قبل اجتماع حكام الوكالة.. واشنطن تقطع استنزاف الوقت على طهران

يوسف بنده

رؤية

تماطل إيران في العودة إلى طاولة العودة للاتفاق النووي في فيينا، وذلك لممارسة المزيد من الضغط على الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي. وأمام هذه السياسة تضغط واشنطن على طهران تلافيًا لغضب المجتمع الدولي والقوى الإقليمية التي تقلق من إيران؛ خاصة إسرائيل التي تهدد بتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية في إيران.

والواضح، أن الإدارة الأميركية حتى الآن لم تقرر أن تقدم امتيازات لحكومة “رئيسي”، أكثر مما كانت تقدمه لحكومة روحاني.

وقد أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، الإثنين الماضي، عن زيارة علي باقري، المساعد السياسي في الخارجية الإيرانية، إلى بروكسل.

ولفت زاده، إلى تفاصيل زيارة باقري إلى بروكسل، وقال: إن “التحديات والعقبات التي أدت إلى فشل الجولات الست من محادثات فيينا ستناقش في هذه المحادثات”.

وكان جوزيف بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، قد أوضح أن “الإيرانيين يريدون التعليق على النص المطروح على الطاولة (محادثات فيينا) وإجراء اتصالات ثنائية مع بعض أعضاء الاتفاق النووي”.

ولكن نفى جوزيف بوريل، التقارير المنتشرة في إيران حول عقد اجتماع يوم الخميس المقبل في بروكسل، بخصوص الملف النووي الإيراني. وقال إنه أوضح للمسؤولين الإيرانيين أن الوقت ليس لصالحهم.

غروسي في واشنطن

أفادت وكالة “رويترز” الثلاثاء الماضي، أن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رفائيل غروسي، يتوقع نشر أنباء عن موعد زيارته لإيران قريبًا، ويتوقع أن تتم الزيارة قبل اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الشهر المقبل.

هذا، وقد أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أن أنتوني بلينكن شدد في لقائه مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، على ضرورة التزام إيران بتعهداتها المتعلقة بالتحقق النووي، ووقف الاستفزازات، والعودة إلى الدبلوماسية.

وخلال لقائه مع غروسي، كرر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، دعم الولايات المتحدة القوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وشدد على أن مهمة الوكالة ضرورية للتحقق العالمي في إطار معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، بما في ذلك حالة إيران.

ومن ناحية أخرى، التقى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رفائيل غروسي، أعضاء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، خلال زيارة لواشنطن، الثلاثاء الماضي، لمناقشة البرنامج النووي الإيراني، وقضايا أخرى تتعلق بعدم انتشار الأسلحة النووية.

ومن ناحية أخرى، يواصل الجمهوريون في الكونغرس معارضة نهج إدارة بايدن تجاه برنامج إيران النووي. وبحسب “بوليتيكو”، فقد علّق السيناتور الجمهوري، تيد كروز، ترشيح الدبلوماسية الأميركية، باربرا آي ليف، لمنصب في وزارة الخارجية خاص بالشرق الأوسط.

ويقول كروز إن ليف شهدت كذباً بأن إدارة بايدن لا تريد تخفيف الضغط على إيران للعودة إلى الاتفاق النووي.

زيارة إلى طهران

من المقرر أن يزور المدير العام للوكالة إيران مرة أخرى، ولكن لم يتم تحديد موعد محدد من قبل المسؤولين الإيرانيين.

وقد حذر غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الثلاثاء الماضي، من أن الإجراءات البديلة والمؤقتة الحالية لمراقبة الأنشطة النووية الإيرانية لم تعد “مكتملة”، وأنه بحاجة إلى اللقاء مع وزير الخارجية الإيراني فورا لتعزيز عمليات الرقابة للوكالة.

وقال غروسي لصحيفة “فاينانشيال تايمز”: “لم أتمكن من التحدث مع وزير الخارجية الإيراني، يجب أن يتم اللقاء على المستوى السياسي، هذا أمر ضروري، ودونه لا يمكننا أن نفهم بعضنا البعض”.

وكان غروسي قد زار إيران آخر مرة في سبتمبر (أيلول) الماضي والتقى محمد إسلامي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، واتفق مع الجانب الإيراني على استبدال بطاقات الذاكرة لكاميرات المراقبة التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران.

وقال غروسي: إن الوكالة تمكنت من صيانة جميع كاميراتها في جميع المواقع النووية الإيرانية باستثناء مجمع “تسا” في كرج.

على أعتاب السلاح النووي

أوضح غروسي لصحيفة “فاينانشيال تايمز” أن إيران سيكون لديها ما يكفي من المواد لصنع سلاح نووي “في غضون بضعة أشهر”، لكنه أضاف أنه لا يعتقد أن طهران تسعى للحصول على مثل هذا السلاح.

وأشار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى أن الوقت اللازم للحصول على قنبلة ذرية يتضاءل على الدوام لأن إيران تقوم بتخصيب المزيد من اليورانيوم بأجهزة طرد مركزي أكثر كفاءة، وشدد على أن “هذا التوقيت يصبح أقصر وأقصر”.

وکتبت صحيفة “وول ستريت جورنال”، الثلاثاء الماضي: “خلافًا لفتوى علي خامنئي ضد تصنيع الأسلحة النووية، وخلافا لوجهة نظر مجتمع المعلومات الأميركي بأن إيران لا تقوم حاليًا بتطوير أسلحة، فإن طهران ستصنع أسلحة نووية إذا استطاعت، وستقدم مبررا لذلك”.

قلق إسرائيلي

قال وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس -خلال اجتماعه لجنة الدفاع والشؤون الخارجية بالكنيست، أمس الثلاثاء 19 أكتوبر (تشرين الأول)- إن إسرائيل بحاجة إلى ميزانية عسكرية جديدة لمواجهة احتمال اقتراب إيران تجاه القدرة النووية.

ووصف غانتس مواجهة برنامج إيران النووي بأنها “أولوية قصوى” بالنسبة لميزانية الدفاع لبلاده.

وسبق وأكدت إسرائيل أنها لن تسمح لطهران بامتلاك سلاح نووي.

وعقد مسؤولون أميركيون وإسرائيليون اجتماعات خلال الأسابيع الماضية لبحث ملف إيران النووي، في ضوء توقف المفاوضات حول الملف منذ تسلم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي للسلطة.

والأسبوع الماضي أشار وزيرا خارجية الولايات المتحدة وإسرائيل، إلى أن فرصة إحياء الاتفاق النووي آخذة في النفاد، مشددين على أنهما سيتجهان إلى “خيارات أخرى” ضد إيران إذا فشلت المحادثات النووية.

وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، خلال اجتماع لجنة الأمن والسياسة الخارجية في الكنيست، إلى الميزانية العسكرية لإسرائيل في العام المقبل، قائلا: “إيران في طريقها إلى مستوى تخصيب عال لليورانيوم، مما يجعلها دولة على وشك امتلاك سلاح نووي، ونحن نفعل كل ما يلزم لإيقاف ذلك”.

وأضاف الوزير الإسرائيلي: “نحن نستثمر في قدراتنا الدفاعية والهجومية وكذلك تحسين تفوقنا التكنولوجي، وستمتلك إسرائيل هذه القدرة دائما لتدافع عن مواطنيها”.

ربما يعجبك أيضا