وسط ضبابية سياسية.. «باريس الشرق» تغرق في الظلام وتوقعات باستمرارها لأيام!

حسام السبكي

حسام السبكي

لم يكد يستفيق اللبنانيون من عاصفة سياسية تسببت في خروج الآلاف إلى الشوارع، وأفضت إلى تكليف نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، حتى فوجئ نحو 7 مليون لبناني بالعتمة تكسو مختلف أرجاء البلاد، في أزمة اقتصادية وحياتية، بل وبيئية أخرى، لها خلفيات عديدة، بدأت منذ حوالي 5 أشهر، وذلك في ظل رغبة من دول الجوار في تقديم المساعدة (النفط الإيراني)، وتلويح أمريكي بالعقوبات!.

الظلام يكسو باريس الشرق!

tYb6Bsz0?format=jpg&name=small

أفاد تلفزيون “إل بي سي آي” اللبناني، أمس السبت، بانفصال شبكة الكهرباء بشكل كامل في لبنان بعد توقف محطتي الزهراني ودير عمار نتيجة نفاد المازوت.

وبحسب “وكالة الأنباء الفرنسية”، أوضح التلفزيون أن الانقطاع جاء بعد تدني توليد الطاقة إلى ما دون 200 ميجاوات.

في غضون ذلك، قال مسؤول حكومي في لبنان، أمس السبت، إن بلاده ليس لديها كهرباء مولدة مركزيا، بعد أن أدى نقص الوقود إلى إغلاق أكبر محطتين لتوليدها.

وحسب تصريحات لـ”رويترز” قال المسؤول إن “شبكة الكهرباء اللبنانية توقفت تماما عن العمل ظهر اليوم ومن غير المرجح أن تعمل حتى يوم الإثنين المقبل أو لعدة أيام”.

وحذرت مؤسسة كهرباء لبنان، الشهر الماضي، من انقطاع الكهرباء عن جميع أنحاء البلاد، في ظل انخفاض حاد لمخزوناتها من المحروقات.

وذكرت الشركة في بيان، أنها تستطيع توليد أقل من 500 ميجاوات من الكهرباء باستخدام زيت الوقود الذي تحصل عليه بموجب اتفاقية تبادل مع العراق.

وأدى النقص الهائل في المحروقات إلى عجز الدولة عن توفير أي إمدادات تذكر للكهرباء على مدى الشهور القليلة الماضية، بينما اعتمد الكثير من اللبنانيين على المولدات الخاصة.

وأوردت الشركة أن مخزونها المتبقي من المحروقات تدنى بشكل حاد جدا، حتى إنه نفد بالكامل في عدد من المعامل مما أدى إلى توقفها قسريا عن إنتاج الطاقة.

وقالت الشركة في بيان، إن جميع الخيارات التي يمكن اللجوء إليها استنفدت، فيما لم يعد بإمكانها سوى تسيير المجموعات الإنتاجية المتبقية بما يتجانس مع مخزونها المتبقي من المحروقات.

تفاصيل أخرى

علق باسل الخياط المحلل الاقتصادي اللبناني على واقعة دخول لبنان في الظلام الدامس، أمس السبت، بعد انقطاع الكهرباء قائلاً : “يوم عن يوم بنتعمق في أزمة الكهرباء وكل يوم تتعمق الأزمة بالأخص”.

وأضاف في لقاء عبر تطبيق ”سكايب” خلال برنامج ”كلمة أخيرة” الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ” ON” أن الأزمة والمنعطف الذي وصلت إليه البلاد يعود للسيارات والإدارة الخاطئة تراكمياً والتي انتهجت في الآونة الأخيرة قائلاً : ” ما حدث اليوم سببه أن لبنان يحتاج إنتاجياً 3500 ميجاوات من الكهرباء في حين أن لبنان يعيش في العامين الآخرين على أقل من 1200 ميجاوات وفي الفترة الأخيرة تحديداً بلغ ما نعيش عليه 450 ميجاوات فقط من أصل احتياجات تبلغ 3500 ميجاوات وهذا سبب الأزمة“.

وأكمل أن المولدات الاحتياطية من المفترض أن تسد محل عجز الإنتاج كبديل في إطار الخطة “b” لكن ما حدث أن المولدات أيضاً بدأت في عمليات التقنين كون سداد القيمة يتم بالدولار قائلاً: ”بدأت رفع الأسعار”، متوقعاً انحسار جزئي للازمة في غضون ثلاثة أيام بعد وصول الشحنة من العراق قائلاً: “سوف تسد جزء بسيط من الأزمة“.

وأشار إلى أن الظلام موجود في الشوارع لكن المولدات تحل أزمة الكهرباء كبديل عن مؤسسة كهرباء لبنان قائلاً: المولدات رفعت الأسعار.

خلفيات الأزمة.. وتوابع كارثية

منذ مايو الماضي، أعلنت شركة كارباورشيب التركية، التي تزود لبنان بالكهرباء من محطتين عائمتين، أنها أوقفت الإمدادات بسبب متأخرات السداد وبعد تهديد قانوني لمحطتيها في لبنان الذي يواجه أزمة اقتصادية عميقة.

ويحصل لبنان على 370 ميجاوات من الكهرباء من الشركة أو ما يعادل ربع الإمدادات الحالية للبلاد.

وبشكلٍ عام، ويعاني لبنان منذ أشهر نقصا حادا بالوقود المخصص لتوليد الطاقة، لعدم توفر النقد الأجنبي لاستيراده من الخارج، مما تسبب بزيادة ساعات انقطاع الكهرباء لأكثر من 22 ساعة يوميا، وانعكس ذلك على تفاصيل الحياة اليومية.

وتسبب شح المحروقات وانقطاع الكهرباء في البلاد بنقص حاد في مياه الاستخدام المنزلي، وانقطاعها أياما متتالية عن بيروت وعدد من المناطق.

وقد دفع هذا كثيرا من المواطنين إلى شراء المياه التي تنقلها الصهاريج الخاصة بكلفة مرتفعة، لكن أغلبية السكان لا يستطيعون دفع ثمن المياه، فيضطرون للانتظار أياما.

وتسود مخاوف من تلوث المياه الجوفية -التي تعتمد عليها لبنان بشكل كبير- بالنفايات ومياه الصرف الصحي، حيث يجري استثمار معظمها بشكل عشوائي ومن غير رقابة.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” (UNICEF) قد حذرت من أن 4 ملايين شخص بلبنان يواجهون خطر نقص حاد بالمياه أو انقطاع تام لإمدادات مياه الشرب الأيام القليلة المقبلة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة، مضيفة أن معظم هؤلاء من الأطفال والأسر الفقيرة.

ربما يعجبك أيضا