شوارع بيروت ساحة حرب وسقوط قتلى وجرحى

مي فارس

رؤية – مي فارس

يسود منذ الصباح توتر كبير بالعاصمة بيروت، وتدور اشتباكات في شوارع متفرقة، وذلك بعد تحوّل تظاهرة دعا إليها أنصار “حزب الله” وحركة “أمل” احتجاجاً على التحقيق في انفجار مرفأ بيروت واستدعاء وزراء وشخصيات مقربة من الجهتين للتحقيق، إلى اشتباكات سقط فيها خمسة قتلى وأكثر من عشرين جريحاً برصاص “قناصة”.

وبدأ التوتر بإطلاق نارعند أحد خطوط التماس في الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت في 1975، مما أعاد إلى الأذهان أحداثاً أليمة وأثار مخاوف من تحول الأزمة السياسية المتعلقة بالتحقيق في الانفجار الكارثي الذي وقع في الرابع من آب 2020، إلى حرب طائفية جديدة.

وتحولت بعض الشوارع في منطقة فاصلة بين الأحياء المسيحية والشيعية إلى ساحة حرب مع  انتشار ملثمين ينتمون إلى حركة “أمل” وإطلاقهم النار في أحياء سكنية، وقطع طرق بالإطارات المشتعلة، وانتشرت أعمال شغب في أحياء مختلفة وسمعت رشقات نارية متقطعة وقذائف B7 . وتحطم العديد من زجاج نوافذ المنازل في المنطقة نتيجة اطلاق الرصاص.

وترد نداءات استغاثة من أهالي عالقين في منازلهم في منطقة الطيونة التي تتجدد فيها الاشتباكات بين الحين والآخر.

بثّت وسائل إعلام محلية مباشرة على الهواء مشاهد ظهر فيها مسلحون يطلقون النار في الشوارع وإطلاق رصاص من قناصة في أبنية مهجورة.

وتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صور تلاميذ يحتمون داخل قاعة تدريس في مدرسة قريبة، لم يتسن لفرانس برس التأكد من صحتها.

وأفاد أحد المستشفيات أن بين الجرحى تلميذين، أحدهما في حال الخطر.

وبدأ الانفلات الأمني بحسب بيان للجيش اللبناني عندما تعرض محتجون توجهوا إلى منطقة العدلية لرشقات نارية  في منطقة الطيونة- بدارو. وقال إن الجيش  سارع الجيش إلى تطويق المنطقة والانتشار في أحيائها وعلى مداخلها وبدأ تسيير دوريات كما باشر البحث عن مطلقي النار لتوقيفهم”.

 وفي بيان آخر، قال إنه أوقف عدداً من الأشخاص، ووجه  تهديداً بإطلاق النار على اي مسلح في الشواع، وناشد  المواطنين التزام منازلهم.

 واستفزت التظاهرة لبنانيين كثراً، ولا سيما ذوي ضحايا انفجار المرفأ الذين رأوا فيها دعوة إلى تأييد تعطيل التحقيق في الانفجار، واعتراضاً واضحاً على قاضي التحقيق طارق البيطار الذي كان بدأ يضع يده على أولى خيوط الجريمة، قبل كف يده عن التحقيق بتدخلات سياسية واضحة.

وأصدر “حزب الله” و”حركة “أمل” بياناً مشتركاً  قدما فيه روايتهما لما حصل، قائلين إن مشاركين  في التجمع السلمي أمام قصر العدل استنكارا لتسييس التحقيق في قضية المرفأ،   تعرضوا لإطلاق نار مباشر من قبل قناصين متواجدين على أسطح البنايات المقابلة ‏وتبعه إطلاق نار مكثف أدى إلى وقوع شهداء وإصابات خطيرة حيث إن إطلاق ‏النار كان موجها على الرؤوس.

 تعرض القاضي طارق بيطار خلال الأيام الأخيرة لحملة ضغوط قادها “حزب الله”، القوة السياسية والعسكرية الأبرز في البلاد، اعتراضاً على استدعائه وزراء سابقين وأمنيين لاستجوابهم في إطار التحقيقات التي يتولاها، تخللها مطالبات بتنحيته.

وكان الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله وجه الإثنين تهديداً واضحاً للقاضي بيطار، قائلاً له “اتق الله” ودعا إلى إقالته. وهدد وزراء الحزب بشل عمل الحكومة في حال عدم إقالته.

ورفض رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع كلام  نصر الله، معتبراً أنه “غير مقبول لا شكلا ولا مضمونا، ومن غير المقبول أن يتكلم أي سياسي فوق التحقيق الجاري وفي جريمة مثل جريمة المرفأ”.

وتسارعت الاتصالات السياسية لتطويق التوتر. وأجرى رئيس الجمهورية ميشال عون اتصالات مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزيرَي الدفاع والداخلية وقائد الجيش وتابع معهم تطورات الوضع الأمني في ضوء الأحداث التي وقعت في منطقة الطيونة وضواحيها، وذلك لمعالجة الوضع تمهيداً لإجراء المقتضى وإعادة الهدوء إلى المنطقة.

من جهته، دعا رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الجميع إلى الهدوء وعدم الانجرار وراء الفتنة لأيّ سبب كان. وتابع ميقاتي مع قائد الجيش العماد جوزيف عون الإجراءات التي يتخذها الجيش لضبط الوضع في منطقة الطيونة- العدلية وتوقيف المتسبّبين بالاعتداء الذي أدّى إلى وقوع إصابات. كما تواصل مع رئيس مجلس النواب نبيه  بري للغاية ذاتها .

وتابع ميقاتي مع وزيرَي الداخلية بسام مولوي والدفاع موريس سليم الوضع، طالباً عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن المركزي لبحث الوضع.

ربما يعجبك أيضا