الاحتلال يعاقب مئات الأسرى لاتباعهم خيار الطائر في قفصه.. وأسرى على وشك الموت جوعًا

محمود

رؤية- محمد عبد الكريم

“سجين يقبع في زنزانة ويمكنه أن يخرج، ألن يوافق على ذلك؟ لا أحد يرفض ذلك، الطائر تضعه في قفص في منتصف المنزل، تطعمه وتسقيه، ولكن إذا فتحت الباب، لا بد أن يطير. إذا فتحت لي، كسجين، الباب، فلن أجلس ساكناً” تلك كانت الإجابة المختصرة للأسير زكريا الزبيدي أحد الأسرى الفلسطينيين الستة الذين تمكنوا من تحرير أنفسهم من سجن جلبوع الاحتلالي، ليعاد اعتقالهم لاحقا، ولتفرض سلطات الاحتلال الإسرائيلي عقوبات قاسية عقبها على أسرى الجهاد الإسلامي.

وشرع 250 معتقلا من أسرى حركة الجهاد الإسلامي في السجون الإسرائيلية، أمس الأربعاء، في إضراب مفتوح عن الطعام، احتجاجا على “الإجراءات التنكيلية” التي تُتخذ بحقهم.

الأسرى الـ250 “سلّموا أسمائهم كمضربين عن الطعام، وبعد سبعة أيام سيضرب 100 منهم عن الماء، وستنضم مجموعات من كافة الفصائل للإضراب، دفاعا عن حقوقهم، وعن إرث الحركة الأسيرة وإنجازات تحققت على مدى عقود من الزمن.

الأسرى المضربون يطالبون إدارة سجون الاحتلال “بوقف إجراءاتها التنكيلية التي كانت قد فرضتها بشكل مضاعف بحقّهم بعد السادس من سبتمبر/أيلول، تاريخ عملية نفق الحرية”.

وقالت مصادر في حركة الجهاد، إن من الإجراءات العقابية، تشتيت أسرى “الجهاد”، بحيث ألا يتواجد أكثر من معتقل واحد من الحركة، في كل غرفة.

وكشف فارس عن إعلان إدارة السجون، الأربعاء، استعدادها لإعادة أغلب الأسرى المعزولين، وتجميع أسرى الجهاد في غرفتين في أقسام الفصائل الأخرى، لكنّ الأسرى رفضوا الاقتراح “وأصروا على موقفهم بإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل عملية النفق، وهو ما رفضته إدارة السجون”.

وفي 6 سبتمبر/أيلول الماضي فرّ ستة أسرى، خمسة منهم من حركة الجهاد، عبر نفق من سجن جلبوع شمالي إسرائيل، لكن أعيد اعتقالهم خلال أسبوعين.

وتعتقل إسرائيل في سجونها نحو 4600 أسير فلسطيني، بينهم 35 أسيرة، ونحو 200 طفل، و520 معتقلا إداري، وفق معطيات نادي الأسير الفلسطيني لنهاية سبتمبر/أيلول.

وأعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، اليوم، النفير في صفوف عناصرها والبقاء على جهوزية كاملة، بعد تصريح أمينها العام، زياد النخالة، حول استعداد حركته لخوض حرب ضد الاحتلال الإسرائيلي إذا ما استمر الاحتلال في شنّ انتهاكاته بحقّ الحركة الأسيرة، ومن أجل نيل الأسرى حقوقهم.

وقال بيان لـ«السرايا»: «تلقّينا تصريح الأمين العام القائد زياد النخالة، حول ما يتعرض له أسرانا الأبطال داخل سجون العدو بمسؤولية عالية، وعليه نعلن النفير العام في صفوف مقاتلينا»، مضيفة: «نحن على جهوزية كاملة، ورهن الإشارة.

ومساء أمس، لوّح الأمين العام لحركة «الجهاد» في فلسطين، زياد النخالة، بـ«الذهاب للحرب» مع إسرائيل من أجل مساندة أسرى حركته في السجون.

وقال النخالة، في بيان، إن «حركة الجهاد لن تترك أبناءها في السجون الصهيونية ضحايا بين أيدي العدو، وعليه سنقف معهم ونساندهم بكل ما نملك، حتى لو استدعى ذلك أن نذهب للحرب من أجلهم.

وأضاف النخالة: «لن يمنعنا عن ذلك -خيار الحرب- أي اتفاقيات أو أي اعتبارات أخرى»، دون توضيح.

وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إن الفصائل الفلسطينية كافة، جاهزة للدفاع الخطوات الموحدة التي تقرها قيادة الأسرى الفلسطينيين؛ ردا على إجراءات مصلحة السجون الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف عضو المكتب السياسي ومسؤول ملف الأسرى حماس زاهر جبارين، أن الحركة الأسيرة تدير معركتها مع إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي موحدة، مؤكدا الوقوف مع الأسرى من جميع الفصائل.

سبعة أسرى يواجهون خطر الموت جوعا

قالت هيئة شؤون الأسرى اليوم الخميس: “إنه يواصل سبعة أسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إضرابهم المفتوح عن الطعام، رفضا لاعتقالهم الإداري”.

وقالت الهيئة، “إن الأسرى المضربين هم: كايد الفسفوس منذ (92 يوما)، ومقداد القواسمة يواصل إضرابه لليوم (85)، وعلاء الأعرج منذ (68 يوما)، وهشام أبو هواش المضرب منذ (59 يوما)، وشادي أبو عكر ويخوض إضرابه لليوم (51 يوما)، وعياد الهريمي منذ (22 يوما)، وخليل أبو عرام مضرب لليوم الخامس على التوالي إسنادا للأسرى المضربين ولأسرى الجهاد الإسلامي، ويقبع في زنازين سجن “عسقلان”.

وأضافت :”أن سلطات الاحتلال تحتجز الأسير مقداد القواسمة داخل مستشفى “كابلان” الإسرائيلي بوضع صحي حرج وخطير”.

وتابعت الهيئة: “إن الوضع الصحي للأسير القواسمة آخذ بالتدهور يوما بعد آخر، حيث يعاني من هزال وضعف عام، ومن آلام حادة في المفاصل والكلى والرأس والبطن، كما يشتكي من صعوبة في الكلام ومن نقصان حاد بالوزن، ومن عدم وضوح في الرؤية، ورغم وضعه الصحي المتفاقم إلا أنه مصمم على مواصلة إضرابه حتى نيل حريته الكاملة.

وأشارت أن الأسير قواسمة يرفض أخذ المدعمات ولا يُسمح له بإجراء الفحوصات الطبية، في حين كانت محكمة الاحتلال قد أصدرت بحقه أمر تجميد الاعتقال الإداري الصادر بحقه في السادس من الشهر الجاري.

ويشار إلى أن أمر التجميد لا يعني الإلغاء، لكن هو بالحقيقة إخلاء مسؤولية “إدارة سجون” الاحتلال والمخابرات (الشاباك) عن مصيره وحياته، وتحويله إلى “أسير” غير رسمي في المستشفى، ويبقى تحت حراسة “أمن” المستشفى بدلا من حراسة السّجانين، علمًا بأن أفراد العائلة والأقارب يستطيعون زيارته كأي مريض وفقًا لقوانين المستشفى، لكن لا يستطيعون نقله لأي مكان.

وحملت الهيئة المسؤولية الكاملة لسلطات الاحتلال الإسرائيلية عن حياة الأسير القواسمة والأسرى المضربين، مطالبة كافة المؤسسات الدولية الإنسانية والحقوقية بالتدخل الفوري والعاجل لإطلاق سراحه ونيل حريته.

ويذكر أن قوات الاحتلال كانت قد اعتقلت الشاب قواسمة بتاريخ 3/1/2021، وصدر بحقه أول مرة أمر اعتقال إداري لمدة 4 أشهر، وتم تجديده مرة أخرى لمدة ستة أشهر، ما دفعه لخوض إضراب مفتوح عن الطعام للمطالبة بالحرية والإفراج الفوري عنه.

ربما يعجبك أيضا