لا يزال العدوان مستمرًا.. القوات التركية تعلن تمديد وجودها في سوريا والعراق

محمود طلعت

محمود طلعت

لا يتوقف الجدل السياسي في تركيا سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي بسبب القرارات الغامضة والمتخبطة للرئيس رجب طيب أردوغان وحكومته والتي يسعى من خلالها إلى خدمة مصالحه الخاصة ومصالح حزبه بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى.

أحد القرارات التي أثارت الجدل مجددا جاءت اليوم الثلاثاء عقب إقرار البرلمان التركي، تمديد مذكرة التفويض للحكومة، من أجل إرسال قوات إلى العراق وسوريا لمدة عامين إضافيين، ما سيزيد من توتر الأجواء بالمنطقة، وفقا لمراقبين.

خارج الحدود

تمت المصادقة بأغلبية الأصوات على المذكرة التي تمنح الرئيس رجب طيب أردوغان صلاحية إرسال قوات لتنفيذ عمليات عسكرية خارج الحدود في سوريا والعراق.

وصادقت أحزاب «العدالة والتنمية والحركة القومي والخير» على المذكرة، بينما رفضها حزبا الشعب الجمهوري والشعوب الديمقراطي، وهو ما كان متوقعا بكون الحزب الحاكم «العدالة والتنمية» وحليفه «حزب الحركة القومية» يحظيان بالأغلبية البرلمانية منذ سنوات.

20211016140136appp 340712.h

وتشن تركيا عمليات عسكرية ضد حزب العمال الكردستاني في شمالي العراق، وأيضا ضد المسلحين الكرد شمالي سوريا.

مذكرة أردوغان

قبل نحو أسبوع، قدّمت الرئاسة التركية مذكرة إلى البرلمان، لتمديد الصلاحية الممنوحة لأردوغان بشأن تنفيذ عمليات عسكرية في سوريا والعراق عامين آخرين.

وأكدت المذكرة، أن «المخاطر والتهديدات للأمن القومي التي تحملها التطورات والصراع المستمر في المناطق المتاخمة للحدود البرية الجنوبية لتركيا، في تصاعد مستمر».

وجاء في المذكرة الموقّعة من أردوغان «إن استمرار وجود عناصر تنظيمي بي بي كيه، وداعش في العراق، والمحاولات الانفصالية القائمة على أساس عرقي، تشكل تهديدا مباشرا للسلم الإقليمي والاستقرار ولأمن بلادنا».

وطلبت المذكرة الرئاسية من البرلمان تمديد فترة التفويض الممنوحة لرئيس الجمهورية بشأن تنفيذ عمليات عسكرية في سوريا والعراق عامين جديدين، اعتبارا من 30 أكتوبر 2021.

وكان البرلمان التركي صدّق في الأول في أكتوبر 2014 على تفويض يقضي بإرسال قوات مسلحة إلى خارج البلاد.

ومنذ تلك الفترة شن الجيش التركي سلسلة عمليات عسكرية كان أبرزها «درع الفرات» في عام 2016 ضد تنظيم داعش في ريف محافظة حلب، ومن ثم عملية «غصن الزيتون» في عفرين عام 2018، ومؤخرا عملية «نبع السلام» في شرقي سوريا عام 2019.

انتقادات لاذعة

من جهته انتقد رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليجدار أوغلو، الحكومة التركية فيما يتعلق بتفويض الجيش بتنفيذ عمليات عبر الحدود في العراق وسوريا لمدة عامين آخرين.

وهاجم رئيس أكبر أحزاب المعارضة التركية في البلاد، تمرير المشروع، قائلا «إننا نواجه مشاكل خطيرة للغاية.. الجميع قلق بشأن إلى أين تتجه تركيا. لكن طالما يوجد حزب الشعب الجمهوري، فلا داعي للقلق».

20200916104706afpp afp 8q36vn.h 0

ودعا كليجدار أوغلو إلى «صنع السلام مع سوريا، لا الحرب، وإعادة فتح السفارات بشكل متبادل لإقامة مشروع السلام والتعاون في الشرق الأوسط».

وأضاف «لا نريد المزيد من اللاجئين، وأن يأتي عناصر جيش إدلب إلى بلادنا، لا نريد استشهاد أي من جنودنا وشرطتنا في سوريا».

14 سؤالا

من جهته أعدًّ «حزب الشعب» التركي، 14 سؤالا للرد على المذكرة الرئاسية المتعلقة بالعمليات في سوريا والعراق.

ووفقا لما أوردته صحيفة «جمهورييت»، فإن من بين الأسئلة: «ما هي السياسة تجاه سوريا عام 2014 عندما أصدرنا أول تصريح لإرسال قوات وما هي السياسة اليوم؟ ماذا حدث للمنطقة الآمنة بطول 145 كيلومترا وعمق 30 كيلومترا شرقي الفرات؟».

بالإضافة إلى سؤال: «وزير الدفاع الوطني قد أعلن بنفسه أنه تم الاتفاق على منطقة آمنة، وسيعاد توطين اللاجئين السوريين فيها منذ عامين. ماذا حدث لمشروع نقل اللاجئين السوريين إلى المنطقة الآمنة؟، ماذا حدث لأبراج المراقبة الـ12 التي بنيناها حول إدلب انطلاقا من عملية أستانا؟.

وسؤال آخر: «كم عدد أبراج المراقبة التي أفرغناها ولأي سبب؟ كيف يقال إن أمن أبراج المراقبة الخمسة تحت سيطرة القوات المسلحة التركية؟ ما هي سياستنا تجاه أبراج المراقبة هذه؟».

ربما يعجبك أيضا