«الإندبندنت»: لبنان على منحدر بعد قطيعة دبلوماسية مع الخليج

كتب – هالة عبدالرحمن

تعيش لبنان أسوأ مرحلة في تاريخها على الصعيد الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي أيضا، بعدما أدت تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي إلى قطيعة دبلوماسية مع دول الخليج.

ودفعت الأزمة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي للضغط على وزير الإعلام للاستقالة بعدما أثار جورج قرداحي ، وزير الإعلام الجديد في البلاد ومقدم برنامج تلفزيوني سابق على محطة تلفزيونية سعودية، غضبًا في الخليج بعد وصفه للحرب في اليمن.

واحتجاجا على ذلك، طردت السعودية سفير لبنان في البلاد واستدعت سفيرها في بيروت، كما حظرت المملكة جميع الواردات إلى الدولة التي تعاني من ضائقة مالية، مما قد يكون له تأثير مدمر على الاقتصاد الذي يعاني بالفعل من السقوط الحر.

وسرعان ما حذت الكويت والبحرين والإمارات حذوها إذ سحبت دبلوماسييها من لبنان. كما منعت الإمارات مواطنيها من زيارة البلاد ودعت خلال عطلة نهاية الأسبوع الإماراتيين الموجودين بالفعل في لبنان إلى العودة إلى ديارهم في أقرب وقت ممكن. واستنكرت قطر التصريحات ووصفتها بأنها “غير مسؤولة”.

وبدا يوم الإثنين أن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي مارس ضغوطا على وزير الإعلام للتنحي بعد أن رفض الاستقالة.

وقالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية إن لبنان في قبضة واحدة من أسوأ الانهيارات المالية في التاريخ الحديث، وفقًا للبنك الدولي، بعدما فقدت العملة المحلية أكثر من 90 بالمائة من قيمتها، مما يعني أن البلاد تعتمد بالكامل تقريبًا على التحويلات من الخارج والمساعدات أو الاستثمار الأجنبي من أجل البقاء.

وتعد دول الخليج أحد أكبر مصادر الدعم المالي للبنان، والتي وجهت الأموال منذ فترة طويلة إلى الاقتصاد اللبناني الهش، وعلى الرغم من انزعاجهم من تزايد نفوذ خصمهم حزب الله، وحليفهم إيران، في الحكومة ، فقد أصبحوا مترددين في تخفيف أزمتها المالية.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الأحد الماضي لقناة «العربية» السعودية إن التعامل مع بيروت «لا طائل منه» بسبب وجود حزب الله.

وأضاف: «هناك أزمة في لبنان مع هيمنة وكلاء إيران على المشهد».

وقال «هذا ما يقلقنا ويجعل التعامل مع لبنان عديم الجدوى للمملكة والدول الخليجية على ما أعتقد».

وقال محللون سعوديون لصحيفة «الإندبندنت» إن التحرك لإثارة غضب الخليج بهذه الطريقة يقترب من «الجنون».

كان الخليج مصدر الوظائف والسياحة والاستثمار في لبنان حتى العشرين أو الثلاثين سنة الماضية. وقال علي الشهابي: «حتى مجرد التحويلات من السعودية ضخمة وما يجعل لبنان على قيد الحياة هو التحويلات».

وأضاف: «إنهم يخاطرون بكل هذا – إنه جنون».

وقال المحلل السعودي البارز إن الغضب كان يختمر منذ فترة طويلة ، وتصريحات وزير الإعلام كانت «مجرد القشة التي قصمت ظهر البعير» وقال إن دولا مثل السعودية «تدفع ثمنا باهظا» بسبب مساعدة حزب الله للحوثيين.

أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، عن بالغ قلقه وأسفه للتدهور السريع في العلاقات اللبنانية الخليجية، ولا سيما في الوقت الذي كان السعي حثيثًا لاستعادة قدر من الإيجابية في تلك العلاقات، يعين لبنان على تجاوز التحديات التي يواجهها.

وصرح مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة، في بيانٍ رسمي، أن الأزمة التي تسببت فيها تصريحات سابقة لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، وما تلاها من أحداث ومواقف، كان يتعين أن تعالج لبنانيًا بشكل ينزع فتيلها ولا يزكي نارها على نحو ما حدث وأوصل الأمور إلى انتكاسة كبيرة في علاقات لبنان بمحيطه العربي عمومًا والخليجي خصوصًا. 

وأضاف المصدر، أن الأمين العام لديه ثقة في حكمة وقدرة الرئيسين ميشال عون، ونجيب ميقاتي، على السعي السريع من أجل اتخاذ الخطوات الضرورية التي يمكن أن تضع حدًا لتدهور تلك العلاقات، ويسهم في تهدئة الأجواء بالذات مع المملكة العربية السعودية، ورأب الصدع الذي تسببت فيه مواقف لأطراف ترغب ولديها مصلحة في تفكيك الأخوة التي تربط لبنان وشعبه العربي بأشقائه في دول الخليج والدول العربية.