قمة «الشرق الأوسط الأخضر».. السعودية ترسم خريطة إقليمية لجودة الحياة

محمود طلعت

محمود طلعت

بمشاركة قادة ورؤساء دول وحكومات العالم وممثليهم، افتتح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، اليوم الإثنين، أعمال قمة «مبادرة الشرق الأوسط الأخضر» في الرياض.

وتتضمن مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، زراعة 50 مليار شجرة في المنطقة، منها 10 مليارات في السعودية، واستصلاح 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، إلى جانب خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 205 بالمائة في العالم، وإلى أكثر من 60 بالمائة بالمنطقة.

كانت المملكة العربية السعودية قد أطلقت قبل يومين مبادرة «السعودية الخضراء»، وألحقتها بمبادرة الشرق الأوسط الأخضر، ما يؤكد حرص الرياض على مكافحة التغير المناخي والتصحر وحماية البيئة.

حقبة خضراء جديدة

وخلال كلمته بالقمة، أكد ولي العهد السعودي «إننا اليوم ندشن حقبة خضراء جديدة للمنطقة، نقودها ونقطف ثمارها سويا، إيمانا منا أن آثار التغيّر المناخي لا تقتصر على البيئة الطبيعية فقط، بل تشمل الاقتصاد والأمن».

وأضاف «نحن نعي أن التغيّر المناخي هو فرصة اقتصادية للأفراد وللقطاع الخاص، والتي ستحفزها مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، لخلق وظائف نوعية وتعزيز الابتكار في المنطقة».    

وأشار الأمير محمد بن سلمان إلى وجود فجوات في منظومة العمل المناخي بالمنطقة، لكن يمكن عبر تنسيق الجهود الإقليمية ومشاركة الخبرات والتقنيات، تحقيق إنجازات متسارعة في المبادرات المتعلقة بالبيئة.

الاقتــصاد الدائري

وأعلنت الرياض عزمها إنشاء منصة تعاون لتطبيق مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، وتأسيس مركز إقليمي للتغير المناخي، وإنشاء مجمع إقليمي لاستخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه، وتأسيس مركز إقليمي للإنذار المبكر بالعواصف.

إضافة إلى تأسيس مركز إقليمي للتنمية المستدامة للثروة السمكية، وإنشاء برنامج إقليمي لاستمطار السحب، حيث سيكون لهذه المراكز والبرامج دورا كبيرا في تهيئة البنية التحتية اللازمة لحماية البيئة وتخفيض الانبعاثات ورفع مستوى التنسيق الإقليمي.

وامتدادا لدورها الريادي في تنمية أسواق الطاقة، ستعمل الرياض على تأسيس صندوق للاستثمار في حلول تقنيات الاقتصاد الدائري للكربون في المنطقة، ومبادرة عالمية تساهم في تقديم حلول الوقود النظيف لتوفير الغذاء، لأكثر من (750) مليون شخص بالعالم.

ويبلغ إجمالي الاستثمار في هاتين المبادرتين ما يقارب 39 مليار ريال، وستساهم المملكة في تمويل قرابة 15% منها، وستعمل المملكة مع الدول وصناديق التنمية الإقليمية والدولية لبحث سبل تمويل وتنفيذ هذه المبادرات.

وتؤمن المملكة العربية السعودية، بأن مصادر الطاقة التقليدية كانت أهم الأسباب لتحول دول المنطقة والعالم من اقتصاديات تقليدية إلى اقتصاديات فاعلة عالميا، والمُحرك والدافع الرئيسي نحو أسرع نمو اقتصادي عرفته البشرية على الإطلاق.

إن مواجهة التغير المناخي تتطلب منا العمل المشترك نحو تطوير التقنيات وخلق البيئة المناسبة لتمويلها، والحفاظ على الثروات الطبيعية التي تمتلكها منطقتنا، وتعزيز التعاون بيننا لأجل ذلك.

ترحيب عربي ودولي

ولاقت مبادرة «الشرق الأوسط الأخضر» ترحيبا عربيا وخليجيا واسعا في كل من الإمارات والكويت وعمان ومصر والأردن وغيرها، كما تردد صداها وأثرها الإيجابي لدى العالم أجمع.

من جهته أكد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ولي عهد الكويت، أن قمة الشرق الأوسط الخضراء تأتي في ظروف استثنائية لتؤكد حاجة العالم إلى خطط الاستدامة والاهتمام بالمناخ والبيئة والاقتصاد.

كما ثمن المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للمناخ، جون كيري، جهود السعودية بشأن مكافحة التغير المناخي، قائلا «علينا جميعا مسؤولية للحفاظ على كوكب الأرض».

بدوره أكد الأمير حسين بن عبدالله الثاني، ولي عهد المملكة الأردنية، أهمية قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، مشددا على أهمية أن تحقق القمة الأهداف المنشودة، لإيجاد حلول من شأنها تحقيق التعاون بين الجميع؛ لمواجهة تحديات تغيير المناخ، التي لا تعترف بالحدود بين دول وأقاليم العالم، بوصفها باتت تهديدات لكوكب الأرض بصورة عامة.

ربما يعجبك أيضا