مصر وجنوب السودان.. «شراكة استراتيجية» ودعم مستمر

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – أبرزت زيارة رئيس جنوب السودان سلفا كير إلى القاهرة، ولقاؤه بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي، قوة العلاقات الثنائية بين البلدين، والمساعي المستمرة في الارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية القائمة على تحقيق المنفعة المشتركة للبلدين، مع تأكيد الرئيس السيسي استمرار مصر في تقديم الدعم اللازم إلى جوبا على كافة المستويات.

“دعم مستمر”

الرئيس المصري، ونظيره الجنوب سوداني، بحثا خلال قمة ثنائية عقدت بالقاهرة، اليوم الأحد؛ عدد من القضايا الإقليمية الراهنة ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها التطورات الجارية في منطقة شرق أفريقيا والقرن الأفريقي، وكيفية العمل على احتواء تداعياتها المحتملة على باقي دول المنطقة.

وأكد الرئيس المصري أن زيارة سلفا كير للقاهرة تعكس خصوصية العلاقة الأخوية بين البلدين الشقيقين على مستوى القيادة السياسية والحكومتين والشعبين، مشيداً بوتيرة الفعاليات المستمرة بين البلدين، والتي توجت مؤخراً بعقد الدورة الأولى للجنة العليا المشتركة في القاهرة في شهر يوليو ٢٠٢١، وهو ما يؤكد الاهتمام المتبادل بتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، والارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية القائمة على تحقيق المنفعة المشتركة للبلدين.

وشدد السيسي على استمرار دعم ومؤازرة مصر لجنوب السودان في الفترة الراهنة ارتباطاً بتنفيذ استحقاقات اتفاق السلام المنشط الموقع في عام ٢٠١٨، والتحديات المرتبطة بجائحة كورونا ومخاطر الفيضانات والأزمة الغذائية، فضلاً عن مساندة جوبا في الارتقاء بمختلف القطاعات التنموية، خاصةً في مجالات الري والصحة والتعليم، وذلك بالتوازي مع إطلاق عملية شاملة للتكامل الاقتصادي على المستوى الوطني.

“روابط تاريخية”

من جانبه؛ أعرب رئيس جنوب السودان عن امتنانه وتقديره لحفاوة الاستقبال، مشددا على قوة الروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين الشقيقين، وتطلع بلاده للارتقاء بالتعاون الثنائي مع مصر في كافة المجالات، خاصة في ظل الدور المحوري الذي تقوم به مصر على الصعيد الإقليمي في القارة الأفريقية.

وأشار كير إلى وجود آفاق رحبة لتطوير التعاون بين البلدين في العديد من المجالات، لاسيما على الصعيد الاقتصادي، مشيداً بنشاط الشركات المصرية في جنوب السودان ومساهمتها في جهود التنمية، خاصةً في مشروعات البنية الأساسية من شبكات الطرق والكهرباء والاتصالات والمشروعات الزراعية، معرباً عن تطلع بلاده لتعظيم هذا النشاط وتوفير كافة التسهيلات الداعمة له، وتقدير جنوب السودان لما تقدمه مصر من دعم فني على مدار السنوات الماضية، بما يعكس عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين.

وبحث الجانبان حول مستجدات قضية سد النهضة في ضوء التنسيق القائم والمستمر بين البلدين الشقيقين في هذا الشأن، خاصة بعد صدور البيان الرئاسي الأخير لمجلس الأمن وما تضمنه من امتثال الأطراف للتوصل لاتفاق قانوني منصف وملزم خلال فترة وجيزة يضمن قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد ويحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف.

“التعاون الاقتصادي”

وخلال مؤتمر صحفي مشترك، أوضح الرئيس المصري أنه التوافق على العمل على إعادة تأهيل محطات الكهرباء المصرية في جنوب السودان، مؤكداً أن مصر ستستمر في العمل على مساندة جهود جنوب السودان الوطنية الرامية إلى ترسيخ دعائم السلام والاستقرار الداخلي، وبما يفتح آفاق التنمية والرخاء لجموع شعبها ويحفظ هياكل ومؤسسات الدولة ومقدراتها؛ وفقاً لوكالة أنباء الشرق الأوسط.

وأشار إلى دعم مصر الكامل لجهود الرئيس سلفا كير من أجل تحقيق السلام في البلاد، وللجهود المبذولة من قبل مختلف الأطراف للمضي قدماً في تنفيذ استحقاقات المرحلة الانتقالية طبقا لاتفاق السلام، منوها بأنه أجرى مع الرئيس سلفا كير مباحثات ثنائية مكثفة تناولت سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية وما شهدته العلاقات بين البلدين خلال الفترة الماضية من زخم في شتى مجالات التعاون.

واستطرد السيسي “تابعنا نتائج انعقاد الدورة الأولى للجنة العليا المشتركة بالقاهرة في شهر يوليو 2021 وما أتاحته من فرصة للتنسيق والتشاور، إضافة إلى ما تمخضت عنه من اتفاقيات تم توقيعها بين الجانبين في مجال الري وتنمية التجارة والصناعة”، لافتا إلى أنه تم الاتفاق على أهمية الحفاظ على دورية انعقاد اللجنة خلال الفترة المقبلة، إضافة إلى متابعة المشاورات السياسية المستمرة بين وزارتي الخارجية للبلدين.

وبين الرئيس المصري أنه تم التوافق على أهمية إعطاء دفعة تنفيذية للانطلاق بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق رحبة للتعاون الثنائي، وذلك من خلال زيادة معدلات التبادل التجاري بين البلدين وزيادة الاستثمارات المصرية في جنوب السودان، وتيسير نفاذ الصادرات المصرية إليها ، فضلا عن تكثيف التعاون في مجال بناء القدرات من خلال البرامج التدريبية التي تقدمها مصر في المجالات المختلفة، فضلا عن إحياء عدد من المشروعات المصرية المتواجدة في جنوب السودان وتدشين مشروعات جديدة، فضلا عن زيادة عدد المنح التعليمية المقدمة لأبناء جنوب السودان للدراسة في الجامعات المصرية وتقديم المزيد من التسهيلات”.

“أزمة سد النهضة”

كشف رئيس جنوب السودان أنه تلقى وعدا من إثيوبيا باستمرار المفاوضات حول سد النهضة بعد تشكيل الحكومة الجديدة في أكتوبر الجاري، مبينا أن الوعد لم يحدث حتى الآن نتيجة أزمة إقليم تيجراي، وأن رئيس وزراء إثيوبيا تحدث عن إجراء مفاوضات مع جبهة تحرير شعب تيجراي بحلول أكتوبر وهو ما لم يحدث.

ولفت سلفا كير، خلال المؤتمر الصحفي إلى أن السودان يواجه اضطرابات ولا أحد يساعده إلا مصر وجنوب السودان، منوها بأن الرئيس السيسي أبدى استعدادا لمساعدة جنوب السودان على الأصعدة كافة.

ربما يعجبك أيضا