تصريحات قرداحي تشرع لبنان على أزمة جديدة

مي فارس

رؤية  – مي فارس

في ذروة أزماته السياسية والاقتصادية وحتى الأمنية، دخل لبنان في مواجهة جديدة مع دول الخليج مع تصريح أخرق لوزير الإعلام جورج قرداحي عن حرب اليمن، يشرع الساحة على سجالات جديدة وصولاً إلى توتر جديد محتمل في العلاقات مع السعودية والإمارات.

وفي رد ليلي له على “تويتر”، حاول التنصل من تصريحاته التي أدلى بها في برنامج تلفزيوني لقناة “الجزيرة” في أغسطس الماضي، معتبراً أنه لم يقصد بها الإساءة إلى الإمارات والسعودية.

 واتهم “جهات معروفة” بالوقوف وراء حملة ضده، مشيراً إلى أنها هي نفسها التي تتهمه منذ تأليف الحكومة بأنه آت لقمع الإعلام.

وكتب: “ما قلته إن حرب اليمن أصبحت حرباً عبثية يجب أن تتوقف، قلته عن قناعة ليس دفاعاً عن اليمن ولكن أيضاً محبة بالسعودية والإمارات وضنا بمصالحهما”.

ولم تقنع توضيحاته الحكومة اللبنانية نفسه التي نأت عن نفسها منها.

وتوالت النداءات محلياً وعربيا مطالبة بإقالة الوزير “النجم”.

وسارع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في تصريح له من القصر الرئاسي إلى القول: إن ما قاله وزير الإعلام جورج قرداحي عن دول الخليج يعبّر عن رأيه الشخصي وليس رأي الحكومة ولا الرئيس عون”، مشدداً على أننا “حريصون كل الحرص على أطيب العلاقات مع الدول العربية”، و”نتطلع إلى أطيب العلاقات وأحسنها مع السعودية والدول العربية، والثوابت وردت في البيان الوزاري والرئيس عون طلب مني تأكيد موقفنا الواحد أن التصريح لا يمثل الحكومة بل تصريح نابع من رأي شخصي قبل تشكيلها”.

وبدورها، أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين، بياناً علّقت فيه على الكلام المتداول، مشيرة إلى أنه” صدر كلام شخصي سابقاً عن وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي قبل تعيينه وزيراً ونشر بالأمس، وهو لا يعكس موقف الحكومة اللبنانية الذي عبّر عنه رئيسها في البيان الصادر بالأمس، ولا بيانها الوزاري الذي يتمسك بروابط الأخوة مع الأشقاء العرب”.

وأضافت: “كما وكانت وزارة الخارجية اللبنانية قد أدانت مراراً وتكراراً الهجمات الإرهابية التي استهدفت المملكة العربية السعودية، وهي لا زالت عند موقفها في المدافعة عن أمن وسلامة أشقائها الخليجيين التي تكن لهم كل محبة واحترام وتقدير، وتنأى عن التدخل في سياساتهم الداخلية والخارجية”.

ومع ذلك، تواصلت الردود المستنكرة لتصريحات القرداحي.

ورأى مجلس التعاون الخليجي أن “تصريحات قرداحي تعكس فهماً قاصراً وقراءة سطحية مرفوضة”.

 وطالب الأمين العام للمجلس نايف فلاح مبارك الحجرف قرداحي بالاعتذار، مطالباً إياه  بعدم قلب الحقائق والرجوع إلى الحقائق التاريخية وقراءة تسلسلها ليتضح له حجم الدعم الكبير الذي تقدمه دول التحالف العربي بقيادة السعودية لدعم الشرعية للشعب اليمني في كافة المجالات والميادين.

 كذلك، استنكر السفير اليمني في لبنان عبدالله الدعيس، بعد لقائه السفير السعودي، تصريحات، معتبراً أنّ “بيانه أمس زاد الطين بلّة”.

وقال: “سأتوجه إلى وزارة الخارجية اللبنانية لتقديم احتجاجنا على ما صدر عن وزير الإعلام ونحن نستنكر هذا الكلام وتصريحه بالأمس زاد الطين بلّة إذ لم يقدّم أي اعتذار بل أكّد على ما أدلى به”.

ومحلياً،غرّد رئيس حركة الاستقلال النائب المستقيل ميشال معوّض عبر ” تويتر”، قائلاً:” تنصّل رئيس الحكومة ووزراء من كلام لوزير الإعلام ليس كافياً، وبيان جورج قرداحي مرفوض ولا يستطيع أن يبرر كلامه عن السعودية والإمارات بـحرص مزيف”. وطالب “بإقالة وزير يسيء لعلاقات لبنان ومصالحه العربية عوض التسبب بمزيد من الأزمات الديبلوماسية مع أصدقاء لبنان”.

 كذلك، طالب النائب فؤاد مخزومي بإقالة القرداحي، معتبراً أنه لا يمكن للبنان إلا أن يكون على أفضل العلاقات مع السعودية ودول الخليج. 

 وقالت النائبة رولا الطبش إن حظ لبنان سيئ مع متسلقي سلطة يكنون حقداً أسود ضد العرب فيورطونه بأزمة تلو أزمة”.

وغرّدت الوزيرة السابقة مي شدياق عبر “تويتر”، قائلةً: ” ليس كل إعلامي يستأهل منصب وزير أو بمستوى تعاطي الشأن العام!

ربما يعجبك أيضا