قيس سعيد يواجه خطر عودة الإرهاب… هل يسعى إخوان تونس لنشر الخوف؟

كريم بن صالح

رؤية – كريم بن صالح

تمكنت قوات الأمن التونسية خلال الأشهر الأخيرة من تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية التي كانت تنوي تنفيذ العديد من العمليات التفجيرية.

والسبت أفاد القضاء التونسي أن القوات المختصة في مكافحة الإرهاب تمكنت من تفكيك خلية إرهابية كانت تخطط لاستهداف العديد من المناطق عبر عبوات ناسفة وإقامة “إمارة” في ولاية تطاوين جنوب البلاد.

وقالت الناطقة الرسمية باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب حنان قداس -في تصريح لجريدة “المغرب”في عددها الصادر اليوم السبت- إنه تم الاحتفاظ بـ9 أشخاص شملتهم الأبحاث في ملف تعلق بشبكة إرهابية حيث من المنتظر إحالة المتهمين المحتفظ بهم على أنظار النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب نهاية الأسبوع القادم.

هذه المعطيات والمعلومات حول التحركات الإرهابية في تونس تحيلنا إلى مخاوف أطلقها الرئيس التونسي قيس سعيد عند إعلانه التدابير الاستثنائية يوم 25 يوليو الماضي من إمكانية أن تواجه البلاد محاولات لنشر الترهيب والخوف متحدثا عن الغرف المظلمة والتآمر والمخططات السوداء.

وقرر قيس سعيد يوم 25 يوليو الماضي حل الحكومة وإقالة رئيسها هشام المشيشي وتجميد البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه قبل أن يقوم يوم 22 سبتمبر بتعليق الدستور والإبقاء على التوطئة وباب الحقوق والحريات.

وكعادتهم أطلقت قيادات حركة النهضة الإخوانية تحذيرات شديدة اللهجة متهمين الرئيس بالتورط في ما يزعمون أنه انقلاب ويراه الشعب التونسي والقوى الوطنية بأنه تصحيح المسار وإنقاذ المسار الديمقراطي من لوبيات الفساد ومن الإسلام السياسي.

من يطلق رصاصة سنواجهه بوابل من الرصاص

ويعلم الرئيس التونسي جيدا تاريخ الإخوان الدموي ليس في تونس فقط وإنما في العالم العربي لذلك فإنه حذر مرارا وتكرارا من مخططاتهم خاصة وأن العديد من قيادات حركة النهضة تورطت في العهود السابقة في عمليات تفجيرية ودموية سواء محاولة تفجير النزل في ولايتي المنستير وسوسة في آخر عهد بورقيبة أو عمليات حرق مقرات الحزب الحاكم سابقا بعد تولي الرئيس الراحل زين العابدين بن علي السلطة في 7 نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1987.

وهذا التاريخ الدموي تكرر بعد الثورة وتولي الإسلاميين للسلطة بعد 2011 حيث فسحوا المجال أمام تنامي التيارات الجهادية وأطلقوا قيادات متطرفة من السجون لاستخدامهم كورقة في وجه المعارضين.

وأدت هذه السياسة لتنامي نفوذ التيار السلفي الجهادي الذي اتهم فيما بعد بتنفيذ عمليات إرهابية عديدة وقتل المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي وتسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر خاصة في سوريا والعراق وليبيا.

وأمام هذه المعطيات توعد الرئيس التونسي من يحاول المساس بأمن الوطن وجاءت كلمته الشهيرة “من يطلق رصاصة نحو الشعب قواتنا المسلحة ستطلق وابلا من الرصاص”.

وحذر قيس سعيد مرارا من محاولات لاغتياله فيما أكدت العديد من التقارير الأمنية القبض على متطرفين خططوا لاستهداف الرئيس جسديا.

السلفية الجهادية ورقة الإخوان لإرباك الوضع في تونس

ويتحدث الكثير من المتابعين للشأن التونسي عن العلاقة التي تربط حركة النهضة بقيادات من تنظيم أنصار الشريعة والتيارات السلفية.

وأشار النائب في البرلمان المجمد المنجي الرحوي إلى الخيمات الدعوية للتيارات السلفية في عهد حكم حركة النهضة وخاصة سنوات 2011 و2012 و2013 حيث مثلوا دولة داخل الدولة لينفذوا فيما بعد هجمات إرهابية أضرت بالوضع الاقتصادي للبلاد.

ورغم تمكن الأجهزة الأمنية والعسكرية من القضاء على العديد من العناصر الإرهابية وإضعاف الجماعات المسلحة التي اتخذت من جبال الشمال والجنوب الغربي قواعد لها لكن خطر تلك المجموعات لا يزال قائما خاصة وان الوضع في ليبيا لم يستقر بعد.

وأكد النائب عن حركة الشعب هيكل المكي أن هناك علاقة تاريخية وطيدة بين الإخوان والتيارات الجهادية وأنهما من مشكاة واحدة.

ويشير العديد من المراقبين إلى التسجيل المسرب الذي يظهر استقبال راشد الغنوشي لقيادات من السلفية بعد الثورة قائلا لهم ” بان الجيش غير مضمون” في محاولة واضحة للتحريض ضد المؤسسة العسكرية.

وللغنوشي تاريخ طويل من العنف حيث يتذكر التونسيون خطابه المتطرف ضد الغرب والولايات المتحدة والأنظمة العربية حينما كان لاجئا في السودان بداية التسعينات أيام حكم البشير الذي دعم من المفكر الإسلامي حسن الترابي.

ومع عودة الحديث عن تفكيك خلايا إرهابية يظهر جليا أن الإخوان يسعون مجددا إلى سياسة الترهيب والتخويف خاصة وان العديد من القيادات في حركة النهضة الإسلامية الذين لا يزالون إلى اليوم داخل التنظيم عرف عنهم تاريخ طويل من العنف.

ودعت رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي صراحة إلى محاسبة الغنوشي رأسا لأنه المتسبب الأول في الأزمات التي تعيشها البلاد ولان غياب المحاسبة سيدفع زعيم إخوان تونس لاستخدام العديد من الأوراق لإرباك الوضع من بينها ورقة السلفية الجهادية.

ربما يعجبك أيضا