هكذا «طمست» إسرائيل العملة الفلسطينية ذات الثلاثة آلاف سنة‎‎

محمود

رؤية – محمد عبدالكريم

كعادة كل طارئ يفتقد إلى التاريخ فإن اللجوء إلى التحريف، أسهل الطريق لابتداع ما هو غير موجود أصلا.

وعلى امتداد الجغرافية الفلسطينية على الأرض، بتاريخ ضارب في القدم يعود إلى آلاف السنين، تقزمت إسرائيل أمام هذا التاريخ فلجأت مثلا إلى تحريف الأسماء، فعلى سبيل المثال مدينة القدس، كانت في المسمى الكنعاني تسمى (أور سالم) نسبة إلى أول ملوكها، فكان التحريف “أورشليم”، أو جبل أباريك أصبح هار(جبل بالعبرية) برك، جبل الدرج = هار درجا، جبل الرحمة = هار رحاماه، جبل طوال النفخ = هار نفحاه، تل أبوهريرة = هارور، تل المالحة = ملحاه، وغيرها الكثير من التحريفات فهي بالآلاف ويحتاج ذكرها إلى مجلدات.

bb

فمنذ النكبة تم تغير أسماء أكثر من 90% من القرى ومعالمها، وباتت تحمل أسماء عبرية، وعملت على “عبرنة” أكثر من ثمانية آلاف اسم لمواقع فلسطينية، منها 5000 موقعًا جغرافيًا، وبضع مئات من الأسماء التاريخية، و1000 اسم مستعمرة ومستوطنة تم إقامتها على أنقاض قرى وبلدات ومدن الشعب الفلسطيني، بحيث تصب كل التسميات الجديدة للمواقع في خدمة المخطط الإسرائيلي لخلق مشهد جغرافي آخر متصل باليهود.

وليس التحريف والتهويد حكر على الجغرافيا فقد كان أيضا للمال جانب من التحريف وسرقة التراث والأسماء، أغلب الناس تعتقد أن الشيكل أو ”الشاقل“عملة ”إسرائيلية” (عبرية) وهذا خطأ وتزوير تفنده الحقائق والآثار التاريخية، الشيكل عملة استعملها الكنعانيون قبل وصول أول يهودي لفلسطين بآلاف السنين, شيكل الزنبق الفلسطيني عمره 3000 عام وشيكل الكيان الصهيوني مُقلد الشيكل ”الشاقل” الفلسطيني (الكنعاني) يدحض ”الشيكل” العبري.

”الشيكل الإسرائيلي ” ليس تسمية يهودية إذ تؤكد المراجع التاريخية و حتي التابعة للعدو أن الشيكل هو عملة الكنعانيين منذ 3000 سنة قبل الميلاد .. أي قبل ظهور ”بني إسرائيل” علي وجه الأرض.

الشيكل الكنعاني “الشاقل” هو العملة المتداولة في أرض كنعان، لتسهيل عملية التبادل التجاري الواسع في فلسطين و جوارها، وكان الشيكل الكنعاني هو وحدة العملة الكنعانية الأساسية في بلاد كنعان – فلسطين القديمة.

b

كانت الموازين تحدد في القدم بأشياء ثابتة ومتداولة مثل الحبوب . فكان (الشاقل) الشيكل يساوي ثقل 32 حبة شعير، وبمرور الزمن تطورت فيما بعد وحلت محلها المعادن الثمينة. وكان يستخدم الميزان ذو الكفتين، ووجد العديد من هذه الوحدات والتي كان يحملها التجار الكنعانيون معهم أثناء تجوالهم وتبادلاتهم التجارية

ومن نافل القول أن عملية تحريف الأسماء العربيّة بدأت بقرار من حكومة بن غوريون الأولى، وضع الاحتلال خطة نتيجة لتعليمات مباشرة من ” دافيد بن غوريون ” أول رئيس وزراء للاحتلال لصك عملات ”إسرائيلية” للتداول بحيث تحمل رموز كنعانية قديمة كزهرة الزنبق المقدسة لدى الكنعانيين .

حتى اليوم كانت عملة كنعانية استمر بنو إسرائيل باستعمالها والتداول بها، فجزء من إلغاء الهوية الفلسطينية للعملة دفع إلى تغييرها من قبل بنك إسرائيل، بذريعة الاحتياج اللفظي، علمًا أن لفظ الشيكل الكنعاني ليس بالصعب على الأذن العربية، والادعاء أنه تم تغيير كلمة الشيكل إلى شيكل بدواعي النقحرة الصوتية والترجمة الملائمة لفظيًا يتعامل مع الموضوع بمعزل عن السياق السياسي، ويتجاهل الأسس الإقصائية البنيوية في المنظومة الأيديولوجية السياسية الإسرائيلية.

ربما يعجبك أيضا