مصر واليمن | القاهرة تؤكد دعمها للحكومة الشرعية.. وترفض محاولات المساس بالملاحة

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – سلطت زيارة رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك، إلى القاهرة، الضوء على موقف مصر بأن الحل السياسي هو السبيل الأمثل لحل الأزمة اليمنية، مع التأكيد على استعداد القاهرة لتقديم دعم لا متناهي لمساعدة اليمن على الخروج من عثرته والنهوض من جديد وتجاوز الخلافات الحالية، علاوة على استعدادها لتقديم كافة أنواع الدعم الممكن للحكومة اليمنية.

“علاقات تاريخية”

رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ونظيره اليمني معين عبدالملك، ترأسا مساء أمس الأحد؛ جلسة مباحثات موسعة لبحث سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين، فور وصول الأخير إلى القاهرة بحضور وزراء “البترول، والتخطيط، والصحة، والاتصالات” في مصر، ووزراء “التخطيط، والاتصالات، والنفط، والنقل، والصحة” في اليمن، فضلا عن عدد من مسئولي البلدين.

وبحسب بيان عبر صفحة مجلس الوزراء المصري بـ”فيس بوك”، أشاد مدبولي في بداية الاجتماع، بعمق ومتانة العلاقات التاريخية التي تربط مصر واليمن، مؤكداً ثوابت الموقف المصري تجاه القضية اليمنية، والذي يرتكز على دعم الحكومة الشرعية، ودعم وحدة الدولة اليمنية واستقلالها وسلامة أراضيها.

وأكد مدبولي، أن مصر تؤمن بأن الحل السياسي هو السبيل الأمثل للأزمة اليمنية، وترفض محاولات فرض الأمر الواقع بالقوة، كما ترفض محاولات المساس بحرية وأمن الملاحة في الخليج العربي ومضيق باب المندب، وتشدد على ضرورة عدم المساس بهذا الشريان الملاحي الحيوي الذي يؤثر على الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين، مشيرا إلى حرص مصر على تنسيق الجهود بين الدول المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن في عملية تأمين الملاحة عبر مضيق باب المندب.

وأكد رئيس الوزراء خطورة تداعيات الخزان النفطي العائم “صافر”، الذي يشهد تسريبات نفطية على مدار الأعوام الستة الماضية بشكل يهدد البيئة والملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن، مشدداً على ضرورة حشد الجهود لمواجهة الكارثة البيئية، معرباً عن استعداد مصر لتقديم كافة سبل الدعم الفني اللازم في هذا الشأن.

“الحل السياسي”

وأشار رئيس الوزراء المصري إلى دعم مصر لكافة الجهود الرامية للتوصل لحل سياسي شامل للأزمة اليمنية بما يضمن وحدة وسيادة واستقلال اليمن، ويلبي طموحات الشعب اليمني وينهي معاناته الإنسانية، وفقاً للمرجعيات الأساسية للأزمة، والتي تتمثل في المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني عام 2013، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وخاصة القرار 2216، هذا بالإضافة إلى دعمها لجهود المبعوث الأممي لليمن من أجل التوصل لحل سياسي شامل.

ونوه إلى أن مصر رحبت بتشكيل الحكومة اليمنية الجديدة تنفيذاً لاتفاق “الرياض” برعاية المملكة العربية السعودية الشقيقة، كما أنها ملتزمة بدعم الحكومة اليمنية للقيام بواجباتها الوطنية تجاه الشعب اليمني الشقيق، ودعمها للجهود السعودية لتنفيذ كافة بنود “اتفاق الرياض” كخطوة هامة في إطار التسوية السياسية الشاملة، فضلاً عن ترحيبها بالمبادرة السعودية الأخيرة لحل الازمة اليمنية، والتي تم الاعلان عنها في 23 مارس 2021.

وأكد مواصلة مصر تقديم كافة أنواع الدعم الممكن للحكومة اليمنية، بما في ذلك الدعم الفني، والتدريب، وإعداد الكوادر اليمنية في مختلف المجالات، فضلاً عن دعمها للمواطنين اليمنيين الأشقاء على الصعيد الإنساني، هذا بالإضافة إلى تقديم معاملة متساوية لليمنيين في مصر أسوةً بأشقائهم المصريين في الخدمات التعليمية والعلاجية.

“ملفات التعاون”

رئيس الوزراء اليمني، أشاد بعلاقات التعاون بين البلدين، مؤكدا أن الحكومة اليمنية تؤدي دورها وسط ظروف داخلية وإقليمية بالغة الصعوبة، وتعمل جاهدة على تلبية تطلعات اليمنيين في الحياة الكريمة، بعيداً عن التدخلات الأجنبية، من أجل الحفاظ على القرار اليمني، ووحدة وسيادة الدولة اليمنية.

وتطرق رئيس الوزراء اليمني إلى ملفات التعاون المقترحة مع مصر في مجالات البترول والغاز والكهرباء والاتصالات، لا سيما الاستفادة من تجربة مصـــر الناجحة في تطوير قطاع البريد، بالإضافة إلى مجالات الصحة والنقل البحري والجوي والتعليم، مشددا على الأهمية البالغة لإيجاد حل عاجل وسريع لمشكلة خزان صافر.

في ذات السياق، استعرض الوزراء اليمنيون، كل فيما يخصه، موضوعات التعاون المقترحة مع مصر، والتي تمثلت بالأساس في الاستفادة من خبرات مصر في مجال التدريب وبناء القدرات، وكذا استغلال الموارد اليمنية في قطاعات البترول والغاز، في ضوء النجاحات التي حققها قطاع البترول المصري، والتي يرغب الجانب اليمنى في الاستفادة منها.

وأكد الوزراء اليمنيون أهمية تفعيل اللجنة المشتركة في مجال النقل، ودعوة الشركات المصرية للمساهمة في إعادة هيكلة وتطوير الموانئ اليمنية، فضلاً عن تطلع اليمن للاستفادة من التجربة المصرية الفريدة والرائدة في تطوير الريف المصري (حياة كريمة)، وأعرب وزير الصحة اليمني عن تطلع بلاده للاستفادة من الخبرات المصرية المتميزة في مجال العلاج للحالات الحرجة.

من جانبهم، أكد الوزراء المصريون على توجيهات القيادة السياسية بتقديم كل الدعم الممكن للشعب اليمني، وحرصهم على التوصل إلى اتفاقات حول جوانب التعاون المختلفة خلال اجتماعاتهم الثنائية مع نظرائهم اليمنيين غداً.

“خدمات النقل”

وأكد وزير النقل المصري كامل الوزير خلال لقاء نظيره اليمني عبد السلام صالح، أن كافة إمكانات وزارة النقل المصرية مسخرة للتعاون مع وزاره النقل اليمنية في كافة قطاعات النقل، مبينا أن الشركات المصرية الوطنية تعمل في مجال البنية التحتية وتطوير قطاعات النقل في عدد من الدول العربية مثل العراق وليبيا والسودان، وأنها على استعداد لتنفيذ كافة الأعمال المطلوبة من الجانب اليمني.

وأشار الوزير اليمني بحسب بيان عبر صفحة مجلس الوزراء المصري بـ”فيس بوك”، إلى تطلع بلاده إلى التعاون المشترك في مجال النقل البحري والبري وخاصة في مجال تطوير الموانئ البحرية اليمنية والبنية التحتية وفي مجال التدريب والتأهيل الفني للعاملين في قطاع النقل باليمن.

ونوه الوزيران إلى تكثيف التنسيق بين الجانبين خلال الفترة القادمة وعقد اجتماعات مشتركة على هامش اجتماعات وزراء النقل العرب الأسبوع القادم لدراسة تفعيل البروتوكولات ومذكرات التفاهم التي وقعت خلال السنوات الماضية بين الجانبين في مجال النقل البحري والبري وبحث المشاركة والاستثمارات في مشروعات النقل باليمن والمشاركة في وضع الية عمل مشتركة لتطوير الموانئ اليمنية وتدريب العاملين في قطاع النقل باليمن بالاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري وبحث الجدول الزمني للبدء في تنفيذ أطر التعاون المشترك

ربما يعجبك أيضا