استدعاء وطرد سفراء.. الأزمة تتفاقم بين لبنان ودول الخليج

رؤية – محمد عبدالله

تتفاقم الأزمة بين لبنان من جهة والسعودية ودول الخليج من جهة ثانية، على خلفية تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي بشأن اليمن. حكومة المملكة أسِفت لما آلت إليه العلاقات مع لبنان بسبب تجاهل السلطات اللبنانية للحقائق، ورأت أن سيطرة حزب الله الإرهابي على قرار الدولة اللبنانية جعل من لبنان ساحة ومنطلقاً لتنفيذ مشاريع دول لا تُضمر الخير للبنان وشعبه.

استدعاء ومغادرة

استدعت السعودية سفيرها في لبنان، وطلبت مغادرة السفير اللبناني لديها خلال 48 ساعة. وأعلنت الخارجية السعودية في بيان، وقف كل الواردات اللبنانية إلى المملكة، كما أكدت منع سفر المواطنين السعوديين إلى لبنان في ظل حالة عدم استقرار الأوضاع الأمنية، حسب البيان. كما أشار البيان إلى عدم اتخاذ لبنان الإجراءات التي طالبت بها المملكة لوقف تصدير المخدرات من لبنان من خلال الصادرات اللبنانية، وعدم اتخاذ العقوبات بحق المتورطين في تلك الجرائم، إلى جانب عدم التعاون في تسليم المطلوبين للمملكة، بما يخالف اتفاقية الرياض للتعاون القضائي.

وأكد بيان الخارجية السعودية أنها لا تعتبر ما يصدر عن السلطات اللبنانية معبرا عن مواقف الجالية اللبنانية المقيمة في المملكة.

وعلى خطى المملكة، طلبت وزارة الخارجية البحرينية من سفير لبنان لدى المملكة مغادرة أراضي المملكة خلال (48) ساعة القادمة. كما أعلنت الكويت سحب سفيرها لدى لبنان، وإمهال سفير لبنان لديها مهلة 48 ساعة لمغادرة أراضيها.

انتكاسة كبيرة

من جهته، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط عن بالغ قلقه وأسفه للتدهور السريع في العلاقات اللبنانية الخليجية، خاصة في الوقت الذي كان السعي حثيثاً لاستعادة قدر من الإيجابية في تلك العلاقات يعين لبنان علي تجاوز التحديات التي يواجهها.

وصرح مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة، في بيان نشر على موقع الجامعة الإلكتروني اليوم السبت، بأن «الأزمة، التي تسببت فيها تصريحات سابقة لوزير الإعلام اللبناني ( جورج قرداحي) وما تلاها من أحداث ومواقف، كان يتعين أن تعالج لبنانياً بشكل ينزع فتيلها ولا يذكي نارها علي نحو ما حدث وأوصل الأمور إلى انتكاسة كبيرة في علاقات لبنان بمحيطه العربي عموما والخليجي خصوصاً».

وأضاف المصدر أن «الأمين العام لديه ثقة في حكمة وقدرة الرئيسين عون وميقاتي على السعي السريع من أجل اتخاذ الخطوات الضرورية التي يمكن أن تضع حدا لتدهور تلك العلاقات، ويسهم في تهدئة الأجواء بالذات مع المملكة العربية السعودية ورأب الصدع الذي تسببت فيه مواقف لأطراف ترغب ولديها مصلحة في تفكيك عرى الأخوة التي تربط لبنان وشعبه العربي بأشقائه في دول الخليج والدول العربية».

ومن جانب آخر، ناشد الأمين العام المسؤولين في دول الخليج بـ «تدبر الإجراءات المطروح اتخاذها في خضم ذلك الموقف بما يتفادى المزيد من التأثيرات السلبية علي الاقتصاد اللبناني المنهار والمواطن الذي يعيش أوضاعاً غاية في الصعوبة».

هرولة إلى جهنم

بيان رئاسة الحكومة اللبنانية، أوضح أن رئيس الوزراء نجيب ميقاتي طلب من وزير الإعلام جورج قرداحي في اتصال تقدير المصلحة الوطنية واتخاذ القرار المناسب لإعادة إصلاح علاقات لبنان العربية. وناشد ميقاتي القادة َالعرب العمل والمساعدة على تجاوز هذه الأزمة من أجل الحفاظ على التماسك العربي.

أما رئيس الوزراء اللبناني السابق، سعد الحريري، فقد حمّل حزب الله مسؤولية “عزلة” لبنان عن محيطه العربي و”الهرولة إلى جهنم” وذلك في أول تعليق له بعد قرار السعودية والبحرين سحب سفيريهما من بيروت وطرد سفيري لبنان، على خلفية تصريحات وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، التي اعتُبرت “مستفزة”.

وقال الحريري عبر صفحته الرسمية على تويتر: “أن تصل العلاقات بين لبنان والمملكة العربية السعودية وسائر دول الخليج العربي إلى هذا الدرك من انعدام المسؤولية والاستقواء بالأفكار المنتفخة، فهذا يعني بالتأكيد أننا بتنا كلبنانيين نعيش فعلاً في جهنم”.

مطالبات بالاستقالة

داخليا، تتعالى الأصوات المطالبة بإقالة أو استقالة قرداحي على خلفية تصريحاته الأخيرة التي أساءت لدول الجوار، والتي تنم عن عدم تحمله مسؤولية الموقع الذي وجد فيه، وأن الشعب اللبناني هو المتضرر الأكبر من هذه التصريحات غير المسؤولة.

الفنانة اللبنانية «إليسا» هاجمت قرداحي محمّلة إياه مسؤولية التطورات الأخيرة التي فجرتها مواقفه. وكتبت عبر تويتر «جورج قرداحي برقبتك مسؤولية بلد بكاملو من ورا تصريحات ما بتمثل سياسة لبنان ولا خطو ولا انتماء. بتحب الأسد والحوثيين؟ روح لعندن وتروك لبنان بحالو إنت وحكومتك ومحورك كلو».