كورونا في الأردن.. نقطة تحول غيرت حياة الأفراد وزاد معها الانتحار والاكتئاب ‎‎

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق                                            

زادت حالات الانتحار ومحاولات الانتحار في الأردن عام 2020، الذي بات يعرف إعلاميا بعام جائحة فيروس كورونا، والتي ما زالت تلقي بظلالها الصحية والنفسية على جميع أوساط المجتمع وقطاعاته كافة. 

واليوم الأحد، قالت جمعية معهد تضامن النساء الأردني “تضامن”، إن تداعيات جائحة كورونا والإجراءات الاحترازية المتخذة لمواجهتها ومن بينها حظر التجول والحجر المنزلي، شكلت نقطة تحول رئيسية في حياة أفراد المجتمع ككل وفي حياة النساء والفتيات تحديداً.

وبحسب تقرير “تضامن” فإن جائحة كورونا أدت إلى وجود مشاكل متعددة الجوانب في حياة أفراد المجتمع وتحديدا النساء، وواجهن العديد من التحديات التي أثرت بشكل مباشر على صحتهن العامة والنفسية.

والاكتئاب هو حالة مرضية يشعر المصابون بها بالحزن الشديد ولا يجدون متعة في ممارسة الأنشطة، التي تُدخِل عليهم عادةً الفرح والسرور، بل ويستصعبون أداء مهام حياتهم اليومية.

 ومن الممكن أن يصيب الاكتئاب أي شخص أينما كان، وخصوصاً الفئات السكانية التي تمر بأزمات إنسانية، ووفقا لأرقام رسمية، فإنه في إقليم شرق المتوسط، “يتأثر شخص من بين كل 5 أشخاص بالاكتئاب والقلق جراء وقوعه في براثن الصراعات المسلحة وانعدام الأمن والتشرد”.

وقد أثر فقدان الدخل أو الوظيفة على نوعية حياة النساء، وزاد من حدة الفقر وفاقم من مشكلة الأمن الغذائي والتغذوي، مما أدى إلى تراجع في تلبية الأسر لاحتياجاتها. 

وواجهت الكثير من الفتيات صعوبات تتعلق بالتعليم عن بعد، خاصة في المناطق الريفية والنائية وفي مخيمات اللاجئين، حيث لا تتوفر لجميعهن خدمات إنترنت سريعة وفعالة، ولا تملك العديد منهن أجهزة كمبيوتر.

 كما واجهت اليافعات صعوبات في استخدام منصات التعليم عن بعد المعتمدة من وزارة التربية والتعليم أو من قبل مدارسهن الخاصة.

الصحة الإنجابية

وخلال جائحة كورونا، وتحديدا في بداياتها حيث ساد حظر التجول الشامل، عانت النساء والفتيات من صعوبة الحصول أو الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية والجنسية بسبب الحجر المنزلي.

 وعلى الرغم من إمكانية تواصلهن عبر الهاتف أو مواقع التواصل الاجتماعي أو التراسل الإلكتروني، إلا أن تلبية هذه الخدمات والوصول إليها لم يكن كافياً ولا يخدم احتياجاتهن بالشكل المناسب.

كما ارتفعت مستويات التوتر النفسي والقلق لدى النساء والفتيات بسبب الانقطاع عن التواصل الاجتماعي وعن التواصل مع زميلاتهن وزملائهن في العمل والمدرسة، وعدم قدرة الفتيات على الذهاب إلى مدارسهن، وتراجعت تبعاً لذلك صحتهن العامة وصحتهن النفسية بشكل خاص.

وعانت العديد من النساء والفتيات بأشكال مختلفة من العنف، كالعنف الجسدي واللفظي والنفسي والجنسي والإلكتروني، وعادة ما يرتكب العنف ضدهن من الأزواج والآباء والإخوة.

ارتفاع نسب العنف والانتحار 

وفقا لأرقام إدارة حماية الأسرة في الأردن، ارتفعت نسب العنف الأسري خلال أول شهر من الحظر بأكثر من 30% مقارنة مع ذات الفترة من عام 2019.

كما أظهر التقرير الإحصائي الجنائي لعام 2020 والصادر عن إدارة المعلومات الجنائية ارتفاعاً في حالات الانتحار التام في الأردن وهي الأعلى منذ 10 سنوات، حيث وصلت حالات الانتحار التام إلى 169 حالة خلال عام 2020 وبنسبة ارتفاع بلغت 45.7% مقارنة مع عام 2019.

ووقعت في الأردن خلال آخر 5 سنوات 677 حالة انتحار تام (2016-2020) حيث سجل 120 حالة عام 2016، و130 حالة عام 2017، و142 حالة عام 2018،  إلى جانب تسجيل 116 حالة عام 2019 و 169 حالة عام 2020.

وأصبح موضوع الانتحار ومحاولاته خاصة بين الإناث قضية ذات أهمية بالغة بعد الارتفاع المستمر في عدد الحالات خلال السنوات الماضية.

 والإناث يشكلن حوالي 30% من حالات الانتحار و62% من محاولات الانتحار، إلا أن أرقام عام 2020 تشير إلى الاتجاه التصاعدي لحالات الانتحار، حيث كان لجائحة كورونا وتداعياتها آثاراً سلبية كبيرة أدت إلى الانتحار أو محاولة الانتحار.

وأعربت جمعية “تضامن” في بيان لها حصلت “رؤية” على نسخة منه، عن قلقها البالغ من عودة حالات الانتحار إلى الارتفاع خلال عام 2020 بسبب جائحة كورونا، والإجراءات الاحترازية المتخذة ومن بينها منع التجول الكلي والجزئي والحجر المنزلي وتدني أو فقدان الدخل، وفقدان العديد من الأفراد لوظائفهم، وارتفاع حالات العنف الأسري ضد النساء والفتيات.

كما دعت كافة الجهات المعنية إلى اتخاذ التدابير المناسبة لمعالجة الآثار السلبية الناشئة عن جائحة كورونا ولا زالت، والتي قد تؤدي إلى استمرار الزيادة في حالات الانتحار.

ربما يعجبك أيضا