الأخطر منذ 4 عقود.. نذر حرب عالمية ثالثة بين الصين وتايوان

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

تايوان.. جزيرة هادئة بالمحيط الهادي شرق آسيا إلا أنها تشهد صراعا بين دولتين على أراضيها. الأولى تقول إن تايوان جزء من أراضيها، والأخرى تقول إن تايوان دولة ذات سيادة ويجب حماية استقلالها. وفق مصادر صحفية فقد أرسلت الصين 150 طائرة عسكرية فوق أجواء تايوان خلال 4 أيام في أكبر استفزاز عسكري تشهده الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي وتسعى للاستقلال فيما تعتبرها الصين جزءا لا يتجزأ من أراضيها، أما الولايات المتحدة الأمريكية فمن جانبها تقف إلى جانب تايوان وتدعمها اقتصاديا وعسكريا.

مع استمرار التوترات بين الصين وتايوان في منطقة المحيطين الهندي والهادئ ، أرسلت الإدارة الأمريكية وحدة من القوات الخاصة إلى الجزيرة لتدريب الجنود التايوانيين، فيما يبدو أن التوترات في أعلى مستوياتها، وساعة الصفر لاشتباك عسكري قريبة بالفعل، هكذا يبدو المشهد على الأقل في تايوان التي تستعد بشكل جدي للحرب مع الصين التي تواصل سلسلة من الأنشطة العسكرية المتزايدة فوق أراضي تايوان.

لماذا تايوان؟

ايبي

تايوان تلك الجزيرة الديمقراطية الغنية تتمتع بحكم ذاتي واقتصادي قوي، ولكن رغم ذلك لا تزال تسبح وحيدة في فلك الصين . بكين ترى أن تايوان إقليم متمرد ولا يجب أن يتمتع بأي نوع من الاستقلال. في المقابل، ترى تايوان أنها الأحق بحكم كل من تايوان والصين الشعبية.

قد يبدو ذلك صادما، إذ كيف لجزيرة بحجم تايوان أن تحكم دولة بحجم قارة كالصين، غير أن ما لا يعرفه البعض أن تايوان تعرّف نفسها باسم جمهورية الصين، في حين تعرف الصين نفسها بـ«جمهورية الصين الشعبية».

جذور المشكلة تعود إلى الحرب الأهلية الصينية بين أعوام 1927 – 1949 بين الحزب القومي الصيني «الكومينتانج» الذي كان يتزعم الحكومة وبين الحزب الشيوعي الصيني، بعد سنوات خسرت الحكومة وهربت إلى جزيرة تايوان لتشكل حكومة في المنفى في حين أسس الشيوعيون جمهورية الصين الشعبية بقيادة ماو تسي تونغ، وهنا بدأت الأزمة.

تايوان ترى أن الصين يجب أن تعود لأحضانها، بينما ترى الصين الشعبية أن تايوان متمردة ويجب أن تعود إلى الأرض الأم . الحكومة الفارة إلى تايوان حظيت في البداية بدعم دولي تحديدا من الولايات المتحدة وكانت أحد الأعضاء الخمسة الدائمين بمجلس الأمن الدولي إلى أن سحب المقعد منها لصالح جمهورية الصين الشعبية عام 1971 بعد قرار أممي رقم 2758 قضى أيضا بطرد تايوان من الأمم المتحدة واتخذت معظم الدول خطوات مماثلة من أجل عدم استعداء العملاق الصيني القادم.

الصين لا تريدها كأرض فحسب، بل هي بحاجة ماسة لها بسبب الرقائق الإلكترونية لكي تتقدم تكنولوجيا. فكما هو معروف هناك ثلاث دول بحسب خبراء تصنّع الرقائق الإلكترونية بالعالم هي أمريكا،كوريا الجنوبية وتايوان حيث تشمل ٩٥٪ من أكثر شركات صناعة الرقائق تقدماً في العالم.

حاليا تعترف بتايوان أقل من 20 دولة فقط حتى الولايات المتحدة أكبر حليف ومزود للأسلحة لهذه الجزيرة لا تعترف بها! الصين الرافضة لفكرة استقلال تايوان حاصرت كل الجهود التي بذلتها الجزيرة للانضمام إلى المؤسسات الدولية وتتمسك بمبدأ «صين واحدة» وهو الأمر الذي ترفضه تايوان.

ضبابية واشنطن

بعد هزيمة الولايات المتحدة في أفغانستان، يجب أن ينتهي أي تقييم للإرادة الأمريكية للقتال في أي حرب مستقبلية بين القوى العظمى بعلامة استفهام. وفق تقرير راند توقعات بموقف ضبابي لأمريكا من نزاع محتمل بين الصين وتايوان أو اعتداء روسيا على دول البلطيق.

لذلك يجدر بأمريكا تمرير القانون المتعلق بالدفاع عن تايوان لأن هذا القانون سيضع النقاط على الحروف ويبين الخطوط الحمراء ويخفي الضبابية بحكم أن أمريكا ستضطر للمواجهة مع الصين في كل الأحوال وتايوان ستكون ذريعة جيدة لذلك.

في نفس الوقت عدم تمرير القانون يعطي تصريحا غير مباشر للصين، للتدخل العسكري واحتلال الجزيرة الغنية حتى قبل عام 2025 ، في وقت يشهد فيه العالم توتراً غير مسبوق في دول آسيا الوسطى على رأسها أفغانستان وأذربيجان ومن جهه ثانية التوتر بين الاتحاد الأوروبي وأمريكا والجهة الثالثة الصين وتايوان.

وحول سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لتنفيذ عمل عسكري للدفاع عن تايوان، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان: “دعني أقول فقط، سوف نتخذ إجراءات الآن لمحاولة منع هذا اليوم من أن يأتي على الإطلاق”.

من جهته، خاطب وزير الخارجية التايواني أستراليا: «استعدوا للحرب مع الصين» ويطلب منهم التعاون الاستخباراتي بعدما قامت الصين بتحليق طائراتها فوق بلاده أكثر من مرة في آخر الأيام، وقال لشعبه: لو دخلت علينا الصين فنحن مستعدون أن نموت ونقاتل حتى النهاية، استعدوا.

لكن ماذا لو قامت الحرب بين الصين وتايوان؟ في ظل التفوق العسكري لكلا البلدين سيظل سيناريو الحل العسكري خطوة مدمرة ومليئة بالمخاطر فهل تستطيع الصين لي ذراع تايوان؟

تايوان

ربما يعجبك أيضا