الرئيس التونسي يضع الملامح العامة للحوار الوطني …التعويل على الشباب كلمة السر

كريم بن صالح

رؤية – كريم بن صالح

وضع الرئيس التونسي قيس سعيد لدى إشرافه على اجتماع مجلس الوزراء مؤخرا الملامح العامة للحوار الوطني الذي دعا إليه بعد اتخاذه الإجراءات الاستثنائية في 25 يوليو الماضي.

وقال قيس سعيد إنه تقرر إطلاق حوار وطني صادق ونزيه، يشارك فيه الشباب في كامل التراب التونسي ومختلف تماما عن التجارب السابقة ويتطرّق إلى عدّة مواضيع، من بينها النظامان السياسي والانتخابي في تونس.

وأوضح “أن الحوار سيتم في إطار سقف زمني متفق عليه وضمن آليات وصيغ وتصورات جديدة تؤدي إلى وضع مقترحات تأليفية في إطار مؤتمر وطني”.

وأكد قيس سعيد أن الحوار الوطني لن يشمل كلّ من استولى على أموال الشعب أو من باع ذمّته إلى الخارج مشيرا إلى انه “بقدر حرص تونس على مواصلة تعزيز علاقات التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة، بقدر تمسّكها بسيادتها الوطنية وباحترام اختيارات الشعب التونسي”.

ويظهر من خلال تصريح الرئيس التونسي أن هنالك خارطة طريق واضحة للحوار المرتقب رغم أن موعده لم يحدد بشكل رسمي ونهائي.

التعويل على الشباب في الجهات وليس الأحزاب

ويرى مراقبون أن حديث الرئيس التونسي عن تشريك الشباب يأتي وفق مشروع كان طرحه قيس سعيد في حملته الانتخابية في 2019.

وإبان حملته الانتخابية في 2019 تحدث قيس سعيد عن دور الشباب في الجهات كنواة لمشروع الإصلاح السياسي والاجتماعي قائلا أن هنالك “جيل جديد رغب في التغيير، وتاق إلى ثورة حقيقة تخرجه من الظلم”.

وقال سعيد -الذي وصف حينها بمرشح الشباب- “أن الحل الأنسب لهذا الجيل اختيار مرشح عرف بنظافة اليد والنزاهة وغير متحزبة ومتمرسة في القانون.

كما يشرح المنسق الجهوي السابق لحملة قيس سعيد محمد النفطي قدودة فكرة التعويل على الشباب ورفض الانخراط في الأحزاب قائلا بان ” سعيد كان رافضا دائما للانضمام لأي حزب أو تكوين أية حركة سياسية.

وأوضح قدودة -في تصريح لإذاعة “جوهرة” الخاصة- أن المبادئ التي قامت عليها حملة “الشعب يريد” وهي جملة الرئيس الانتخابية كانت ضد تأسيس أي حزب أو حركة أو جمعية.

وأكد في هذا الصدد أن الرئيس كان يردد دائما أنه يمنع تقسيم التونسيين تحت مسميات مختلفة أو أحزاب.
وأضاف أنهم سبق و أن اقترحوا على الرئيس تكوين حركة سياسية وتقديم مبادرة ولكنه رفض ذلك رفضا قاطعا مؤكدا أن ما يجب أن يجمعهم هو راية تونس فقط.

ورغم أن استطلاعات الرأي تعطي “لحزب قيس سعيد” المفترض مراتب متقدمة في حال أجريت الانتخابات التشريعية لكنه يظل رافضا للإقدام على هذه الخطوة ويظل وفيا لأفكاره.

الترويج للديمقراطية القاعدية

ويروج المقربون للرئيس قيس سعيد لنظرية الديمقراطية القاعدية لتعويض النظام السياسي الحالي بحيث يتم فيه التعويل على الأفراد عوض الأحزاب وهو ما يؤدي في النهاية إلى التقليل من الفساد السياسي ومنع الفاسدين من الوصول إلى المناصب العليا تحت اليافطات الحزبية.

وهنا يقول قيس القروي الناشط السياسي والمتطوع في الحملة التفسيرية لرئيس الجمهورية قيس سعيد أن فكرة الرئيس تتمثل في إنهاء الديمقراطية التمثيلية وحكم أغلبية حزبية تفرض رأيها لمنح الحكم إلى الشعب.

وقال في هذا الصدد “الرئيس يعتقد أن الشعب بلغ درجة من الوعي تمكنه من الانتخاب على الأشخاص لا القائمات مشيرا إلى أن الرئيس كان يحمل الفكرة منذ سنة 2011.

وتابع في حوار عبر إذاعة شمس الخاصة “إن الديمقراطية القاعدية مشروع ممكن في تونس مبني على تشريك المواطنين في الحياة السياسية والقرار السياسي عبر تغيير النظام السياسي وطريقة الاقتراع”.

وواصل الشرح قائلا: المشروع يمنح الفرصة لتغيير السلطة التشريعية بشكلها الحالي ومنح الرئيس السلطة التنفيذية في نظام رئاسي غير كلاسيكي يدعمه برلمان قويّ لا يوجد في أحزاب مهيمنة.

ويظهر جليا من إفادات عدد من الأطراف القريبة من الرئيس قيس سعيد أن الأخير يملك ملامح مشروع سياسي متكامل ينهي الديمقراطية التمثيلية التي استغلت من قبل اللوبيات لتمرير قوانين لا تصب في صالح المواطن وأدت إلى التراجع الاقتصادي الحالي.

كما أن هذا المشروع لن يروق للتيار الإسلامي خاصة وأن بعض وجوه هذا التيار لم تعد مقبولة بالمرة وحملت مسؤولة الأزمة التي مرت بها البلاد طيلة عقد من الزمن.

ربما يعجبك أيضا