أعطال لا تنتهي واتهامات خطيرة تلاحق المارد الأزرق.. هل تتكرر الأزمة؟

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

بعد أيام قليلة من أعطال تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي الثلاث “فيسبوك وإنستجرام وواتس آب” لأكثر من 6 ساعات متواصلة، أبلغ مستخدمو تطبيقي “إنستجرام” و”فيسبوك”، اليوم الثلاثاء، عن أعطال واجهتهم في عدة مناطق بالعالم، حسبما ذكرت “العربية”.

وكان تطبيق الصور والفيديوهات الشهير أعلن في وقت سابق من اليوم، أنه يختبر خاصية لإخطار المستخدمين بانقطاع الخدمة أو المشكلات الفنية بشكل مباشر على تطبيق مشاركة الصور، وذلك بعد أيام من تعطل خدمات عملاق شبكات التواصل الاجتماعي مرتين.

وقال “إنستجرام”: إن الاختبار سيجري في الولايات المتحدة وسيستمر لبضعة أشهر.

1676755b 64db 4191 8214 e677c08631e9 16x9 1200x676

وتكررت الأعطال في فيسبوك وأي من التطبيقات التابعة للشركة خلال الفترة الماضية، حيث كان آخر هذه الأعطال ما اعترفت به الشركة الجمعة الماضية من أن بعض المستخدمين واجهوا مشكلات في الولوج لتطبيقاتها وخدماتها.

وحال انقطاع الخدمة لست ساعات في الرابع من أكتوبر دون وصول مستخدمي خدمات الشركة البالغ عددهم 3.5 مليار إلى وسائل التواصل الاجتماعي وخدمات المراسلة، وهو ما شمل واتس آب وإنستجرام وماسنجر.

وأظهرت بيانات من “داون-ديتكتور”، الذي يراقب الإنترنت، أن أكثر من 36 ألف مشكلة أبلغ عنها مستخدمون لإنستغرام، الجمعة.

كما تم الإبلاغ عن أكثر من 800 مشكلة في ماسنجر، منصة التراسل التابعة لفيسبوك.

مارك

اتهامات خطيرة تلاحق المارد الأزرق

تأتي هذه الأعطال والانقطاعات المتكررة في الوقت الذي تواجه فيه الشركة العملاقة اتهامات خطيرة من مسؤولين سابقين، فهل يلجأ مارك إلى حيلة للرد على تلك الاتهامات؟

ففي وقت سابق اليوم، أعلنت عالمة بيانات سابقة في فيسبوك صوفي زهانغ، أنها مستعدة لإدلاء الشهادة أمام الكونجرس ضد الموقع العملاق، بعد أن شعرت بأن يديها “ملطخة بالدماء”.

وكتبت زهانغ، التي عملت في منصب “عالمة بيانات” في شركة التكنولوجيا العملاقة، لما يقرب من 3 سنوات، مذكرة مطولة عندما طردتها شركة فيسبوك العام الماضي، توضح بالتفصيل كيف اعتقدت أن الشركة لا تفعل المطلوب لمحاربة الكراهية والمعلومات الخاطئة.

وأشارت زهانغ إلى أن الشركة أخبرتها بفصلها من العمل بسبب مشاكل في الأداء.

وتكمن نقطة خلاف زهانغ الرئيسية مع فيسبوك، حول عدم جديته في محاربة الإساءة والكراهية على الموقع في دول خارج الولايات المتحدة.

وتأتي مقابلة زهانغ لتمثل ضربة جديدة لفيسبوك بعد تصريحات مديرة سابقة في الموقع، بالإضافة للأعطال الكبيرة التي ألحقت بالموقع في الفترة الماضية.

وأدلت مسؤولة سابقة في شركة فيسبوك، الأسبوع الماضي، بشهادة وُصفت بالصادمة، في جلسة استماع أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، داعية إلى التحرك من أجل ضبط أكبر منصة تواصل اجتماعي في العالم.

وقالت فرانسيس هاوجن، وهي مديرة محتوى سابقة في موقع فيسبوك، إن “المارد الأزرق” يعمل بدون أن يخضع لأي إشراف، وحثت الكونجرس على جعل المنصة أكثر أمانا.

في غضون ذلك، قالت عضوة مجلس الشيوخ الأمريكي، مارشا بلاكبيرن، عن الحزب الجمهوري، إن موقع فيسبوك يعطي الأولوية للمكاسب المالية.

وأشارت السيناتور الأمريكية، خلال جلسة الاستماع لمسؤولة المحتوى السابقة، إلى أن الوقت قد حان حتى يقوم موقع فيسبوك بتغيير سياسته.

مارك يرد على اتهامات الكونجرس: فيسبوك لا يغلّب الربح المالي على السلامة

من جانبه، نفى الرئيس التنفيذي لفيسبوك أن يكون عملاق التواصل الاجتماعي يروج للحقد ويؤذي الأطفال ويحتاج لتنظيم مؤكدا أن الاتهامات الموجهة بتغليب الربح المالي على السلامة “بكل بساطة غير صحيحة”. 

وقال في مذكرة طويلة إلى موظفيه نشرها على صفحته في فيسبوك إنّه “في صميم هذه الاتهامات تكمن فكرة أنّنا نغلّب الأرباح المالية على السلامة والراحة. بكل بساطة، هذا غير صحيح”. 

وأضاف أن “الحجّة القائلة بأننا نروّج عمدا لمحتوى يجعل الناس غاضبين بهدف تحقيق ربح مادّي هي أمر غير منطقي بتاتا. نحن نجني المال من الإعلانات والمعلنون يبلغوننا باستمرار بأنهم لا يريدون أن تعرض إعلاناتهم بجانب أي محتوى ضارّ أو مثير للغضب”. 

وتابع “لا أعرف أي شركة تكنولوجية تعمل على بناء منتجات تجعل الناس غاضبين أو مكتئبين. كلّ الحوافز الأخلاقية والتجارية والمنتجات تشير إلى الاتجاه المعاكس”. 

195058 1

وخسرت فيسبوك 60 مليون دولار من الإيرادات خلال فترة تعطل تطبيقاتها الأسبوع الماضي، ما يترجم إلى خسارة الشركة نحو 164 ألف دولار كل دقيقة.

وشملت هذه الإيرادات 3.3 مليون دولار كإيرادات إعلانات خسرتها فيسبوك خلال فترة العطل، الذي عزته إلى خطأ في تغيير إعدادات أجهزة الراوتر التي توجه الاتصال بين مراكز البيانات.

لكن الخسائر الحقيقية لعملاق التواصل الاجتماعي، تتعدى هذه الأرقام، إذ هبط سهم فيسبوك نحو 5% ليمحو 47 مليار دولار من قيمته السوقية ويبعدها أكثر فأكثر عن نادي الشركات التريليونية، إذ باتت القيمة السوقية بنهاية الإثنين تقارب 920 مليار دولار.

أما مؤسسها الشهير مارك زكربيرغ فشهدت ثروته انخفاضا بـ6 مليارات دولار.

جدير بالذكر أن فيسبوك لم تكشف حتى الآن عن الأسباب الحقيقية وراء تلك الأعطال، فيما أشار خبراء أمن معلوماتي إلى احتمالية تعرض الشركة إلى هجمات أمن سيبراني واختراقات.

ربما يعجبك أيضا