«ليبيا بلا مرتزقة».. متى يتحقق الحلم؟

محمود طلعت

محمود طلعت

أعلنت وزيرة خارجية ليبيا نجلاء المنقوش عن خروج عدد محدود من المرتزقة من بلادها، مؤكدة بأن طرابلس تسعى من خلال مؤتمر دولي ينعقد الشهر الجاري لتنظيم خروج شامل للمرتزقة.

خروج المرتزقة

المنقوش وخلال مؤتمر صحفي مع نظيرها الكويتي، أمس الأحد علّقت على الأخبار المتداولة بشأن خروج بعض المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، قائلة: «الخبر صحيح، هي بداية بسيطة جدا، وما زلنا نسعى إلى خروج أعداد أكبر».

وأضافت: «هذا ما نسعى إليه، وهذا أحد أهداف مؤتمر استقرار ليبيا الذي سينعقد في هذا الشهر، لوضع خطة من قبل لجنة 5 + 5 لخروج المرتزقة بالكامل من الأراضي الليبية وفق جدول زمني ومفصل».

المرصـــد ينـفي

تصريحات المنقوش، نفاها المرصد السوري لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن الفصائل الموالية لأنقرة، لا يزالون يمكثون ضمن ثكناتهم العسكرية في القواعد التركية على الأراضي الليبية.

وأوضح المرصد السوري أنه على النقيض من التصريحات التي تفيد بخروج المرتزقة، فإن الأيام القليلة الماضية، شهدت خروج نحو 90 مسلحا من الفصائل الموالية لأنقرة من مناطق نفوذ الأتراك في عفرين نحو ليبيا، مقابل عودة عدد مماثل من هناك،  في عملية تبادل اعتيادية.

وفيما عبر المرصد السوري عن آماله بخروج سريع لجميع السوريين الذين تحولوا إلى أدوات بيد الحكومة التركية من الأراضي الليبية وعودتهم الفورية إلى سوريا، شدد على ضرورة إيقاف استخدام السوريين كمرتزقة من قبل حكومة أنقرة.

مـؤتـــــمر دولي

وتستعد ليبيا لاستضافة المؤتمر الدولي في العاصمة طرابلس نهاية أكتوبر الجاري، من أجل دفع العملية السياسية وحثّ الأطراف الدولية على المساعدة في إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد.

وفي كلمة الشهر الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، إنه سيتم عقد مؤتمر دولي في أكتوبر الجاري من أجل حشد الدعم بصورة موحدة ومنسقة لصالح استقرار البلاد.

ونصّ اتفاق وقف إطلاق النار الدائم الذي وقعه الفرقاء في أكتوبر العام الماضي، على إخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة خلال 90 يوما من تاريخ إبرام الاتفاق، وانتهت المهلة المقررة لخروج هذه القوات نهاية يناير الماضي، دون أن يتحقق ذلك.

وتقدر الأمم المتحدة عدد القوات الأجنبية والمرتزقة المنتشرين في مختلف أنحاء ليبيا بنحو 20 ألفا.

الأمن القـــــومي

وقبل أيام أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في اجتماع لمجلس السلم والأمن الأفريقي حول ليبيا، أن وجود القوات الأجنبية والمرتزقة يؤثر سلبا على الأمن القومي المصري.

وشدد شكري على أهمية حث المجتمع الدولي على القيام بدوره في وضع الأطراف الساعية للالتفاف على القرارات الأممية بشأن الانسحاب الكامل لجميع القوات الأجنبية أمام مسؤولياتها ومحاسبتها.

ودعا لحتمية خروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب دون استثناء ودعم مهمة اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، معتبرا أن استمرار الوجود العسكري الأجنبي في ليبيا يوفر بيئة غير مستقرة حاضنة للإرهاب والتطرف، بما يتيح انتقال العناصر الإرهابية في المنطقة.

وأشار إلى أهمية تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتجميد العمل بالاتفاقيات العسكرية الخاصة بالتدريب في الداخل الليبي، مقترحا السير قُدماً نحو الانتهاء من إجراءات مراجعة وتنقيح الاتفاقية الأفريقية لمكافحة الارتزاق في أفريقيا.

عقوبــات رادعة

كما حث وزير الخارجية المصري الدول المُصدرة للمقاتلين والمرتزقة لاستعادة من جلبتهم من مناطق أخرى، والمتابعة الأمنية اللصيقة للعناصر الأشد خطورة، مع معاقبة داعمي المرتزقة ومستخدميهم ومن يُيَسرون عبورهم وانتقالهم بين مختلف الدول.

وشدد على ضرورة إسهام المجتمع الدولي في دعم برامج إدماج وإعادة تأهيل العناصر المنخرطة في المجموعات المسلحة بعد تسريحهم، ووضع البرامج المُلائمة لنزع الأسلحة الموجودة بحوزتهم، اتساقاً مع مبادرة إسكات البنادق التابعة للاتحاد الأفريقي.

إشــراف وتنسيق

وحول هذا الملف يرى المبعوث الجزائري المكلف بملف الصحراء ودول المغرب العربي، عمار بلاني إن انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا يجب أن يكون بإشراف أممي وبتنسيق مع دول الجوار.

وحذر من التداعيات الخطيرة على أمن واستقرار دول الجوار والمنطقة الصحراوية الساحلية والقارة الأفريقية في حال انتقال غير مدروس وغير مراقب للمرتزقة والأسلحة خارج التراب الليبي.

اللجنة العسـكرية

واجتمعت اللجنة العسكرية المشتركة الليبية “5+5″، الثلاثاء الماضي، لبحث آلية إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من البلاد، وهو اللقاء الذي شهد حضور قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا الجنرال ستيفن تاونسند، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا وسفيرها ريتشارد نورلاند، إضافة إلى رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة.

وبحسب مصدر مطلع توصلت اللجنة إلى جدول زمني وخطة لانسحاب جميع المرتزقة في البلاد، من المقرر أن تستمر تلك العملية إلى ما بعد انتخاب السلطة التنفيذية الجديدة في البلاد 24 ديسمبر المقبل.

ربما يعجبك أيضا