أحداث «الطيونة» تزلزل التحالف الشيعي – الماروني

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

لم تكن المواجهات المسلحة في شارع “الطيونة” الواقع بين منطقتي الشياح (ذات أغلبية شيعية) وعين الرمانة ـ بدارو (ذات أغلبية مسيحية) في بيروت، والتي أسفرت عن مقتل 7 أشخاص وإصابة 32 آخرين، سوى إعلان لتصدع التحالف الشيعي الماروني، فيما عرف باسم تحالف “مار مخايل” ، وهذا التحالف نفسه هو من تحالف مع نظام الأسد في سوريا عبر سنوات وهو من أدخل لبنان في أزمته الاقتصادية الخانقة، وهو من أوصل الدولة اللبنانية لوضعها الحالي.

ذلك التحالف الذي استهدف بكل مباشر طوائف أخرى ي لبنان، انهار وذلك ما ظهر في أحداث الطيونة ومحاولات استدعاء زعيم حزب القوات اللبنانية إلى التحقيقات وهو ما رفضه زعماء الطوائف المسيحية اللبنانية، الذين اعتبروا أن جعجع دافع عن كرامته ومنطقته !.

ولاشك أن العونية السياسية فشلت فشلا ذريعا، وهي كتبت نهايتها بنفسها عندما تحالف الرئيس اللبناني في 6 فبراير 2006 بعد عودته من المنفى في فرنسا مع مليشيات إيران في لبنان، فيما عرف حينها باسم تفاهم “مار مخايل” نسبة لكنيسة مار مخايل، التي تقع في حارة حريك في بيروت، وترمز إلى التعايش بين المسيحيين والمسلمين في لبنان.

مع العلم أن سمير جعجع زعيم حزب القوات اللبنانية كان على خلاف مع مواقف العونية السياسية ومن سار على دربها من الزعماء المسيحيين، وكان ضد مليشيات حسن نصرالله وإيران، وكانت مواقفه السياسية واضحة، رغم تاريخه “السيء” المعروف في الحرب الأهلية.

سمير جعجع

من جهته، قال رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، إنه يتعين على المحكمة العسكرية بأحداث “الطيونة” الاستماع إلى أمين عام مليشيا “حزب الله” حسن نصرالله، قبله، وأضاف جعجع في مقابلة تلفزيونية على قناة “أم تي في” اللبنانية: “لم أتبلغ حتى الآن بأي أمر، وإن أبلغت نحضر الرد القانوني اللازم”.

وتساءل جعجع: “ألا يفترض على المفوض الحكومي لدى المحكمة العسكرية أن ينتظر التحقيقات حتى يتحرك، على ضوء ماذا يتم طلب الاستماع لي إذا صح؟ وعلى أرض الواقع لا شيء يدين سمير جعجع”.

دفاع البطريرك

أما البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، فقال إنه لا يقبل أن يتحوّل من دافع عن كرامته وأمن بيئته إلى “لقمة سائغة ومكسر عصا”، وأضاف، أن “القضاء هو علاج الأحداث لا المسبب لها”، مضيفا “لا نقبل، ونحن المؤمنين بالعدالة، أن يتحول من دافع عن كرامته وأمن بيئته لقمة سائغة ومكسر عصا” في إشارة إلى حزب “القوات اللبنانية” بزعامة سمير جعجع، ودعا الراعي، إلى “احترام التحقيق حقوق الإنسان مع الموقوفين بعيدا عن الترهيب والترغيب”، مشددا على “وجوب أن تشمل التحقيقات جميع الأطراف لا طرفا واحدا كأنه هو المسؤول عن الأحداث”.

تيار الحريري

بدوره طالب رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري، باستدعاء جميع الأطراف المعنية في أحداث شارع الطيونة بالعاصمة بيروت، معتبرا أن استدعاء رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع وحده، يزيد الانقسام في البلاد.

وقال الحريري في تغريدة عبر حسابه على تويتر، إن “الإعلان عن تبليغ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لصقاً (تم إلصاق البلاغ على باب منزله ولم يتم تسليمه باليد) للمثول أمام مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، يقع ايضاً في خانة العبثية ويستدعي البلاد إلى مزيد من الانقسام وتوظيف إدارات الدولة في خدمة سياسات الانتقام”، وأشار إلى أن غياب تياره عن أحداث الطيونة وتداعياتها “كان متعمدا لأننا نرفض الخوض في صراع عبثي والاصطفاف على خطوط الحرب الأهلية وانقساماتها الطائفية والعودة إلى لغة القنص الأمني واقتناص الفرص السياسية”.

السنة واستهدافهم المستمر

فيما قال الشيخ بلال بارودي شيخ قراء طرابلس الشام، إن ما جرى في بيروت بين أصحاب الحلف الواحد (تحالف مار مخايل)، كان طبيعيا، وأضاف أن القاعدة هي “كل  التحالفات التي قامت، إن كان السنة هم المستهدفون منها، فسيقع المتحالفون يوما في الصراع”، وهذا ما حدث.

على صعيد آخر وللدلالة على سياسة الكيل بمكيالين في لبنان، قال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان، إنه “لا يرضى” بأن يخضع رئيس الحكومة السابق حسان دياب، إلا لـ”المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء”، رافضًا مثوله أمام التحقيق العدلي بقضية انفجار مرفأ بيروت.

وذكر البيان أن “المفتي دريان حريص على تحقيق العدالة، وأن يؤخذ بعين الاعتبار أن الرئيس دياب يخضع للمجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء بحسب ما نص عليه الدستور اللبناني، ولا يمكن أن نرضى بغيره إلا بعد تعديل في البرلمان”، وأضاف بيان دار الفتوى، أن “موقف المفتي دريان من جريمة تفجير مرفأ بيروت لا يتغير بتغيير الزمان والمكان، إما رفع الحصانات عن الجميع من دون استثناء أو اعتماد المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء”.

ربما يعجبك أيضا