قمة مصر وتجمع فيشجراد.. «الإرهاب والهجرة غير الشرعية وحقوق الإنسان» تتصدر الجلسات

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – أبرزت قمة مصر والدول الأعضاء في تجمع فيشجراد، عددا من التحديات والأزمات التي تواجهها دول الشرق الأوسط، في مقدمتها: “خطر الإرهاب، وتزايد عمليات الهجرة غير الشرعية نتيجة الأوضاع الاقتصادية والصراعات الداخلية في بعض الدول، فضلا عن الحديث المستمر بشأن أوضاع حقوق الإنسان في مصر”، وسط تفاهم دول فيشجراد للأوضاع الجارية وتأكيدهم على دعمهم للسياسات المصرية في ظل التحديات التي تواجهها.

“خطر الإرهاب”

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، استعرض خلال جلسات قمة مصر والدول الأعضاء في تجمع فيشجراد والذي يضم دول “المجر وبولندا والتشيك وسلوفاكيا” في العاصمة المجرية بودابست، تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط والتحديات العديدة التي تموج بها المنطقة، وعلى رأسها تعدد الأزمات في عدد من الدول وانهيار مفهوم الدولة الوطنية، إلى جانب ضعف مؤسسات تلك الدول التي تعاني من وطأة الأزمات.

وأشار السيسي إلى أن خطر الأرهاب وما ينتج عنه من تهديد لمقدرات الدول وأمن شعوبها في مقدمة التحديات التي تواجه المنطقة وأفريقيا، منوها بأن مصر نجحت في مواجهة هذا التحدي واحتوائه بانتهاج مسار شامل ومتكامل لا يقف عند حدود المواجهات الأمنية، ولكن يتضمن أيضاً الأبعاد الاجتماعية والتنموية والثقافية، وهي وإن كانت مقاربة وطنية، إلا أنها بكل تأكيد تستدعي تضافراً دولياً مخلصاً لدعمها وتعزيزها.

وفيما يتعلق بالفكر المتطرف، أوضح الرئيس المصري أن الفكر المتطرف ينبع بالأساس من ترجمة لفهم خاطيء لصحيح الدين وقيمه السمحاء التي تقوم على التنوع وتقبل الآخر والسعي للبناء والخير للجميع.

“الهجرة غير الشرعية”

وسلط السيسي الضوء على موجات الهجرة غير المشروعة، والتي تنجم بسبب خلفيات متعددة، من بينها التردي الاقتصادي، وتأجيج الصراعات الداخلية في بعض الدول مثل ليبيا وسوريا والعراق واليمن من خلال تدخل بعض الدول الإقليمية في الشئون الداخلية لهذه الدول وتأليب الهويات المختلفة ضد بعضها سواء كان هذا الاختلاف في الدين أو المذهب أو العرق؛ الأمر الذي يتسبب في موجات ضخمة من اللجوء والنزوح،

وشدد السيسي على أن مواجهة الهجرة غير المشروعة بفاعلية تتطلب في المقام الأول معالجة جذورها ومسبباتها قبل أعراضها، وفي مقدمتها تسوية الصراعات الإقليمية، والتصدي بحزم ووضوح لمحاولات بعض الدول استغلال هذه الصراعات لاستعادة الدولة الوطنية ومؤسساتها مقاليد الأمور في هذه الدول، مما يتطلب موقفاً قوياً من مختلف الدول والكيانات، ومن بينها الاتحاد الأوروبي، رغم نجاح الجهود المصرية أكثر من غيرها في وقف الهجرة غير المشروعة عبر حدودنا البحرية بشكل تام منذ عام ٢٠١٦.

“حقوق الإنسان”

وطالب السيسي خلال كلمته الدول الأوروبية الصديقة بتفهم حقيقة ما يحدث في مصر، متابعا: “نحن قيادة تحترم شعبها وتحبه وتسعى من أجل تقدمه، ومش محتاجين حد يقولنا معايير حقوق الإنسان عندكم فيها تجاوز.. لا.. أنا مسئول عن 100 مليون نفس والحفاظ عليهم.. وهذا أمر ليس باليسير.. المجر فيها 10 مليون مواطن.. هولندا فيها 40 مليون مواطن ومصر فيها 100 مليون”.

وأضاف: “65 % من شعب مصر شباب وعنده أمل وعاوز يعيش.. وعاوز أقول للأصدقاء في فيشجراد عاوز اشكركم على الموقف الداعم للدولة المصرية”، مشيرا إلى أن مصر تشهد تواجد 6 ملايين لاجئ من مختلف الدول العربية والأفريقية، يعيشون بها أسوة بباقي المواطنين المصريين، وأنه لا توجد معسكرات للاجئين في مصر.

“تقدير دول فيشجراد”

من جانبهم؛ أكد زعماء دول تجمع فيشجراد على تثمينهم لجهود السيسي في قيادة مصر في إطار من السياسات المتوازنة والثابتة والشديدة الاعتدال، والتي انعكست في نجاحات كبيرة تمثلت في دحر الإهراب في مصر ووقف موجات الهجرة غير الشرعية، وهي أمور تهتم بها أوروبا كثيراً.

وأكدوا أنهم سيبذلون جهودهم داخل الاتحاد الأوروبي لتوضيح  ما تقوم به مصر بقيادة السيد الرئيس في هذا السياق لمزيد من الإيضاح لصورة الأوضاع في مصر ودعمها في مسلكها في التعامل مع كافة القضايا ذات الصلة، والجهود التنموية الكبيرة التي تبذل حالياً داخل مصر لرفع مستوى معيشة المواطنين والارتقاء بالخدمات وجميع مناحي الحياة.

وفي هذا الإطار؛ أكد السيد الرئيس تطلع مصر لمزيد من التعاون مع دول فيشجراد لنقل الخبرات والتكنولوجيا وتوطين الصناعة والتعاون في مجال التعليم والتدريب و الجامعات في مصر، أخذاً في الاعتبار البنية التحتية الحديثة التي باتت تتمتع بها مصر حالياً، والتي تعتبر أساس نجاح لأي تعاون مشترك، مضيفاً أن مصر تنمو وتتقدم بمعدلات غير مسبوقة في تاريخها الحديث، أخذاً في الاعتبار حجم التحديات المتراكمة وقلة الموارد.

“العلاقات مع المجر”

وخلال لقاء مع الرئيس المجري يانوش أدير، أكد السيسي أن الاستثمارات والصناعات المجرية لديها فرصة كبيرة حالياً للتواجد فى السوق المصرية للاستفادة من البنية التحتية الحديثة فى مصر وللنفاذ منها إلى الأسواق الأفريقية، خاصةً فى ضوء اتفاقيات التجارة الحرة التى تجمع مصر مع مختلف التكتلات الاقتصادية الإقليمية، مشيرا إلى الترحيب الشعبي في مصر بالتعاون مع المجر وزيادة استثماراتها وأنشطتها التجارية.

وبحسب بيان عبر صفحة المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي بـ”فيس بوك”، أشاد السيسي بعلاقات الصداقة المصرية المجرية المتينة، وما بلغته من مستوى متقدم على مختلف الأصعدة خلال الفترة الأخيرة، ومعرباً عن تطلع مصر لتعميقها وتعزيزها، لا سيما على المستويين الاقتصادي والتجاري من خلال تعظيم حجم الاستثمارات المجرية في مصر.

وأشاد الجانبان بمستوى التعاون والتنسيق الجاري بين البلدين الصديقين في مجال الموارد المائية وإدارتها، خاصةً ما يتعلق بمحطات معالجة المياه، وذلك في ضوء الخبرات والتكنولوجيا المتقدمة  لدى المجر في هذا المجال.

وأضاف المتحدث الرسمي أن المباحثات تناولت عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً ما يتعلق بتطورات الأزمة الليبية، والأوضاع في أفغانستان، والجهود المشتركة للتصدي لتداعيات جائحة كورونا، حيث عكست المناقشات تفاهماً متبادلاً بين الجانبين إزاء سبل التعامل مع تلك الملفات.

وتبادل الجانبان الرؤى بشأن جهود مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، في ضوء ما تمثله تلك الظاهرة من تهديد حقيقي على مساعي تحقيق التنمية في المنطقة والعالم، فضلا عن التطورات الجارية في قضية سد النهضة، وتطورات عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، حيث ثمن الرئيس المجري التحركات المصرية الأخيرة في هذا الصدد.

ربما يعجبك أيضا