حكومة جديدة في تونس.. مرحلة قادمة «تقصي» الإسلام السياسي

كريم بن صالح

رؤية – كريم بن صالح

أعلنت رئيسة الحكومة التونسية المكلفة نجلاء بودن، عن تشكيلة الحكومة التونسية الجديدة التي انتظرها الشعب التونسي منذ إعلان الرئيس قيس سعيد للإجراءات الاستثنائية بوم يوم 25 يوليو الماضي.

وضمت الحكومة 24 عضوا من بينهم ثماني وزيرات وكاتبة دولة بعضهم حافظ على منصبه على غرار سهام البوغديري وزيرة المالية وعثمان الجرندي وزيرا للخارجية.

وكان قيس سعيد قرر يوم 25 يوليو الماضي حل الحكومة وإقالة رئيسها هشام المشيشي وتجميد البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه وهو ما أيدته قطاعات واسعة من الشعب التونسي التي سئمت عشرية حكم فيها الإخوان بالحديد والنار وانتشر فيها الفساد.

ورغم أن إعلان الحكومة قد تأخر بعض الشيء لكن الرئيس قيس سعيد بين أن ذلك كان بسبب البحث عن الشخصيات الأنسب وعن الكفاءات التي يشترط فيها الكفاءة والنزاهة والابتعاد عن اللوبيات الاقتصادية والسياسية.

وقالت نجلاء بودن -في كلمتها عقب تشكيل الحكومة- هنالك الكثير من التحديات التي تواجه الحكومة الجديدة من بينها التحدي الاقتصادي والاجتماعي خاصة وان البلاد تمر بأزمة مالية حادة.

وشددت نجلاء بودن على النزاهة والقدرة على العمل الجماعي من اجل الدفع بالاقتصاد الوطني إلى الأمام ومواجهة المشاكل الهيكلية للاقتصاد الوطني.

وعبرت نجلاء بودن عن شعورها وشعور أعضاء الحكومة بالمسؤولية الجسيمة والأمانة الكبيرة التي يحملونها لتحسين الأوضاع والوفاء بالوعود أمام الشعب التونسي.

الرئيس يطالب الحكومة الجديدة بفتح كل الملفات

وطالب قيس سعيد في كلمة عقب أداء أعضاء الحكومة لليمين الدستورية الحكومة الجديدة بفتح كل الملفات دون استثناء قائلا بانه لا مكان لمن يعبث بالدولة التونسية.

وشبه الرئيس التونسي المرحلة الحالية بمعركة التحرير الوطني قائلا إنه على يقين أن البلاد ستعبر من اليأس إلى الأمل ومن الإحباط إلى العمل.

وتحدث قيس سعيد على ضرورة مكافحة الفساد والعمل على محاسبة الفاسدين داعيا الحكومة الجديدة إلى المضي في هذا المسار حتى تطهير الوضع السياسي وحماية المسار من محاولات التشويش من قبل بعض اللوبيات المرتبطة بالحكم السابق.

وعرض الرئيس التونسي صورا للعنف الذي شهده البرلمان المجمد قبل 25 يوليو مذكرا بالتجاوزات التي عانى منها التونسيون وشوهت صورة الديمقراطية التونسية.

وقال الرئيس التونسي: إن البعض يريد إعادة البلاد إلى مراحل سيئة بالرغم من الرفض الشعبي في إشارة إلى رئيس مجلس الشعب راشد الغنوشي.

وهاجم الرئيس قيس سعيد -في كلمته- بعض الأطراف التي دعت صراحة إلى تدخل جهات أجنبية في الشأن الداخلي في إشارة إلى الرئيس الأسبق المصنف المرزوقي الذي دعا من وصفهم أصدقاءه الفرنسيين إلى وقف الدعم عن تونس بما في ذلك الدعم الاقتصادي بذريعة ما يصفه “بالانقلاب”.

كما دعا المرزوقي فرنسا إلى مقاطعة القمة الفرانكفونية التي قرر الرئيس قيس سعيد تنظيمها في جزيرة جربة في الجنوب التونسي.

وقال قيس سعيد: إن بعض الأطراف السياسية تعمل على مهاجمة مصالح الشعب التونسي بعد أن خسرت مصالحها ونفوذها بعد 25 يوليو.

الإسلاميون في موقف محرج

ومثل إعلان الحكومة التونسية الجديدة ضربة أخرى للتيارات الإسلامية والأطراف المتحالفة معها.

وبدأت الانتقادات تطال حكومة نجلاء بودن في محاولة لنزع الشرعية عنها بذريعة أن الرئيس قد علق الدستور وان كل خطوة في المستقبل ستوصف بأنها غير شرعية وبان الحكومة الجديدة لم تتحصل على الثقة من البرلمان المجمد.

كما حاولت قيادات إسلامية اتهام الحكومة الجديدة بخدمة مصالح بعض اللوبيات وهو ما تطرق إليه الوزير السابق والقيادي المستقيل من حركة النهضة الإسلامية عبد اللطيف المكي.

وفي المقابل أيدت العديد من القوى السياسية التشكيلة الحكومة الجديدة حيث أفاد القيادي في حركة الشعب حاتم بوبكري في تدوينة عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك أنها حكومة قوية تقطع مع فترة سوداء.

وكانت حركة النهضة ولوبيات الفساد سيطرت على مفاصل الدولة خلال العشرية الماضية وشكلت هذه الأطراف الحزام السياسي لحكومة هشام المشيشي السابقة لكنها اليوم باتت في موقف محرج بعد أن خسرت كل السلطات.

ومن المنتظر أن تزداد عزلة التيار الإسلامي في تونس في حال نجحت حكومة نجلاء بودن في تصحيح المسار وإصلاح الكثير من الملفات العالقة خاصة الملف الاقتصادي حيث يرى مراقبون أن الشعب التونسي يتطلع إلى الإنجاز الحقيقي والمرور إلى مرحلة جديدة.

ربما يعجبك أيضا