تلويح بـ«عمل عسكري».. أنقرة غاضبة من «غدر» الحلفاء في سوريا

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

تعاني تركيا في سوريا من حلفائها المفترضين، فأمريكا تدعم أعداءها الأكراد، وروسيا تهاجم أصدقاءها من المعارضة، وتحسن العلاقات التركية الأمريكية يجلب سخط روسيا، وتطور العلاقات التركية الروسية يستدعي غضب أمريكا، وبالنهاية تحمّل أنقرة كل من موسكو وواشنطن مسؤولية الهجمات التي يشنها حزب العمال الكردستاني انطلاقاً من الأراضي السورية.

صدام جديد

d034a30c b310 4884 ad29 ac7c8fc6c53e 16x9 1200x676

صدام جديد هذه المرة ولكنه مُزدوِج، إذ يبدو أن أنقرة ضاقت ذرعا بهجمات المسلحين الأكراد في سوريا وبدأت تَكيلُ الاتهامات لأطراف مختلفة. فقد حمّل وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو روسيا والولايات المتحدة المسؤولية عن الهجمات التي شنّتها الوحداتُ الكردية من سوريا على تركيا مؤخرا، وأضاف أن بلاده عازمة على تطهير المناطق التي انطلقت منها الهجمات.

أنقرة ترى أن واشنطن تدين الهجمات الكردية لكنها تمد المقاتلين بالأسلحة على حد قول وزير الخارجية التركي. وقال أوغلو إن واشنطن وموسكو لم تفيا بوعودهما بخصوص شمال سوريا مشيرا إلى أن تركيا ستقوم باللازم لتأمين الأمن حسب قوله.

وبحسب محللين فإن ما يدور داخل أروقة الحكم التركي، هي كيفية الرد على استهداف عسكريين أتراك كان آخرها اثنان من القوات الخاصة وقبل ذلك سقوط عدد من القذائف على الجانب التركي المحاذي للشمال السوري.

عملية عسكرية جديدة

بوادر عملية عسكرية تركية جديدة في سوريا تلوح في الأفق، بعدما صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بلهجة غاضبة «الهجوم الأخير على قواتنا (في منطقة عملية درع الفرات) والتحرشات التي تستهدف أراضينا، بلغت حداً لا يحتمل».

وأضاف أردوغان: «نفد صبرنا تجاه بعض المناطق التي تعد مصدراً للهجمات الإرهابية من سوريا تجاه بلادنا». وتابع الرئيس التركي: «سنقضي على التهديدات التي مصدرها من هناك (شمال سوريا) إما عبر القوى الفاعلة هناك أو بإمكاناتنا الخاصة»، وفق ما نقلته وكالة الأناضول التركية.

من جهتها، حاولت واشنطن احتواء الغضب التركي، حيث أدانت الخارجية الأمريكية الهجمات التي تعرضت لها الأراضي التركي وقدمت لها التعازي لأسرة الشرطيين التركيين اللذين قتلا في الأراضي السورية، ومطالبة في الوقت ذاته الحفاظ على خطوط وقف النار في الشمال السوري.

غير أن الرد التركي على التصريحات الأمريكية جاء سريعا جدا، حيث رد وزير الخارجية التركي إن بلاده ستفعل كل ما يلزم من أجل تطهير الشمال السوري من مقاتلي قسد، مشددا على أن واشنطن وموسكو مسؤولتان أيضا عن هجمات الميليشيات الإرهابية.

المعضلة وفق خبراء روس تكمن في أن ما تعتبره أنقرة «جماعات إرهابية» لا تنظر إليهم موسكو على هذا الأساس، فضلا عن استعدادها للتوسط بين الطرفين من أجل حل الأزمة وهو ما يدركه أردوغان جيدا، الذي يصر على عملية عسكرية شمال سوريا، الأمر الذي يرفضه بوتين خلال المباحثات الأخيرة سبتمبر الماضي.

ربما يعجبك أيضا