قبل عودة المفاوضات النووية.. تحركات إسرائيلية لمنع إيران من الاحتفاظ بالعتبة النووية

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

تحاول إيران الاحتفاظ بالقدرات النووية التي حصلتها خلال فترة الخروج من الاتفاق النووي، فيما يُعرف الاقتراب من “العتبة النووية” الحرجة، التي تؤهلها لتصنيع السلاح النووي، في مقابل تضمين الاتفاق الأول لقضايا أخرى لم يشملها من قبل، تتعلق بالأمن الإقليمي وبرنامجها التسليحي.

فقد حذرت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، من التقدم “غير المسبوق” لبرنامج إيران النووي، قائلة: إن العالم لا يريد أن تمتلك طهران سلاحًا نوويًا.

ودعت وزيرة الخارجية البريطاني إلى إجراء محادثات لإحياء الاتفاق النووي، وحذرت مسؤولي النظام الإيراني من أن المقترحات المقدمة لإيران لن تبقى على الطاولة إلى الأبد، وأن النظام الإيراني يجب أن ينتهز الفرصة على الفور.

يذكر أن النظام الإيراني سارع، في الأشهر الأخيرة، في تطوير برنامجه النووي ورفع مستوى تخصيب اليورانيوم. كما حذر عدد من الخبراء وبعض المسؤولين الإسرائيليين من أن إيران ربما أخرت فترة “الهروب النووي” لعدة أشهر.

وفي الأسبوع الماضي، حذر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكين من عدم جدوى إحياء الاتفاق النووي إذا أخرت إيران العودة إلى الاتفاق، قائلًا: “نقترب من نقطة لا تؤدي فيها العودة إلى تنفيذ الاتفاق النووي وحدها إلى إحياء فوائد الاتفاق، لأن طهران انتهزت هذه الفرصة لتوسيع برنامجها النووي بطرق مختلفة”.

تحركات إسرائيلية

قال وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، خلال اجتماعه لجنة الدفاع والشؤون الخارجية بالكنيست، الثلاثاء الماضي، إن إسرائيل بحاجة إلى ميزانية عسكرية جديدة لمواجهة احتمال اقتراب إيران تجاه القدرة النووية.

ووصف غانتس مواجهة برنامج إيران النووي بأنها “أولوية قصوى” بالنسبة لميزانية الدفاع لبلاده.

وسبق وأكدت إسرائيل أنها لن تسمح لطهران بامتلاك سلاح نووي.

ووافقت الحكومة الإسرائيلية على ميزانية بقيمة 5 مليارات شيكل، أي ما يعادل 1.5 مليار دولار، لتعزيز قدراتها على استهداف البرنامج النووي الإيراني.

وقد ذكرت مصادر إعلامية، أن “الأموال ستوجه نحو الطائرات وجمع المعلومات الاستخبارية، وربما استخدام الأقمار الاصطناعية، من بين خيارات أخرى”.

وعقد مسؤولون أميركيون وإسرائيليون اجتماعات خلال الأسابيع الماضية لبحث ملف إيران النووي، في ضوء توقف المفاوضات حول الملف منذ تسلم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي للسلطة.

وقبل أسبوعين، أشارا وزيرا خارجية الولايات المتحدة وإسرائيل، إلى أن فرصة إحياء الاتفاق النووي آخذة في النفاد، مشددين على أنهما سيتجهان إلى “خيارات أخرى” ضد إيران إذا فشلت المحادثات النووية.

يذكر أن مندوب إيران لدى الأمم المتحدة بعث برسالة إلى الرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي، في 13 أكتوبر الجاري، دعا فيها إلى “وضع حد لجميع التهديدات والسلوك التخريبي” الإسرائيلي.

وبحسب وكالة أنباء “تسنيم” الإيرانية، كتب مجيد تاخت روانشي في الرسالة: “نحذر من أي سوء تقدير ومغامرة عسكرية محتملة للنظام الإسرائيلي ضد إيران، بما في ذلك برنامجها النووي”.

وسبق وكتب مجيد تخت روانشي، مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة في 7 فبراير (شباط) الماضي، دعا فيها المجتمع الدولي إلى الرد على تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي حول “الخطط” لمهاجمة إيران”؛ لكن لم ينشر أي خبر عن نتيجة طلبه.

وكان مجيد روانشي قد قال في ذلك الوقت: إن إيران سترد “بشكل حاسم” على “أي تهديد أو عمل خاطئ” من جانب إسرائيل.

كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، الذي زار روسيا لمناقشة الملف الإيراني وقضايا أخرى، قال للرئيس الروسي فور وصوله مدينة سوتشي الروسية: “نرى فيك صديقًا حقيقيًّا لليهود”.

وتأتي هذه المحادثات بين الرئيسين الروسي والإسرائيلي في وقت تسارعت فيه اللقاءات الدبلوماسية في الأيام الأخيرة تزامنًا مع عدم رغبة طهران في العودة إلى محادثات فيينا.

وقد أشارت صحيفة “اعتماد” إلى الجهود والمساعي التي تبذلها إسرائيل لمواجهة إيران واستشهدت بما تداولته وسائل إعلام إسرائيلية من تخصيص ميزانية بمبلغ مليار ونصف المليار دولار من أجل “الهجوم المحتمل” على المواقع النووية الإيرانية”، مضيفة أن تخصيص هذه الميزانية يأتي بهدف شراء الطائرات المختلفة والمسيرات الخاصة بجمع البيانات والمعلومات والمقاتلات التي قد تحتاجها إسرائيل في هجومها المحتمل.

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول “نظرا إلى علاقة إيران وروسيا، فإن قيام هذه الزيارة (رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى روسيا) بدعوة من الرئيس الروسي وتركيز المحادثات على ملف إيران يعد أمرا مستغربا”.

تدريبات عسكرية

استأنف سلاح الجو الإسرائيلي تدريباته لتنفيذ ضربة عسكرية محتملة على المواقع النووية الإيرانية بعد عامين من توقف هذه التدريبات، بحسب تقارير إخبارية نشرتها “القناة 12” وموقع “تايمز أوف إسرائيل”.

وأوضحت التقارير أن رئيس الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي أمر بتمويل هذه الخطوة، التي تأتي على خلفية تعثر الجهود الأميركية لإعادة طهران إلى طاولة المفاوضات من أجل اتفاق نووي جديد.

وبحسب التقارير، فإن إسرائيل، وربما واشنطن أيضًا، تدرك أنه يجب توفير خطة عسكرية في حالة فشل الدبلوماسية، وأنه سيكون من الصعب إقناع إيران بالتفاوض دون خيار عسكري قابل للتطبيق.

وفي وقت سابق، قال وزير المالية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان: إن المواجهة مع إيران مجرد مسألة وقت، “وليس الكثير من الوقت”.

ونقلت الصحيفة عن ليبرمان قوله، الخميس، إن برنامج إيران النووي لن توقفه أي عملية دبلوماسية أو اتفاق.

عودة المفاوضات

كانت إيران قد أعلنت على لسان المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زاده، الاثنين الماضي، أن مفاوضات فيينا ستستأنف خلال الأيام القادمة.

وقد اتفقت الولايات المتحدة وثلاث قوى أوروبية على ضرورة عودة إيران سريعا إلى المحادثات النووية، وسط قلق متزايد من التأخير.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، إن الولايات المتحدة والدول الأعضاء في الاتفاق النووي تعتقد أن محادثات إحياء الاتفاق النووي يجب أن تستأنف بالضبط من النقطة التي توقفت فيها.

وفي إشارة إلى المحادثات بين المبعوث الأميركي الخاص بشؤون إيران، روبرت مالي، ونظرائه في بريطانيا وفرنسا وألمانيا في باريس؛ قال برايس، أمس الجمعة 22 أكتوبر (تشرين الأول)، حول كيفية منع إيران من امتلاك سلاح نووي: “نعتقد أن محادثات فيينا لإحياء الاتفاق النووي يجب أن تستأنف في أقرب وقت ممكن من حيث توقفت بالضبط بعد الجولة السادسة”.

وأضافت أن “القوى العالمية الأعضاء في الاتفاق النووي متفقة أيضا على أن الدبلوماسية تظل الطريقة الدائمة الأكثر فعالية التي يمكن التحقق منها، لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية”.

وأشار برايس إلى أن روبرت مالي خلال اجتماعاته مع حلفاء الولايات المتحدة في الخليج وأوروبا، تحدث معهم عن أنشطة إيران الإقليمية وجهودها لإحياء الاتفاق النووي.

ربما يعجبك أيضا