أخرجوا المرتزقة والميليشيات.. أصوات تطالب بأمن واستقرار ليبيا

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

إجراء انتخابات حرة ونزيهة، وفي موعدها، حلم يراود كل ليبي محب وغيور على بلاده، التي تعاني اقتتال ومشاكل أمنية بسبب تواجد المرتزقة وانتشار الميليشيات التي تهدد أي استحقاق انتخابي أو حلم بإرساء الاستقرار في ربوع “بلد المختار”.

العديد من القوى والدول والأصوات العالمية في طليعتها عواصم أوروبية وشرق أوسطية تتصدرها “القاهرة”، نادت منذ شهور ولا تزال تطالب بخروج المرتزقة وإنهاء تواجد الميليشيات حفظًا للأمن وحرصًا على مصلحة ليبيا وأن تكون خيرات الدولة لأبنائها، لا مرتعًا لكل طامع وغازٍ أو مغتصب للحقوق والثروات النفطية التي تمثل مقدرات الدولة الليبية وأرزاق الليبيين، وأصبحت فى مرمى تطاولات وعبث المرتزقة ومن يمولهم، فيما أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، أول أمس الثلاثاء، أن مجمع الزاوية لتكرير النفط البالغة طاقته 120 ألف برميل في غرب البلاد أصيب بأضرار “بليغة” نتيجة مناوشات في وقت متأخر يوم الإثنين، ووصفته بأنه “أعمال إجرامية وغير مسؤولة”.

يأتي هذا فيما تتعاظم مخاطر وتدخلات المرتزقة وعبثها بأمن ليبيا كل ساعة، إذ أعلن وزير الرياضة بحكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبدالشفيع الجويفي، أمس الأربعاء، تعرض مقر الوزارة بالعاصمة طرابلس إلى عملية اقتحام من قبل مجموعة مسلحة، وموظفيها إلى الاعتداء، في حادثة قد تزيد من التوتر بين أطراف الحكومة قبل أقل من شهرين على موعد الانتخابات المنتظرة.

خطر مستمر

الخطر الذي يمثله المرتزقة والميليشيات على أمن ليبيا لا ينكر ويخفى على أحد، آخرها، قيام مجموعة خارجة عن القانون، أمس الأربعاء، باقتحام مقر وزارة الرياضة في طرابلس أثناء ساعات الدوام واعتدت على العاملين المتواجدين وروعتهم. ولم يتثنى التعرف على هوية المجموعة المسلحة ولا دوافع اقتحام مقر وزارة الرياضة واستهداف موظفيها، بحسب موقع “العربية نت.

ولكنها تلقي الضوء على معضلة الميليشيا المسلحة في ليبيا التي تتحكم في المشهد الأمني بالعاصمة طرابلس ومدن الغرب الليبي، وتسيطر على بعض مؤسسات الدولة، وتعكس واحدة من أهم التحديات التي تواجه السلطات السياسية لفرض النظام والاستقرار، قبل أقل من شهرين على موعد الانتخابات العامة.

وقبل يومين، ثارت اشتباكات مسلحة عنيفة في مدينة الزاوية، انخرطت فيها ميليشيا تابعة للعاصمة طرابلس وأخرى تابعة للمدينة، وتسببت في أضرار فادحة بخزانات نفط رئيسية بالبلاد.

أوروبا ومصر

ومع استمرار خطر المرتزقة والميليشيات ومراوغة أطراف على رأسها النظام التركي برئاسة رجب أردوغان بالعمل على تمويل وتسليح المرتزقة ونقلهم إلى ليبيا، أكدت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا تمسكها، بإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وفي موعدها، كما ذكر الإعلام الليبي، أمس الأربعاء، نقلًا عن مصدر بأن الاتحاد الأوروبي ناقش مقترحات حول إمكانية نشر قوات حفظ سلام في ليبيا خلال فترة الانتخابات.

أيضًا تأكيدات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ونظيره الروماني الرئيس كلاوس يوهانس، أمس الأربعاء، بالقاهرة، على أهمية تضافر الجهود للتوصل إلى حلول سلمية بما يحفظ بالمقام الأول كيان الدولة الوطنية، والتأكيد على التطلع لعقد الاستحقاق الانتخابي في ليبيا في ديسمبر ۲۰۲۱، بما يتيح للشعب الليبي فرصة اختيار حكومة موحدة تحفظ أمن واستقرار ووحدة وسيادة ليبيا، مع التشديد على أهمية الالتزام بمقررات الأمم المتحدة ذات الصلة بسحب جميع عناصر المرتزقة والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية.

الدور الأممي

الأمم المتحدة تؤكد على تحركاتها لضمان استقرار ليبيا وإجراء الانتخابات في موعدها، وشهدت أروقة السياسة الليبية تحركات قوية، وبحث رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، أمس الأربعاء، مع رئيس البعثة الأممية لدى ليبيا يان كوبيش، آخر تطورات المشهد السياسي وخطوات إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد، وعبور المرحلة الراهنة بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكل متزامن.

كما تطرقت مباحثات المنفي وكوبيش إلى المؤتمر الدولي بشأن ليبيا الذي سينعقد بالعاصمة الفرنسية باريس في شهر نوفمبر المقبل، من جهته، شدد كوبيش على التزام الأمم المتحدة بالعمل على الوصول إلى الاستقرار والسلام في ليبيا.

ربما يعجبك أيضا