اتهامات جديدة لأردوغان بدعم الإرهاب.. «تركيا وداعش» تعاون ومصالح مشتركة

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

يعاني النظام التركي برئاسة رجب أردوغان، أزمة سياسية كبيرة؛ لا تقتصر على قوة أصوات المعارضة التركية في الداخل أو الخارج وإنما توسعت مشاكله وامتدت إلى أزمات مع المحيط الأوروبي لـ”أنقرة”، وأيضًا في منطقة الشرق الأوسط بتدخلات “أردوغان” في شؤون العراق وليبيا وسوريا ومحاولة إقحام أنفه في المستقبل السياسي بواسطة الميليشيات المسلحة والمرتزقة، والسطو على مقدرات وثروات نفطية لبلدان عربية، إضافةً إلى اتهامات لنظام “أردوغان” برعاية الإرهاب ودعم التطرف.

السلوك التركي لم يمر مرور الكرام، إذ اتهم الرئيس الأمريكي، جو يايدن، تركيا بتقويض جهود مكافحة تنظيم داعش من خلال هجماتها العسكرية شمال شرقي سوريا، ومنذ أيام، اتهم تقرير أوروبي، حكومة الرئيس التركي بتكليف تنظيم داعش الإرهابي بتنفيذ تفجير نفذه انتحاريان أثناء مسيرة نظمت في العاصمة أنقرة عام 2015، وهو التفجير الذي خلف عشرات القتلى والجرحى.

التفجير الكبير

التفاصيل كشفها اتهام تقرير سري لمخابرات الاتحاد الأوروبي، حزب “العدالة والتنمية” الحاكم بتكليف تنظيم داعش الإرهابي بتنفيذ مذبحة أنقرة أكتوبر 2015 (يعد أسوأ هجوم إرهابي في تاريخ تركيا المعاصر)، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام تركية، وهو التفجير الذي نفذه انتحاريان فجرا نفسيهما خلال مسيرة سلمية في العاصمة أنقرة، ما أسفر عن مقتل 103 أشخاص.

وحملت الحكومة التركية -وقتئذ- المسؤولية عن الهجوم لتنظيم داعش الإرهابي، لكن التنظيم لم يعلن مسؤوليته عنه، وهو ما رفع حدة التوتر بين الحكومة و”حزب الشعوب الديمقراطية” المعارض المؤيد للأكراد، الذي عد الهجوم موجهًا ضده، ووجهت السلطات اتهامات إلى 36 شخصًا يشتبه بأنهم من عناصر تنظيم داعش بعضهم حوكم غيابيًا، وقضت محكمة تركية بسجن 9 متهمين مدى الحياة في أغسطس 2018.

تعاون ممتد

العلاقات والمؤازرة التي يحظى بها تنظيم داعش الإرهابي من قبل تركيا، ليست وليدة مرحلة وإنما علاقة عاشت وتمتد لسنوات، وأهمها ما تناولته تقارير تركية محلية وغربية عن دور داعش في تسهيل وتأمين سرقة تركيا للنفط السوري والعراقي في فترات سابقة، إضافةً إلى كون الحدود السورية العراقية التركية كانت أهم المعابر الآمنة التي ينتقل منها الإرهابيون من شتى بقاع الأرض إلى سوريا والعراق قبل سقوط دولة داعش المزعومة منذ سنوات وحتى بعدها.

وفي منتصف العام الجاري، سلطت تقارير محلية الضوء على تواجد عناصر وقيادات من تنظيم داعش الإرهابي ضمن صفوف الفصائل الموالية لأنقرة شمال سوريا، وسط تحذيرات دولية ومخاوف من عودة محتملة للعمليات الإرهابية.

يؤيد هذا التوجه، ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن عددًا ممن كانوا يعرفوا بـ”أمراء” وعناصر تابعين لتنظيم داعش الإرهابي باتوا متواجدين -آنذاك- في صفوف فصائل ما يطلق على نفسه اسم “الجيش الوطني”، وهي ميليشيات موالية لتركيا في مدينة رأس العين ضمن ريف الحسكة.

مخلب قط

العلاقات التركية الداعشية، كانت لأهداف ظاهرها العداء وباطنها المصالح المشتركة، ويبدو ظاهريًا أن تركيا تتصدى لداعش في سوريا والعراق، ولكن في حقيقة الأمر تعمل بشكل قوي على داعم وجوده بغية تحقيق أهدف مشتركة، وبين حين وآخر تعلن “أنقرة” عن القبض على دواعش أو المساعدة في توقيفهم. فيما نشر موقع “نورديك مونيتور” السويدي، تقريرًا يحوي وثائق مسربة عن نشاط المخابرات التركية، من ملفات المحكمة الجنائية العليا الـ23 في أنقرة، وكشف التقرير أن الانفجارات التي وقعت في بعض المستودعات العسكرية التركية، تم تدبيرها لمحو آثار الأسلحة التي قدمتها حكومة الرئيس، رجب أردوغان، إلى تنظيم داعش.

يومًا بعد يوم، تتأكد العلاقة الوثيقة بين حكومة الرئيس التركي، وتنظيم داعش، ومدى الدعم الذي خص به الحزب الحاكم في أنقرة التنظيم المتطرف على مدى السنوات الماضية، فاستخدام الذخائر التركية من قبل داعش، كان جزءًا من سؤال برلماني تم طرحه في سبتمبر 2014، من قبل النائب لطفو توركان إلى وزير الدفاع، آنذاك، عصمت يلماز، الذي نفى الاتهام، كما أكد تقرير صحفي سويدي تزويد نظام أردوغان، داعش، بالأسلحة وأنه لم يكن سرًا، ففي سبتمبر 2014 نشرت صحيفة “طرف” Tarf التركية أنه تم العثور على ذخيرة تحمل علامة التصنيع التركية الرسمية، على ذخيرة داعش، الأمر الذي أدى إلى إغلاق الصحيفة -آنذاك- واعتقال رئيس التحرير.

ربما يعجبك أيضا