3 موظفين بـ«الصحة» متهمين في الواقعة.. مصر تكشف تفاصيل جريمة «لقاحات المنيا»

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – كشفت النيابة العامة المصرية تفاصيل واقعة العثور على عبوات من لقاح كورونا ملقاة على جانب ترعة بمركز بني مزار في محافظة المنيا جنوب مصر، والتي أدت إلى اندلاع موجة من الغضب حيال الواقعة، لتشير التحقيقات إلى تورط 3 موظفين في وزارة الصحة بالواقعة.

“بداية الواقعة”

الواقعة بدأت قبل نحو 3 أيام، حين تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورا لآلاف من جرعات لقاحات كورونا ملقاة على جانب ترعة، بعد عثور أهالي قرية ابشاق بمركز بني مزار عليها قرب الطريق الدائري، وتم إبلاغ أجهزة الأمن مساء الخميس الماضي بالواقعة ليتم التحفظ على العبوات وإبلاغ النيابة العامة للتحقيق.

الواقعة الغريبة، تسببت في صدمة كبيرة بين المصريين، وأثارت العديد من التساؤلات حول الأسباب التي أدت إلى ذلك، والأشخاص المتورطين في الواقعة، خصوصا مع تحمل الدولة المصرية مليارات الجنيهات لتطعيم المصريين “مجانا”، كما طرحت تساؤلات حول جهوده تأمين اللقاحات.

وعلى الفور كلف محافظ المنيا أسامة القاضي نائبه محمد أبوزيد، بمراجعة مخزن الأدوية بالمحافظة وفحص السجلات والكشف عن دخول وخروج كميات اللقاح إلى مراكز المحافظة ونقاط التطعيم المختلفة المنتشرة بمدن وقرى محافظة المنيا.

وانتقل فريق من النيابة إلى مكان العثور على الكميات، كما استدعت النيابة عددا من المسؤولين في مديرية الصحة وإدارة بنى مزار الصحية محل الواقعة، لسماع أقوالهم والتحقيق معهم.

كشف المستشار محمد سمير المتحدث الرسمي باسم هيئة النيابة الإدارية تفاصيل  العثور علي كميات من لقاح كورونا بجوار إحدى ترع محافظة المنيا، قائلاً: فور تداول الواقعة علي مواقع التواصل وجه رئيس النيابة الإدارية على الفور بفتح تحقيق عاجل لمعرفة تفاصيل الواقعة.

وأضاف خلال تصريحات تلفزيونية أنه انتقل مدير النيابة بصحبة مدير التحقيقات، وجري جمع المعلومات والتي أثبتت أن بعض المواطنين وجدوا في الساعات الأولي من الصباح الباكر كميات من لقاح كورونا، وكان في تلك الأثناء يمر المراقب الصحي وشاهد الواقعة أيضاً وقام بالإبلاغ .

وتابع قائلاً: العدد المضبوط حتي الآن بشكل رسمي 33 كرتونة بإجمالي جرعات 26 ألفا و824 جرعة من لقاح “سينوفارم الصيني” وقامت النيابة بالاستماع إلى أقوال  مدير الإدارة الصحية ومسئول الطب الوقائي، وستستكمل الوزارة بسؤال وكيل وزارة المنيا  وسيتم الإفصاح قريباً عن نتائج التحقيقات للرأي العام من مبدأ الشفافية .

“تحقيقات النيابة”

ومساء اليوم الأحد؛ كشفت النيابة العامة المصرية تفاصيل الواقعة، لافتة إلى أنها تلقت كتابا صباح الخميس الماضي من وزيرة الصحة هالة زايد، للإبلاغ عن عثور موظف بالإدارة الصحية بمركز بني مزار بمحافظة المنيا، على كميةٍ من عبواتٍ للقاح فيروس كوفيد 19 ملقاة بمصرف مياه وبجواره.

وأشارت النيابة في بيان عبر صفحتها بـ”فيس بوك”، إلى أن وحدة الرصد والتحليل بإدارة البيان بمكتب النائب العام رصدت تزامنًا مع ذلك أخبارًا متداولة حول الواقعة بمواقع التواصل الاجتماعي، فأمر المستشار النائب العام بالتحقيق العاجل فيها، وأن النيابة العامة عاينت محل الواقعة وأمرت بالتحفظ على العبوات الملقاة بالطرق الطبية المناسبة.

وذكرت النيابة أنه تبين أن “العبوات مخصصة لمديرية الصحة بالمنيا، فانتقلت لمحل إيداعها بالمديرية واطلعت على ما سجلته آلات المراقبة هناك، وسألت عددًا من مسئولي المديرية، وأفراد الأمن بمخازن الأدوية التابعة لها، وشكَّلت لجنة منها لجرد تلك المخازن فتبينت عجزًا بها بواقع (18400) ثماني عشرة ألف وأربعمائة عبوة تقدر قيمتها بإجمالي (5023200) خمسة ملايين وثلاثة وعشرين ألفًا ومائتي جنيه مصري”.

وأشارت إلى أن اللجنة فحصت العبوات الملقاة وعددها (13412) ثلاث عشرة ألفًا وأربعمائة واثنتي عشر عبوة، فانتهت إلى عدم صلاحيتها للاستخدام لوجوب حفظها في درجات تبريد محددة وتعرضها للعوامل الجوية التي أثرت على كفاءتها وفعاليتها، كما تبينت فقد كمية أخرى تقدر بـ 4988 أربعة آلاف وتسعمائة وثمانٍ وثمانين عبوة من المخازن.

“المتهمون في الواقعة”

وتوصلت التحقيقات إلى أن الكمية الملقاة تسلمها صيدلي مفوض من مديرية الصحة بالمنيا من هيئة المصل واللقاح بالقاهرة ضمن كمية أخرى، وقدمها إلى قائد سيارة تابعة لوزارة الصحة لنقلها إلى أمين مخازن المديرية المذكورة دون أن يستقل السيارة، فسلمها قائد السيارة المذكور إلى أمين المخازن، وأودعت بالثلاجات المخصصة لها دون حصرها وفي غيبة الصيدلي المفوض بالتسليم والتسلم.

وأشارت تحريات الشرطة إلى أن الإهمال الجسيم من الصيدلي وأمين المخازن هو ما ترتب عليه فقد كمية العجز بالمخازن، فأمرت النيابة العامة بضبطهما وقائد السيارة، وخاطبت النيابة العامة شركات الاتصالات المختصة للاستعلام عن المحادثات الصادرة والواردة عبر هواتف المتهمين الثلاثة ونطاقاتها الجغرافية.

وأشارت النيابة إلى أنه بضبط المتهمين الثلاثة واستجوابهم فيما نسب إليهم من اختلاس وإضرار عمدي بالمال العام أنكروا، وتباينت أقوالهم حول روايتين؛ الأولى أن مجهولين حائزين أسلحة نارية قطعوا طريق قائد السيارة المحملة بالعبوات وسرقوا كمية منها وقُدِّم تسجيلًا لمحادثة بين الصيدلي وقائد السيارة تدليلًا على تلك الرواية، والثانية أن مجهولين سرقوا تلك الكمية أثناء تواجد قائد السيارة بأحد المقاهي.

وذكرت أنه في الحالتين لم تتلقَ وزارة الصحة إخطارًا بواقعة السرقة حتى العثور على الكمية الملقاة، وعلى ذلك أمرت النيابة العامة بحبس المتهمين الثلاثة أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، وتحفظت على هواتفهم المحمولة لفحصها بالإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية بوزارة الداخلية، وأمرت المحكمة المختصة بمد حبس اثنين من المتهمين خمسة عشر يومًا إضافية، وجارٍ عرض الثالث عليها.

وأمرت النيابة العامة، بمطابقة خطوط سير المتهمين الثلاثة من واقع فحص محادثاتهم الهاتفية ونطاقاتها الجغرافية مع خط سير السيارة المحملة بالعبوات الملقاة على نحو ما ثبت بجهاز تتبع السيارة بوزارة الصحة، وكذا مضاهاة أصوات المتهمين الثلاثة مع الأصوات بالمحادثة المشار إليها لكشف حقيقة واقعة إلقاء وفقد عبوات اللقاحات.

ربما يعجبك أيضا