المرزوقي محاصر ببطاقة جلب دولية.. مشهد ربيع الخراب يقترب من السقوط

كريم بن صالح

رؤية – كريم بن صالح

أثار قرار القضاء التونسي إصدار بطاقة جلب دولية بحق الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي ارتياح كثير من التونسيين والكثير من القوى السياسية في البلاد خاصة وان المرزوقي الذي يعتبر احد منظري الربيع العربي والثورات اتهم بالإساءة إلى صورة بلاده.

كما اتهم المرزوقي بالإضرار بمصالح تونس، بسبب تدخله التلفزي على قناة “فرانس 24” الشهر الماضي للحديث عن فخره بتأجيل قمة الفرانكفونية التي كانت ستعقد في جزيرة جربة التونسية بمشاركة العديد من الدول.

وكان الناطق الرسمي باسم محكمة الاستئناف، الحبيب الترخاني، أعلن الشهر الماضي عن فتح بحث تحقيقي بخصوص التصريحات الصادرة عن المرزوقي في فرنسا.

وقال الترخاني -في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية- أنه تم فتح البحث التحقيقي، استنادا إلى الفصل 23 من المجلة الجزائية، وبناء على الإذن الصادر من وزيرة العدل.

واستهجن التونسيون تصريح المرزوقي أمام جمع من أبناء الجالية التونسية في باريس دعوته من وصفهم بأصدقائه الفرنسيين إلى الضغط على الرئيس قيس سعيد بسبب اتخاذه الإجراءات الاستثنائية في 25 يوليو الماضي.

وقرر الرئيس التونسي قيس سعيد عقب تلك التصريحات سحب جواز السفر الدبلوماسي من المرزوقي وقطع راتبه الذي كان يحصل عليه بعد توليه الرئاسة بعد الثورة.

والشهر الماضي طالب الرئيس التونسي عند إشرافه على أول اجتماع لمجلس الوزراء، من وزيرة العدل، بأن “تفتح تحقيقا قضائيا في حق من يتآمرون على تونس في الخارج”.

وقال قيس سعيد أنه “لن يقبل بأن توضع سيادة تونس على طاولة المفاوضات، فالسيادة للشعب وحده”. مضيفا “إن من يتآمر على تونس في الخارج يجب أن توجه له تهمة التآمر على أمن الدولة في الداخل والخارج”.

ويرى مراقبون أن قيس سعيد لاحظ قيام بعض الأطراف المرتبطة بمنظومة الإخوان بالاستعانة بجهات خارجية ولوبيات معينة للضغط على صناع القرار الغربي وذلك لدفعه من أجل التراجع عن قراراته السيادية.

المرزوقي ذراع إخوانية في الخارج

ويعتبر المنصف المرزوقي ذراعا إخوانية ضاربة في الخارج فالرجل الذي تحالف مع الإسلاميين قبل وبعد الثورة حتى أوصلوه إلى سدة الحكم مقابل غض النظر على تجاوزاتهم يعمل اليوم لتشويه قرارات الرئيس سعيد.

وظهر المرزوقي مرارا على وسائل إعلام منحازة للإسلاميين على غرار قناة الجزيرة وبعض وسائل الإعلام الغربية للتهجم على القيادة السياسية في البلاد بل واتهام قيس سعيد بالاستبداد ووصفه ” بالمنقلب والدكتاتور”.

ويعمل قيس سعيد اليوم للتواصل مع بعض المنظمات الغربية التي تدعي الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ويستغل علاقاته المتشعبة ببعض الأحزاب والتيارات اليسارية في أوروبا لدفع الحكومات الغربية للضغط على تونس في كل المجالات وبالتحديد في المجال الاقتصادي.

ويعي المرزوقي حجم الأزمة المالية والاقتصادية التي تمر بها تونس لذلك فهو يركز على هذا الجانب مع المؤسسات الغربية.

وقد أثارت تلك التصرفات غضب العديد من الأحزاب حيث اتهمه النائب في البرلمان المجمد هيكل المكي بالخائن ودعا إلى محاسبته.

كما هاجم الأمين العام المساعد في اتحاد الشغل سامي الطاهري المرزوقي بشكل واضح قائلا انه من أسباب أزمات تونس المتعددة مشيرا إلى أن اتصاله بقوى خارجية دليل واضح على خيانته.

وتهم الخيانة والاستعانة بالخارج ليست جديدة على المرزوقي فالنظام السابق اتهم حليف الإخوان بالولاء للأجنبي بسبب ادعاءاته حول تونس في الإعلام الفرنسي قبل 2011.

شخصية ميتة سياسيا وشعبيا

ومنذ خسارته الانتخابات الرئاسية في 2014 أمام الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي رغم حصوله على الدعم من حركة النهضة الإسلامية أصبح المرزوقي يوصف بالشخصية السياسية الميتة.

فالرجل لا يحظى بثقة التونسيين وهو أمر يبرزه نتائج استطلاعات الرأي كما أن الحزب الذي أسسه “حراك تونس الإرادة” لم يتحصل على مقعد في الانتخابات التشريعية الماضية ولا يحظى بأي شعبية وبقي يصدر بيانات مبتورة ضد التغيير السياسي بعد 25 يوليو.

وتقول رئيسة الحزب الدستور الحر عبير موسي إنها لا تعترف بالمرزوقي رئيسا، فهو لم ينتخب بشكل مباشر من الشعب، وحظي بمنصب الرئيس بشكل توافقي وبدعم من نواب حركة النهضة.

وقالت موسي إنها لو وصلت إلى الرئاسة فإنها ستعمل على إزالة صورة المنصف المرزوقي من قصر قرطاج متهمة إياه بقيادة الربيع العربي الذي دمر الدولة التونسية وخرب مؤسساتها.

ربما يعجبك أيضا