بعد عودتها بقوة إلى أسواق الخليج.. ما هي الطروحات الأولية وما أهميتها؟

ولاء عدلان

كتبت – ولاء عدلان

تعيش أسواق المال الخليجية طفرة في الطروحات العامة الأولية، أحدثها تكلل، اليوم الأربعاء، بإدراج وبدء تداول أسهم شركة “فرتيجلوب” في سوق أبوظبي المالي، بعد عملية اكتتاب عام ناجحة جمعت من خلالها الشركة عائدات تفوق 2.9 مليار درهم وفقا لسعر الطرح النهائي الذي تم تحديده عند 2.55 درهم للسهم الواحد.

سوق أبوظبي تستقبل ثالث أكبر إدراج على الإطلاق

“فرتيجلوب” المملوكة لـ”أدنوك” و”أو سي آي” تم تداولها، اليوم الأربعاء، برمز “FERTIGLOBE” ورقم التعريف الدولي “ISIN:AEF000901015″، لتصبح بذلك أول شركة تعمل وفق نظام المناطق الحرة يتم إدراجها في أسواق المال الإماراتية.

وكان الاكتتاب العام الأولي في أسهم الشركة قد بدأ في 13 أكتوبر الجاري، من خلال طرح 13.8% من رأس مالها ما يعادل 1145.6 مليون سهم من أسهمها، موزعة على شريحتين، حيث انتهت الفترة المحددة للشريحة الأولى بتاريخ 18 أكتوبر 2021، والشريحة الثانية يوم 19 أكتوبر 2021.

وتم تحديد حجم الشريحة الأولى -المخصصة للمستثمرين الأفراد في الإمارات- بنسبة 10% من حجم الطرح، والشريحة الثانية -المخصصة للمؤسسات الاستثمارية المحلية والعالمية المؤهلة- بنسبة 90% من حجم الطرح، وتم تغطية الاكتتاب أكثر من 32 مرة لشريحة المؤسسات الاستثمارية، وبإجمالي طلبات الشراء تجاوز الـ 64 مليار درهم، أي 22 ضعفًا لإجمالي القيمة المستهدفة.

وجمعت الشركة من عملية الاكتتاب الأولي لأسهمها عائدات تفوق 2.9 مليار درهم وفقا لسعر الطرح النهائي الذي تم تحديده عند 2.55 درهم، ليكون هذا الاكتتاب ثالث طرح عام أولي في سوق أبوظبي خلال 2021، و ثالث أكبر إدراج على الإطلاق في تاريخ السوق.

قبل “فرتيجلوب” شهد سوق أبوظبي في يوليو الماضي، أول طرح عام أولي منذ 2017 والمتمثل في اكتتاب شركة “الياه سات” لتشغيل الأقمار الصناعية والتابعة لشركة مبادلة للاستثمار، حيث جمعت الشركة 2.7 مليار درهم من بيع نحو 975.9 مليون سهم في الشركة التي يتم تداولها حاليا تحت اسم شركة الياه الفضائية للاتصالات، مقابل 2.75 درهم للسهم الواحد، وصنف هذا الاكتتاب بأنه ثاني أكبر طرح في سوق أبوظبي على الإطلاق، بعد أن جمعت “أدنوك للتوزيع” 850.8 مليون دولار في طرح عام جرى في 2017.

ومطلع الشهر الجاري، بدأت “أدنوك للحفر” أولى تداولاتها في سوق أبوظبي، بعد طرح عام أولي لأسهمها جمع نحو 4 مليارات درهم، وتم تغطيته 31 مرة ضعف القيمة المستهدفة.. فماذا نقصد بالطروحات أوالاكتتابات الأولية؟

ما هي الطروحات الأولية؟

يقصد بالطرح الأولي أو الطرح الأولي للاكتتاب العام أن تقوم إحدى الشركات بإصدار أسهم وطرحها للبيع للجمهور لأول مرة تمهيدا للإدراج في سوق الأوراق المالية، وبذلك تتحول الشركة من شركة عائلية أو ذات ملكية خاصة إلى شركة مساهمة تتداول أوراقها المالية في الأسواق المالية.

الهدف من الطروحات الأولية هو الحصول على تمويل إضافي للشركة، بهدف توسعة الأعمال، ومن أجل إدارة هذه العملية تلجأ الشركات إلى المؤسسات المتخصصة كبنوك الاستثمار لتحديد أنواع الأوراق المالية المناسبة للطرح والكمية والسعر المناسبين وكذلك التوقيت الأفضل للطرح.

ويمكن تلخيص أهمية الطروحات الأولية فيما يلي:

-توفير حلول تمويلية واستثمارية للشركات.

-مساعدة الشركات على تعزيز متانتها المالية وقدرتها التنافسية، كما أن تحول الشركات الخاصة إلى “مساهمة” يعزز الشفافية والحوكمة.

-تسهم أيضا الطروحات الأولية في تعزيز أداء الاقتصاد الوطني ودعم سيولة الأسواق المالية وتشجيع المواطنين على استثمار مدخراتهم بصورة أعلى كفاءة.

طفرة في الطروحات الأولية بالسعودية.. والكويت وقطر على الطريق

في سوق السعودية، على سبيل المثال، نشهد طفرة مستمرة منذ العام الماضي فيما يتعلق بالطروحات الأولية، فقد شهدت إدراج 3 شركات في 2020 عام الجائحة، وهي الآن تقود موجة الاكتتابات الأولية، حتى أن هيئة السوق المالية “تداول” تقترب من الإعلان عن خطط لطرح عام أولي يمكن أن يقيمها بما يصل إلى 4 مليارات دولار “15 مليار ريال”، وفي حال تم هذا الأمر ستكون ثالث بورصة عامة مدرجة في المنطقة بعد بورصتي دبي والكويت.

وفي مطلع سبتمبر الماضي، أعلنت شركة “أكوا باور” السعودية عن نيتها لطرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام، وفي 11 أكتوبر الجاري بدأ بالفعل تداول أسهم الشركة في السوق المالية بسعر 56 ريالا للسهم الواحد، وبلغت عائدات الاكتتاب نحو 4.547 مليار ريال.

وفي نهاية سبتمبر أيضا شهدت السوق السعودية إدراج أسهم الشركة العربية لخدمات الإنترنت والاتصالات “إس تي سي حلول”، بعد طرح أولي ناجح، واستمرارا لهذه الموجة بالأمس الثلاثاء، بدأت الشركة العربية للتعهدات الفنية “العربية” عملية طرح عام أولي استعدادا للإدراج بالسوق السعودية.

ومنذ بداية العام الجاري استقبلت “تداول” 6 شركات عقب طروحات ناجحة للغاية، بلغت قيمتها الإجمالية نحو 10 مليارات ريال، وبحسب “الجزيرة كابيتال” تقوم هيئة السوق حاليا بمراجعة أكثر من 45 طلبا استلمتهم خلال النصف الأول من 2021 من شركات تعتزم الإدراج في السوق الرئيسي.

وبحسب ما هو معلن هناك المزيد من الشركات في السعودية وأبوظبي تخطط لطرح أسهمها في اكتتابات أولية، على سبيل المثال بدأت شركة “النايفات” السعودية هذا الشهر عملية اكتتاب تستهدف طرح 35 مليون سهم عادي من أسهمها، كما تخطط شركة القابضة الإماراتية لإدراج شركة “موانئ أبوظبي” في سوق أبوظبي قبل نهاية العام الحالي.

إلى ذلك شهدت بورصة قطر خلال أغسطس الماضي ثاني أدراج في سوق الشركات الناشئة منذ بداية العام، وكان من نصيب شركة مجموعة مقدام القابضة، وفي الشهر نفسه شهدت بورصة الكويت إدراج شركة “لاند المتحدة العقارية” بعد عملية اكتتاب ناجحة.

أمام هذا نتوقع أن يستمر زخم الطروحات الأولية في أسواق الخليج -تحديدا السعودية والإمارات- خلال ما تبقى من العام الجاري وأن يمتد إلى العام المقبل، في ظل ارتفاع مستويات السيولة وارتفاع أسعار النفط واستهدافها مستويات أعلى الـ90 دولارا للبرميل بنهاية العام، والنجاح في التصدي للجائحة وعودة فتح النشاط الاقتصادي وسط استمرار جهود التطعيم ضد كوفيد، هذا فضلا عن زيادة الاستثمار الأجنبي وحرص أسواق المنطقة على إجراء تعديلات تنظيمية تزيد من جاذبيتها وتشجع على المزيد من الطروحات الأولية بالمستقبل القريب كإطلاق صندوق أبوظبي للاكتتابات خلال الشهر الجاري بهدف تشجيع الشركات على الإدراج بالسوق الرئيسية.

ربما يعجبك أيضا