صداع في رأس طالبان.. تنامي حضور داعش يؤرق واشنطن

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

لا يتوقف تنظيم داعش في أفغانستان عن توجيه الضربات لجهود حركة طالبان الساعية إلى إرساء الأمن والاستقرار بعد شهرين من تسلمها مقاليد الحكم في البلاد. داعش الجماعة المسلحة والأكثر تطرفا في أفغانستان استهدف خلال الأسابيع والأيام القليلة الماضية المرافق الحيوية وتبنى هجوماً أغرق كابول في الظلام متحدياً طالبان.

لكن الجديد في الأمر، أن تهديد داعش لم يعد مقتصرا على الداخل الأفغاني، بل تعدى ذلك إلى مخاوف أعلنتها واشنطن صراحة من أن تنظيم «داعش» في أفغانستان قد تصبح لديه القدرة على مهاجمة الولايات المتحدة خلال ستة أشهر على أقرب تقدير وأن لديه النية للقيام بذلك.

ناقوس خطر

e63aef9a 3c9f 4858 b853 e3c0f34dd8f4 16x9 1200x676

وكيل وزارة الدفاع للشؤون السياسية، كولين كال قال إنه لم “يتحدد” بعد ما إذا كانت حركة طالبان، التي تناصب التنظيم العداء، لديها القدرة على قتال التنظيم بشكل فعال بعد انسحاب الولايات المتحدة في أغسطس .

وأضاف “تقدر أوساط المخابرات حاليا أن كلا من داعش-ولاية خراسان (في أفغانستان) والقاعدة لديه النية للقيام بعمليات خارجية بما في ذلك ضد الولايات المتحدة، لكنهما لا يمتلكان حاليا القدرة على القيام بذلك”.

وقال “يمكننا أن نرى تنظيم -ولاية خراسان يمتلك هذه القدرة خلال ما بين ستة و 12 شهرا” مشيرا إلى أن الأمر قد يستغرق من القاعدة “عاما أو عامين”.

زعزعة حكم طالبان

طوال عقدين من الزمن حاربت طالبان أمريكا موقعة خسائر فادحة في الأرواح والعتاد حتى تمكنت في نهاية المطاف من إذلال عدوها وإجباره على رفع الراية البيضاء والخروج الآمن لجنوده من الأراضي التي احتلها لأكثر من 20 سنة، وهاهي تواجه اليوم عدواً داخلياً ربما أخطر هو داعش الذي يستهدف زعزعة ثقة الحاضنة الشعبية بالحركة.

«واشنطن بوست» تحدثت عن تعاون معلوماتي استخباراتي غير رسمي بين باكستان وطالبان لمكافحة تنظيم داعش والتي تشمل المراقبة الإلكترونية بالإضافة إلى تحديد أماكن المطلوبين ومعلومات أخرى تحبط عملياتهم.

ولمواجهة التحركات الهندية هذه تقوم باكستان بالتنسيق الأمني والاستخباراتي غير المباشر مع طالبان من أجل مواجهة داعش، فتحقق هدفين أولاً مساعدتها بحماية عمقها الاستراتيجي في أفغانستان، وثانياً لضمان عدم انتقال عدوى داعش إلى داخل الأراضي الباكستانية ذاتها. فالمخابرات الباكستانية تتحدث عن معلومات لديها بسعي الهند لاختراق تنظيم داعش خراسان، الذي تمدد في زمن حكومة أشرف غني، ولعل ضعف طالبان أفغانستان في التعاطي الأمني قد يزد من قوة التنظيم، لذلك يبدو أن التنسيق الأمني بين إسلام أباد وكابول سيزيد مستقبلاً لمواجهة التهديدات المشتركة.

تنامي حضور داعش

مراقبون للشأن الأفغاني يتخوفون من تنامي حضور داعش على الساحة الأفغانية والذي من شأنه أن يسهم في خلط الأوراق أكثر في البلاد وفي تكريس حالة الفوضى وانعدام الأمن هناك كما وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي. نشاط داعش في أفغانستان خلال الفترة الأخيرة ترجم في انفجارات دموية هزت أكبر المدن الأفغانية.

من جهته رفض المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، اتهامات بوجود تنظيم داعش في أفغانستان، مشيرا إلى أن أن تنظيم داعش الموجود في العراق وسوريا ليس له وجود في أفغانستان، وأنه من المحتمل أن بعض الأفغان ربما تبنوا فكر التنظيم في ظاهرة لا يؤيدها عموم الشعب.

ورغم التقارير التي تحدثت عن وجود تنظيم القاعدة في أفغانستان، بالإضافة إلى تبني تنظيم داعش لعملية دموية مؤخراً في كابول، تصر حركة طالبان على نفي كل هذه الدلائل بشأن أي وجود لهذين التنظيمين الإرهابيين.

غير أن التطورات الأمنية الأخيرة في أفغانستان، باتت تربك الحركة، وخصوصا مع تكثيف التفجيرات والهجمات التي تبناها تنظيم داعش، فالحركة تفرض إجراءات أمنية مشددة في العاصمة كابول، وتنفذ عمليات دهم واسعة بحثا عن خلايا إرهابية. كما قررت الحركة تشكيل لجنة مشتركة للأجهزة الأمنية لتحسين أدائها، وأعلنت على لسان وزير دفاعها ضرورة إنشاء جيش نظامي مزود بكل ما يلزم بما في ذلك معدات عسكرية متقدمة تضمن سلاح جو قوي، فهل تنجح طالبان في ضبط الأمن وحيدة؟ وأي مساعدة خارجية قد تحتاجها؟

ربما يعجبك أيضا