7 مليون شخص يواجهون الجوع.

المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قال لوكالة فرانس برس الأسبوع الماضي إن “الحكومة الإثيوبية ترفض” وصولها ما أدى إلى وضع يشبه “الحصار”، بعد اتخاذ خطوات لضمان عدم وصول المساعدات إليهم.

صدمة المجتمع الدولي

خطوة أديس أبابا قوبلت بغضب عارم من المجتمع الدولي، بعدما أمهلت الخارجية الإثيوبية في بيان، المسؤولين السبعة، وبينهم أفراد من منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف 72 ساعة لمغادرة البلاد.

حيث أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن صدمته إزاء إعلان حكومة إثيوبيا أن سبعة من مسؤولي الأمم المتحدة في البلاد أشخاص غير مرغوب فيهم.

وأكدت ستيفاني ترومبلاي المتحدثة باسم الأمين العام، أن المنظمة الدولية منخرطة في محادثات مع أديس أبابا من أجل السماح لموظفي الأمم المتحدة بالبقاء في البلاد ومواصلة عملهم. ودانت الولايات المتحدة بأشد العبارات طرد السلطات الإثيوبية موظفي الأمم المتحدة العاملين في إثيوبيا.

وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، جين ساكي، إن الولايات المتحدة “لن تتردد” في فرض عقوبات على “أولئك الذين يعرقلون المساعدات الإنسانية”.

وتشمل عمليات الطرد، التي أُعلن عنها يوم الخميس، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ورئيس منظمة الأمم المتحدة للطفولة، في إثيوبيا. وليس من الواضح ما هي الاتهامات الموجهة لهم.

شكوك حول أهلية آبي أحمد

آبي أحمد 1
آبي أحمد

فرضت مواقف الحكومة الإثيوبية ورئيسها آبي أحمد حالة من الجدل الدائر حول أهلية الرجل لقيادة البلاد، فرغم اعترافه بارتكاب جرائم وانتهاكات وأن الوضع داخل الإقليم يقتضي دخول المساعدات الإنسانية، والتي تتزامن مع إعلان واشنطن توقيع عقوبات على الشخصيات التي تعرقل عملية السلام أو تمنع دخول المساعدات، ها هو اليوم يخطو خطوة أكثر صداما مع المجتمع الدولي.

نبرة التحدي التي يتحدث بها الرجل في وجه أقوى مؤسسة أممية ومعها الدولة الأقوى، في الوقت الذي يعلن فيه رفض بلاده أي اتفاق ملزم بشأن أزمة سد النهضة التي تراوغ فيها إثيوبيا منذ سنوات ما أثار غضب القاهرة والخرطوم، لتعلن السودان رفضها الانخراط في أية مباحثات مستقبلية مع إثيوبيا بشأن سد النهضة قبل تبادل المعلومات، تبنئ بأن مستقبل الرجل السياسي بات على المحك، بعدما استعدى الداخل والخارج وبات محاصرا من الجميع.

إذا أخذنا بالاعتبار خطوة أديس أبابا قبل أيام بإغلاق سفارتها في القاهرة لأسباب مادية، ما يعدّ مؤشر آخر قوي على أن إثيوبيا لا تنوي التوقيع على أي اتفاق ملزم حول سد النهضة، فالأسباب المادية في هذه الحالة تحديدا بحسب المحلل السياسي، حسن نافعة، ليست مقنعة إطلاقا، لأن سفارة إثيوبيا في القاهرة ينبغي أن تكون آخر سفارة تغلق لأسباب مادية.

ربما يعجبك أيضا