بعد تفكيك شبكة تجسس لـ«الموساد».. توقعات بتصاعد الضباب بين تركيا وإسرائيل

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

تتجه العلاقات الإسرائيلية التركية، نحو فصل جديد قد يحمل قدرًا من التوتر بعد سقوط شبكة تجسس إسرائيلية كبيرة ومتشعبة في تركيا، منذ 7 أكتوبر الجاري، إلا أن أمر شبكة الجاسوسية لم تفصح عنه السلطات التركية بشكل علني بعد، وهو ما يحمل الكثير من علامات الاستفهام حول ما سيدور في أروقة ومطابخ السياسة لكلا البلدين في الفترة المقبلة بتأثير الكشف عن شبكة التجسس.

الشبكة المضبوطة والتي تتألف من نحو 15 عنصرًا انصب اهتمامها بشكل كبير على جمع معلومات عن الفلسطينيين والسوريين والطلاب المقيمين في تركيا وأيضًا عن قدرات التصنيع العسكري التركي وتحديدًا المسيرات وخبايا صفقات التسليح، وبحسب ما أعلنت صحيفة الصباح التركية، الموالية للحكومة التركية والقريبة من الحزب الحاكم، أمس الجمعة، فإن المتهمين احتجزوا بتهم التجسس الدولي ثم أودعوا سجن “مالتبه” في إسطنبول، ولم يعلن المسؤولون في تركيا عن هذه الأنباء بشكل مباشر.

الصناعات الدفاعية

وبحسب موقع “تي آر تي عربي”، تعقبت الاستخبارات التركية شبكة الجواسيس الإسرائيليين، عامًا كاملًا، وتبين أن الشبكة عمدت إلى تبادل المعلومات مع جهاز “الموساد”، وتنفيذ أنشطة تمس الأمن القومي التركي. وكانت إحدى المهام الرئيسية لشبكة الجاسوسية الإسرائيلية تزويد جهاز “الموساد” بمعلومات عن الطلاب الأجانب والمحليين في الجامعات التركية، وبخاصة الفلسطينيين والسوريين الذين يدرسون في مجال الصناعات الدفاعية.

ويرى الكاتب الصحفي التركي حمزة تكين، أن أمر الشبكة المضبوطة سيسهم في مزيد من التدهور في العلاقات بين الجانبين التركي والإسرائيلي خلال الفترة المقبلة. وقال تكين: “نحن أمام عملية استخبارية تركية ناجحة، ويمكن القول إن ما قامت به الاستخبارات التركية ضربة حقيقية لجهاز الموساد الإسرائيلي على الأراضي التركية”.

تفاصيل مثيرة

كشفت عملية سقوط شبكة التجسس عن شبكة للموساد تتكون من 15 شخصًا منظمين في 5 خلايا تتضمن كل واحدة 3 أشخاص، وتلقى أحد المتهمين، الذي يملك شركة استشارات في إسطنبول لمساعدة الطلاب القادمين من الخارج للدراسة في تركيا، اتصالًا من عميل من الموساد عبر تطبيق “واتس آب”، في ديسمبر 2018، يطلب منه جمع معلومات عن “زبائن” في ألمانيا من أصول عربية يرغبون في أن يدرس أبناؤهم في جامعات تركية. وأضافت صحيفة الصباح التركية أن المعلومات المطلوبة تضمنت كيف يلتحق الطلاب الفلسطينيون بجامعات تركيا، والتسهيلات التي توفرها الحكومة التركية والمجالس المحلية.

وأرسل المتهم المعلومات بعدها بأسبوع لمسؤول الموساد، وتلقى لقاء ذلك “مئات” من اليورو، ثم أرسل لاحقًا معلومات عن منظمات غير حكومية فلسطينية في تركيا، وقابل عميل الموساد وجهًا لوجه للمرة الأولى في عام 2019، كما ذكرت الصحيفة التركية أن هذا المتهم التقى ضابطًا بالموساد يعرف باسم “ضابط الحالة”، دفع له آلاف اليورو مقابل ملفات عدة مطالب بها حتى أوائل عام 2020، وأن “عميلًا فلسطينيًا” يعمل لصالح الموساد، وكان “عضوًا هامًا” في الشبكة، سافر إلى سويسرا مرتين لمقابلة ضباط بالموساد.

وتمت تغطية الخبر بصورة واسعة على قناة الخبر التلفزيونية الموالية للحكومة أيضًا باستضافة الصحفي عبدالرحمن سيسمك الذي نشر القصة.

علاقات سياسية

شهدت العلاقات بين تركيا وإسرائيل عدم استقرار في السنوات الأخيرة، فقد طردت كلتا الدولتين سفير الأخرى لديها في عام 2018 بعد خلافات كبيرة، إذ أدانت أنقرة الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية والتعامل الإسرائيلي مع الفلسطينيين، بين ما طالبت إسرائيل بوقف الدعم التركي لحركة حماس.

وفي يوليو من العام الجاري، أجرى الرئيس التركي رجب أردوغان اتصالًا -آنذاك- بالرئيس الإسرائيلي الجديد إسحاق هيرتسوغ لتهنئته على تولي المنصب، وذكر تقرير لوكالة رويترز، أنه على الرغم من التوتر السياسي بين الدولتين، إلا أن التبادل التجاري لا يزال قائمًا بينهما.

وفي مايو من العام 2021، وصف أردوغان إسرائيل بأنها “دولة إرهاب” بعد ما ألقت الشرطة الإسرائيلية الرصاص المطاطي وقنابل الصوت على شباب فلسطيني في المسجد الأقصى، فيما تتهم إسرائيل أنقرة بمساعدة حركة حماس التي تعتبرها إسرائيل منظمة “إرهابية”.

ربما يعجبك أيضا