احتجاجات واعتصام واستنفار أمني.. العراق يدخل دوّامة رفض نتائج الانتخابات

محمود طلعت

محمود طلعت

يعيش العراق في الآونة الأخيرة حالة من عدم الاستقرار، ازدادت حدتها عقب الانتخابات النيابية التي أجريت في البلاد يوم العاشر من أكتوبر الجاري، واعتراض بعض الأحزاب والفصائل على نتائجها ودعوتهم للنزول إلى الشارع والتصعيد.

وترفض قوى سياسية وفصائل شيعية موالية لطهران النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية المبكرة بداعي أنها «مفبركة» وجرى التلاعب بها، مطالبين بإعادة فرز الأصوات يدويًا.

اســــــتنفار أمني

حالة من الاستنفار الأمني الكثيف شهدتها شوارع العاصمة العراقية  بغداد، اليوم الثلاثاء، لا سيما في محيط المنطقة الخضراء، التي تضم عددًا من المؤسسات الرسمية والسفارات.

وتوافد العشرات من المحتجين على مدخل بوابة المنطقة الخضراء من جانب الجسر المعلق، فيما نفذت القوى الأمنية انتشارا كثيفا بالقرب من مكان التجمعات.

كما تظاهر المئات من مناصري الحشد الشعبي في شارع يؤدي إلى أحد مداخل المنطقة الخضراء.

وأطلقت السفارة الأمريكية ببغداد صافرات الإنذار وفعّلت منظومة الدفاع «C-RAM»، بالتزامن مع بعض التجمعات في محيط المنطقة لأنصار الأحزاب والمرشحين الخاسرين.

وقبل يومين شهدت محافظات بغداد والبصرة ونينوى، احتجاج المئات من جماهير الأحزاب المعترضة على نتائج الانتخابات وقطعت الشوارع وأحرقت إطارات السيارات.

خيام اعتـــــصام

وسائل إعلام عراقية، أشارت إلى قيام عدد من المحتجين من تحالف الفتح وميليشيات موالية لإيران بنصب خيام اعتصام ببغداد احتجاجًا على نتائج الانتخابات.

وردد المتظاهرون شعارات تطالب «بعدالة الانتخابات» وأخرى خطت عليها عبارة «على بعثة الأمم المتحدة أن تكون أمينة على رسالتها في العراق ولا تشارك بالاغتيال السياسي».

ميليشيات طهران

وخلال الأيام  القليلة الماضية، كررت ميليشيا «عصائب أهل الحق» الموالية لإيران، رفضها لنتائج الانتخابات العراقية، عقب الخسارة المدوية، مطالبة المفوضية العليا بتصحيح النتائج، وإعادة الفرز.

كما هددت ميليشيا «سرايا أولياء الدم» ممثلة الأمم المتحدة في العراق، جنين بلاسخارت، ووصفتها بـ «العجوز الخبيثة»، قائلة إن «التعامل معها سيكون كالتعامل مع أرتال الدعم اللوجستي للاحتلال الأمريكي».

وحصل تحالف الفتح «المظلة السياسية للأجنحة المسلحة» على 16 مقعدا فقط، نزولاً من 48 مقعدًا كان قد حصل عليها في انتخابات عام 2018.

التيــار الصدري

يذكر أن التيار الصدري حل في طليعة الفائزين، بحصوله على أكثر من 70 مقعدا من أصل 329 حسب النتائج التي أعلنتها المفوضية، ما فاقم من غضب الخاسرين أيضا.

كما بات التيار الصدري يملك ورقة ضغط قوية في مسألة اختيار رئيس الوزراء بعد المكاسب التي حققها في الانتخابات، لكن لا يزال عليه التوافق مع قوى سياسية أخرى لتشكيل الحكومة.

سيناريوهات للحل

يرى سياسيون متابعون لمجريات الأحداث في العراق، أن هناك 3 سيناريوهات لحل الأزمة الحالية، وضمان عدم الانزلاق إلى أتون الاقتتال الداخلي، في ظل تلويح الجماعات المسلحة بذلك.

وتنادي الأحزاب الرافضة لنتائج الانتخابات، وهي الإطار التنسيقي الذي يجمع نحو 10 أحزاب شيعية، بإعادة العد والفزر، لكن بشكل يدوي، لمعرفة الخلل الحاصل في النتائج وفق رؤيتها.

FCD2BQKX0AYH4HP

ويرى خبراء أن هذا الخيار، ممكن، في حال وصول البلاد إلى طريق مسدود، وتصاعد حدة التظاهرات، أو اتجاه البلاد إلى مسارات متوترة، ليكون هذا الإجراء هو الفيصل، والحاكم على الجميع

في حين يرى المحلل السياسي، أحمد أبو عباتين، أن المؤشرات الحالية تتجه إلى المضي باعتماد النتائج المُعلنة، بعد إجراء عملية عد وفرز محدودة، الغاية منها منح الشرعية والثقة بالعملية الانتخابية.

ولفت إلى أن العقدة الأكبر ليست في إقرار نتائج الانتخابات، ولكن في اختيار رئيس الوزراء، فهذا التوازن والتقارب العددي للنواب بين المحورين لن تكون مخرجاته إلا رئيس وزراء توافقي من خارج هاتين الكتلتين.

ويمثل خيار إعادة الانتخابات، أحد السيناريوهات المتوقعة، للخروج من الأزمة الحالية، خاصة في حال تصاعدها خلال الأيام الماضية.

ربما يعجبك أيضا