ملفات حارقة عديدة تواجه الحكومة التونسية الجديدة.. ما هي أبرز الخطوات؟

كريم بن صالح

رؤية – كريم بن صالح

بعد تشكيل الحكومة التونسية الجديدة وتأديتها اليمين الدستورية أمام الرئيس قيس سعيد، بات الحديث عن أبرز الملفات التي يجب أن تواجهها حكومة بودن لإخراج البلاد من أزماتها.

وفي كلمتها أمام الرئيس التونسي تحدثت نجلاء بودن عن أبرز الملفات التي سيتم تناولها في المرحلة المقبلة والعلاقة بين حكومتها ومع المنظمات الوطنية والمؤسسات الرسمية بما في ذلك مؤسسة الرئاسة.

وقالت بودن أن حكومتها ستعمل على استعادة الثقة في الدولة واستعادة ثقة المواطن في نفسه وثقة الشباب في نفسه” موضحة أن “الثقة لا تتحقق إلا بشعور المواطن أنه مواطن كامل الحقوق”.

وأضافت أنها ستعمل كذلك على “على استعادة ثقة الأطراف الأجنبية في تونس” معتبرة أن “الثقة في المعاملات لا تتحقق إلا بتطبيق القانون دون استثناء، وخاصة في مكافحة الفساد الذي يزداد يوما بعد يوم”.

كما أكدت رئيسة الحكومة التونسية نيتها العمل على تنشيط الدورة الاقتصادية من أجل تحسين ظروف عيش المواطن” مؤكدة ان “إرادة الحكومة هي العمل من أجل مصلحة تونس والاستجابة لمطالب شعبها وانفتاحها على كل الأطراف”.

وقالت أنه “حتى تتمكن الحكومة من الشروع الفوري في العمل، تم الحفاظ على الهيكلة الكبرى للوزارات”.

مكافحة الفساد

ويظهر جليا من خطاب نجلاء بودن في كلمتها أثناء تأدية الحكومة للسمين الدستورية في قصر قرطاج أن مكافحة الفساد وهو مطلب شعبي ترجمه الرئيس قيس سعيد في إجراءات 25 يوليو سيكون من ابرز أولوياتها.

وعانت تونس خلال العشرية الماضية التي حكم فيها الإسلاميون من تغلغل الفساد في مفاصل الدولة حيث عمدت بعض الأحزاب إلى ربط صلات بمسؤولين في الإدارة ووزارة الداخلية والقضاء لخدمة مصالحها على حساب المصلحة الوطنية.

كما تحول البرلمان التونسي إلى مؤسسة لتمرير مشاريع غير دستورية هدفت في النهاية إلى خدمة مصالح بعض اللوبيات والعائلات المتنفذة حيث اتهم عدد من النواب بتمرير مشاريع قوانين مقابل مبالغ مالية من تلك اللوبيات.

وأدى هذا المسار إلى صعود طبقة من الأثرياء كدست الأموال والثروات طيلة عشر سنوات بينما عانى بقية التونسيين من الفقر.

وكان النائب عن حركة الشعب حاتم بوبكري تحدث لشبكة رؤية على خطر الفساد في تدمير الدولة مشيرا بان الفساد في عهد الإخوان عمم على التونسيين وان 10 بالمئة يستغلون ثروات الدولة في حين يعاني 90 بالمائة من الفقر.

كما أكد عضو المكتب السياسي للحزب الوطني الديمقراطي الاشتراكي غسان الهنشيري لشبكة رؤية أن ملف مكافحة الفساد الذي تفشى في عهد النهضة وحلفائها سيكون أولى الملفات التي يجب البت فيها من قبل حكومة بودن لإخراج البلاد من أزمتها.

ودعا الرئيس قيس سعيد إضافة الى العديد من القوى السياسية إلى ضرورة تطهير القضاء من بعض القضاة الفاسدين وتمرير ملفات رجال الاعمال المشتبه في فسادهم وعدم التستر عليها وهي خطوة هامة لمواجهة ظاهرة الفساد وسيطرة الأحزاب على مفاصل الدولة.

وسيعود النجاح في الحرب ضد الفساد بالفائدة على الاقتصاد الوطني التي يعاني أزمات هيكيلة ويرزح تحت العديد من المشاكل.

ملفات اقتصادية واجتماعية

وبسبب سوء تصرف الحكومات المتعاقبة تعاني تونس من عجز في الميزانية بلغ 9 آلاف مليار إضافة إلى تراجع قيمة العملة وتضخم الديون.

وأدت الأزمة الاقتصادية إلى أزمات اجتماعية كثيرة مثل تفشي الفقر والبطالة وما نتج عنه من انحرافات اجتماعية كبيرة على غرار تزايد معدلات الجريمة والهروب من مقاعد الدراسة.

وستعمل حكومة بودن على التفاوض بجدية مع صندوق النقد الدولي والمؤسسات المانحة لجدولة الديون وكذلك الحصول على مساعدات تمكن الدولة من مواجهة الكثير من المصاعب.

ويبقى تمويل الميزانية المقبلة الشغل الشاغل للحكومة وسط التقرير المخيف للبنك المركزي حول شح مخزون البلاد من العملة الصعبة والحديث عن طباعة الأوراق المالية لتسديد رواتب الموظفين شهري أغسطس وسبتمبر.

ولا يمكن لرئيسة الحكومة مواجهة الملفات الاقتصادية والاجتماعية الحارقة دون التعاون مع الاتحاد العام التونسي للشغل.

وفي هذا الصدد اتصل الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي ببودن مؤكدا ” على استبشار المنظمة بالخطوة الايجابية المتمثلة في تشكيل الحكومة بما يمكن من مجابهة الملفات والمشاكل المتراكمة والتي ازدادت تعقيدا خلال الفترة الاستثنائية.

وقال الطبوبي على حرص الاتحاد على استمرارية الدولة والدعوة لمتابعة كل التعهدات والالتزامات معه مشددا على أن المنظمة العمالية لا يمكن إلا أن تكون إيجابية كلما كانت الحكومة منسجمة مع وعودها وتعهداتها.

وكان الأمين العام لحركة تونس إلى الإمام عبيد البريكي قد أكد في تصريح لشبكة رؤية ان الملفات الاقتصادية والاجتماعية هي من الملفات الحارقة التي يجب البت فيها إضافة إلى الملف الصحي وجهود الدولة في مكافحة وباء كورونا.

وقال البريكي أن الرئيس قيس سعيد سيكون المسؤول الأول عن أي فشل في هذا الملف الحساس لذلك عليه الانتباه كثيرا وفسح المجال لحكومة بودن للعمل والنجاح.

ربما يعجبك أيضا