قمة المناخ المرتقبة.. الأمل الأخير للدول النامية في مواجهة أزمة التغير المناخي

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي

في عام 2009 وُعدت الدول الفقيرة بتحويل ما لا يقل عن 100 مليار دولار سنويا بحلول عام 2020 للمساعدة على خفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري والتعامل مع آثار تغير المناخ، إلا أنه بحسب تقارير وإحصاءات وبيانات رسمية، فإنه حتى عام 2019 تم توفير 80 مليار دولار فقط.

وفي 30 أكتوبر الجاري، حيث تقام قمة المناخ في مدينة غلاسكو الاسكتلندية، ستبحث دول العالم كيفية مواجهة البلدان النامية لأزمات المناخ.

ويشارك في قمة غلاسكو للتغير المناخي ما يقرب من 200 دولة وقعت على اتفاقية باريس، ولأول مرة في هذه الاتفاقية تتفق دول العالم الغنية والفقيرة على العمل لمعالجة تغير المناخ حيث كان الجدل يدور حول أي الدول تتحمل المسؤولية الأكبر عن ظاهرة تغير المناخ.

قمة غلاسكو

ستشهد مدينة غلاسكو الاسكتلندية مطلع الشهر المقبل عقد الدورة السادسة والعشرين لقمة المناخ التي تعرف اختصارا بـ “كوب 26” إذ سيجتمع زعماء العالم في محاولة يراها خبراء المناخ الأخيرة لإبقاء الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية خلال القرن الجاري.

وتأجل عقد القمة جراء جائحة كورونا إذ كان من المفترض أن تعقد العام الماضي فيما يُنظر إليها باعتبارها التجمع الأمثل حيث سيتفاوض القادة والدبلوماسيون حول إبرام المعاهدات الرامية إلى إبطاء وتيرة ظاهرة التغير المناخي ومحاربة ظاهرة الاحتباس الحراري.

ففي عام 2015، وقع المشاركون على “اتفاقية باريس” للمناخ التي تقضي بوضع حد لارتفاع متوسط درجات الحرارة لا يتجاوز درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية؛ وهو الأمر الذي لم يكن ملزما لذا استمرت الدول في استخدام وحرق الوقود الأحفوري وقطع الأشجار بمعدلات تتناقض مع تحقيق هذا الهدف.

بيد أنه ومع تفاقم تداعيات ظاهرة التغير المناخي من فيضانات عارمة وحرائق للغابات ومواسم جفاف حارقة في الدول الغنية والفقيرة على حد سواء، يرى المراقبون أن قمة غلاسكو ستكون الحدث المناخي الأكثر أهمية منذ قمة باريس. فقد باتت قضايا المناخ تتصدر الأجندات السياسية في العديد من الدول ووسط احتجاجات كبيرة للضغط لاتخاذ تدابير صارمة لحماية الأرض.

الجدير بالذكر أن العديد من قادة البلدان الملوثة للتلوث قد تعهدوا بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الجاري.

أجندة القمة

وفقا لاتفاقية باريس، اختار قادة العالم المدى والسرعة التي سيتعين على بلادهم خفض الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بالإضافة إلى اتفاقهم على تحديث الخطط المناخية كل خمس سنوات. بيد أنه وقبل عقد قمة غلاسكو، يبدو أن البلدان التي تعد أكبر مصدر للانبعاثات في العالم مثل الصين والهند والسعودية قد أخفقت في تقديم خطط جديدة.

وفي هذا الصدد، ذكر تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن الخطط المناخية التي طرأت عليها تحديثات لا تمثل سوى نصف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على مستوى العالم.

من جانبها، تعمل المملكة المتحدة التي تستضيف قمة المناخ بالشراكة مع إيطاليا، على الضغط على الدول من أجل دفعها إلى تقديم خطط جديدة وأيضا إبرام اتفاقيات حقيقية للمساعدة على تحقيق الأهداف التي سوف يتفق عليها.

يتزامن ذلك مع دعوة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون زعماء العالم إلى الوفاء بتطبيق وتنفيذ التزامات جريئة تتمثل في وقف استخدام الفحم والسيارات التي تعمل بالبنزين والديزل، وإنهاء القطع الجائر للأشجار بالإضافة إلى المساهمة في دفع تكاليف التحول إلى الطاقة النظيفة.

وفي هذا السياق، تضغط الحكومة البريطانية من أجل إبرام اتفاق لإنهاء استخدام الفحم بشكل نهائي كذلك اقترحت وقف استخدام السيارات التي تعمل بالبنزين والديزل بحلول عام 2040 فضلا عن دعوتها لتخصيص أموال لوضع حد لانحسار مساحات كبيرة من الغابات حول العالم.

خلافات

وسيكون من الصعب على الدول الغنية أن تتكيف مع الحاجة إلى إزالة الوقود الأحفوري والكربون من اقتصاداتها، إلا أن هذا لا يقارن بصعوبة الأمر ذاته في الدول النامية.

وتحتاج الدول النامية إلى أموال باهظة لمحاربة تغير المناخ، حيث توجد أموال أقل بكثير لدفع ثمن البنية التحتية والتكنولوجيا الجديدة، وهو ما يجعل حاجة التمويل بالنسبة لهذه البلدان لتحقيق شِقيّن، الأول التكيف مع الآثار المتزايدة لتغير المناخ، والثاني الحد من إطلاق الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي.

ربما يعجبك أيضا