عودة التوتر بشرق المتوسط.. تركيا تهدد اليونان وقبرص

محمود رشدي

رؤية – محمود رشدي

يبدو أن التوترات بين اليونان وتركيا، عادت لتطل من جديد، بعد هدوء نسبي، حيث هددت وزارة الخارجية التركية، السبت، بأنها ستتخذ كافة الإجراءات للرد على ما وصفتها بـ “تصرفات اليونان وقبرص الأحادية”.

مزاعم تركيا

قالت وزارة الخارجية التركية، في بيان: إنّ اليونان وقبرص تواصلان مساعي تصعيد التوتر شرق المتوسط من خلال أنشطتهما “الاستفزازية” أحادية الجانب في الشهور الأخيرة.

وأضافت: إنّ اليونان انتهكت الجرف القاري التركي في الآونة الأخيرة، فضلاً عن إعلان قبرص أنها ستبدأ غداً أنشطة تنقيب تنتهك حقوق القبارصة الأتراك والجرف القاري التركي، بحسب ما أورده مرصد مينا.

في السياق ذاته، أشارت الخارجية التركية إلى أنّ “كل هذه التصرفات أحادية الجانب ستؤدي إلى زيادة التوترات وتهديد السلام والاستقرار في شرق المتوسط”.

وأكدت الوزارة التركية أنّ “أنقرة ستواصل بحزم الدفاع عن حقوقها وحقوق القبارصة الأتراك في شرق المتوسط”، مشيرة إلى أنها تتخذ الخطوات اللازمة في الميدان وعلى الطاولة ضد مواجهة التصرفات الأحادية لليونان وقبرص.

يُذكر أنّ العلاقة بين تركيا واليونان تتسم بالتوتر، رغم أنها شهدت هدوءاً نسبياً في الأشهر الماضية، إلا أنّ هذا الهدوء تلاشى بعد مضايقات تركية لسفينة الأبحاث (نوتيكال جيو) منتصف الشهر الماضي.

تصعيد حذر

تسعى تركيا للتصعيد في مواجهة اليونان وقبرص وسط مخاوف من سباق تسلح شرق التوسط ورغم الجهود الأوروبية لإحداث تقارب عبر الحوار ونزع فتيل الصراع.

واتهم وزير الخارجية التركي، جاويش أوغلو، اليونان بالدفع بـ”ادعاءات بحرية متطرفة” شرق البحر المتوسط، متعهدا بأن تركيا ستضمن حقوقها السيادية وتلك الخاصة بالقبارصة الأتراك في المنطقة.

ونقلت صحيفة “ايكاتيميرني” اليونانية السبت عن تشاووش أوغلو ، قوله -في إشارة إلى الدولة الانفصالية المعلنة من جانب واحد، التي لا تعترف بها سوى أنقرة- إن “الأسباب وراء التوترات في شرق البحر المتوسط، في السنوات الأخيرة، هي الادعاءات البحرية المتطرفة لليونان ولإدارة القبارصة اليونانيين، بالإضافة إلى إجراءاتهم أحادية الجانب، التي تتجاهل حقوق بلادنا وحقوق جمهورية شمال قبرص التركية”.

واتهم أوغلو جمهورية قبرص بتجاهل دعوة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان العام الماضي بإجراء مفاوضات بشأن حقوق التنقيب عن الطاقة في شرق البحر المتوسط، واقتراح للقبارصة الأتراك، تم تقديمه العام السابق، للجنة مشتركة حول احتياطات الطاقة البحرية.

وأضاف “بينما كل هذه المقترحات مطروحة على الطاولة، يبدو أن الأنشطة أحادية الجانب الاستفزازية لليونان ولجمهورية قبرص، تثير توترات في شرق البحر المتوسط”.

وتابع أن النشاط الأخير لسفينة الأبحاث الفرنسية “نيوتيكال جيو”، التي تعرضت لمضايقات من قبل سفن حربية تركية، أثناء إجراء أبحاث في منطقة شرق جزيرة كريت، وخطط من قبل نيقوسيا لإجراء تدريب جديد جنوب الجزيرة في تشرين ثان/ نوفمبر المقبل “سيزيد التوترات ويهدد السلام والاستقرار في شرق البحر المتوسط”.

وقال وزير الخارجية التركي: إن بلاده “تتخذ جميع الخطوات الضرورية لوقف الإجراءات أحادية الجانب من قبل اليونان وقبرص” محذرا دولا ثالثة من تسهيل تلك الخطوات.

كما أعلنت وزارة الخارجية التركية، في بيان السبت، أن سبب التصعيد في شرق المتوسط خلال السنوات الأخيرة، هو ادعاءات اليونان وقبرص الرومية في امتلاكهما مناطق صلاحية بحرية قصوى، وتصرفاتهما أحادية الجانب التي تتجاهل حقوق ومصالح تركيا وقبرص التركية بالمنطقة.

ويبدو أن المواقف المتشنجة والبيانات المنددة باليونان تأتي على خلفية تصاعد التعاون العسكري اليوناني الفرنسي حيث اشترت أثينا مجموعة من الفرقاطات والمعدات العسكرية من باريس في إطار اتفاقية في هذا الصدد.

ورغم أن السلطات اليونانية أكدت بان الاتفاقية ليس المراد منها البحث عن سباق تسلح مع تركيا لكن يبدو ان انقرة تتوجس من هذه التطورات في العلاقة بين فرنسا واليونان.

يشار إلى أنه على الرغم من أن البلدين معاً في حلف شمال الأطلسي إلا أنهما على خلاف بشأن قضايا كثيرة منها المطالبات المتنافسة بالسيادة على امتداد الجرف القاري لكل منهما في البحر المتوسط والمجال الجوي وموارد الطاقة وقبرص المقسمة عرقيا وبعض الجزر في بحر إيجه.

كما تصاعد التوتر بين البلدين الصيف الماضي (2020)، عندما أرسلت تركيا سفينة تنقيب إلى مياه متنازع عليها في البحر المتوسط، لكن حدته خفت قليلا بعدما سحبت أنقرة السفينة واستأنف البلدان المحادثات الثنائية لحل الخلافات بينهما، بعد توقف دام خمسة أعوام.

ربما يعجبك أيضا