المفاوضات النووية.. إيران ما زالت في حاجة إلى وقت للذهاب إلى فيينا!

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

التقى مساعد منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، الخميس الماضي 14 أكتوبر (تشرين الأول)، مساعد وزير الخارجية الإيراني علي باقري، في طهران.

وكان إنريكي مورا قد غرد قبل الرحلة بأن زيارته إلى طهران تتم في “وقت حرج”، قائلًا إنه سيثير قضية “ضرورة” استئناف محادثات فيينا مع المسؤولين الإيرانيين.

وقبيل زيارة مورا قال دبلوماسيون من فرنسا وبريطانيا وألمانيا إن الزيارة جاءت في وقت حساس، مضيفين أنه لا يمكن اعتبار أن الأمور “تمضي كالمعتاد” نظرا لتصاعد أنشطة إيران النووية وتعثر المباحثات.

وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، أن طهران والاتحاد الأوروبي اتفقا على إجراء مزيد من المحادثات في بروكسل، مقر الاتحاد الأوروبي، حول استئناف المحادثات بشأن إحياء الاتفاق النووي لعام 2015.

وفي الوقت نفسه، نقلت “بلومبرج نيوز” عن مصادر مطلعة قولها إن الاجتماع عقد للإعداد لعودة إيران إلى محادثات الاتفاق النووي.

ويوم الخميس بالتزامن مع صدور بيان الخارجية الإيرانية، قال المتحدث باسم جوزيف بوريل منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إنه ينتظر ردا من واشنطن وطهران لدعوة طرفي محادثات الاتفاق النووي لحضور اجتماع.

يذكر أنه على الرغم من وعد وزير الخارجية الإيراني الجديد باستئناف محادثات فيينا؛ فإنه بعد حوالي 3 أشهر من تولي حكومة إبراهيم رئيسي الجديدة السلطة، لم تحدد إيران بعد موعدًا لإجراء محادثات جديدة.

وتقول حكومة إبراهيم رئيسي إنها ستعود إلى المحادثات، ولكن بعد مراجعة ما حدث في المحادثات السابقة.

من جهة أخرى، تشير الأنباء والتقارير إلى انتهاء صبر الأطراف المقابلة لإيران.

في غضون ذلك، أشار وزيرا خارجية الولايات المتحدة وإسرائيل، أمس الأربعاء، إلى أن فرصة إحياء الاتفاق النووي آخذة في النفاد، مشددين على أنهما سيتجهان إلى “خيارات أخرى” ضد إيران إذا فشلت المحادثات النووية.

حان موعد العودة

وقد عنونت صحيفة “آفتاب يزد” الإيرانية حول هذه الزيارة قائلة: “أجواء المحادثات توحي باقتراب موعد الاتفاق” فيما اختارت صحيفة “ستاره صبح” عنوان “الأهداف الخفية والمعلنة لزيارة منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إلى طهران”، واعتبرت هذه الزيارة بأنها فرصة أمام إيران من أجل العودة إلى الاتفاق النووي.

وفي تأكيد على حتمية عودة حكومة رئيسي إلى طاولة المفاوضات النووية؛ قال المحلل السياسي قاسم محبعلي في مقابلة مع صحيفة “آرمان ملي” الإصلاحية، إن تغيير سلوك حكومة رئيسي إزاء موضوع المفاوضات جاء بسبب إدراك الحقائق على الأرض، مؤكدًا أن التطورات في منطقة الشرق الأوسط أصبحت مرتبطة بملف الاتفاق النووي والمفاوضات.

كما رأى محبعلي أن تغيير إيران لتشكيلة وفدها التفاوضي من شأنه خلق تحديات جديدة في ملف المفاوضات المرتقبة.

الحاجة لبعض الوقت

قال مسؤول في الاتحاد الأوروبي: إن إيران غير مستعدة للعودة للمباحثات مع القوى العالمية بشأن برنامجها النووي، وإن فريقها الجديد للمباحثات يريد مناقشة النصوص التي ستطرح.

وحسب تقرير رويترز، قال المسؤول الأوروبي للصحفيين شريطة عدم الإفصاح عن هويته: “إنهم غير مستعدين بعد للحوار في فيينا”، مضيفا أنه يعتقد بأن طهران “عازمة بالتأكيد على العودة إلى فيينا وعلى إتمام المباحثات”.

وقال المسؤول، الذي وصف الاجتماع في بروكسل بأنه “فكرة جيدة”، إنه سيعطي كلا الجانبين الفرصة لمراجعة النصوص المطروحة على الطاولة اعتبارا من يونيو وتوضيح الأسئلة التي قد تكون لدى فريق التفاوض الإيراني الجديد.

لكن جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي قال للصحفيين في واشنطن إنه لا يرى ضرورة للاجتماع في بروكسل وإن حكومة طهران الجديدة كان لديها ما يكفي من الوقت للتحضير للمحادثات في فيينا، لكن لابد من التحلي ببعض “الصبر بشأن هذه القضية لأننا لا نستطيع تحمل الفشل”.

وأضاف بوريل: إن إيران تريد التحدث إلى الاتحاد الأوروبي وكذلك مع الدول الأخرى الأطراف في الاتفاق النووي، لكنه قال إنه لا يعرف أي دولة تريد ولا موعد محادثات بروكسل.

وأشار ميخائيل أوليانوف، سفير روسيا لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يتابع المحادثات النووية، إلى أن من الأفضل لإيران أن تعود إلى محادثات فيينا.

وكتب على تويتر “أليس من الحكمة بدرجة أكبر مناقشة النصوص مع المشاركين في محادثات فيينا؟”

وقالت آن كلير لوجندر -المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية- إن المفاوضات يجب أن تستأنف على الفور من حيث توقفت في يونيو من أجل التوصل إلى اتفاق بسرعة.

وقال المسؤولون الغربيون: إنهم يخشون أن يقدم فريق التفاوض الإيراني الجديد الذي يعمل مع رئيس معروف بتشدده تجاه الغرب على عكس سلفه المرن، مطالب جديدة تتجاوز نطاق ما تم الاتفاق عليه بالفعل.

خيار فشل المفاوضات

قال روبرت مالي، المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران، الذي سافر إلى الدول الخليجية لدراسة المخاوف بشأن تصرفات إيران واستئناف الاتفاق، إن دول المنطقة وأعضاء الاتفاق النووي كثفوا مشاوراتهم بشأن بدائل للاتفاق، نظرًا إلى احتمال فشل المحادثات النووية.

وقد سافر مالي إلى الإمارات العربية المتحدة وقطر والمملكة العربية السعودية في الفترة من 15 إلى 21 أكتوبر (تشرين الأول) لمناقشة القضايا الإقليمية والجهود المبذولة لاستئناف المحادثات بشأن إحياء الاتفاق النووي.

وقال روبرت مالي، قبل زيارته لدول الخليج: “لا تزال الولايات المتحدة تفضل الدبلوماسية”. لكنه أشار إلى أن “المشاورات بشأن الخيارات الأخرى في تزايد”.

وأضاف مالي: “سنكون مستعدين للتكيف مع واقع مختلف، وستكون لدينا بموجبه كل الخيارات لمعالجة برنامج إيران النووي، إذا لم تعد طهران إلى الاتفاق النووي”.

وفي غضون ذلك، قال مسؤول إسرائيلي كان حاضرا محادثات الوفد الدبلوماسي مع المسؤولين الأميركيين في واشنطن لصحيفة “واشنطن بوست” إن إسرائيل مسرورة لأن إدارة بايدن اتخذت موقفًا أكثر صرامة تجاه إيران. وشدد على أن إيران يجب أن تشعر بأنها “محاصرة”.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي -في مؤتمر صحفي الخميس الماضي- “إن الولايات المتحدة تعمل دبلوماسيًّا للمساعدة في إحياء الاتفاق النووي”، وأضافت: “المحادثات النووية لن تنجح إذا كانت إيران تريد المزيد من المطالب مع قصور في التزاماتها”.

وردًّا على سؤال حول اقتراح إسرائيل بشأن الحاجة إلى خطة بديلة بشأن إيران إذا فشلت محادثات الاتفاق النووي، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض: “ينصب تركيزنا الآن على الدبلوماسية. لن أعلق على الفرضيات في الوقت الحالي”.

ربما يعجبك أيضا