إثيوبيا على حافة الهاوية.. آبي أحمد يعيد تنظيم صفوفه وسط تقدم قوات تيجراي

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي

يبدو أن إثيوبيا في طريقها إلى نفق مظلم يضعها على حافة الهاوية منذرًا بحرب أهلية قد تكلفها ألوف من المواطنين الأبرياء في ظل نظام اقتصادي هش وتحالف سياسي فاشل يقوده الرئيس الإثيوبي آبي أحمد.

ودعا الجيش الإثيوبي جنوده المتقاعدين إلى العودة لصفوفه من أجل صد تقدم قوات تيجراي، فيما شكلت 9 فصائل مناهضة للحكومة تحالفا جديدا لإسقاط حكومة رئيس الوزراء آبي أحمد.

تنظيم الصفوف

دعا الجيش الإثيوبي جنوده السابقين للتسجيل والمشاركة في العمليات العسكرية، نقلا عن موقع مجلة “أديس ستاندارد” الإثيوبية، الجمعة.

ونقلت المجلة عن الجيش الإثيوبي دعوته للعسكريين السابقين “اللائقين بدنيا” إلى التسجيل في الفترة من 10 إلى 24 نوفمبر.

ودعت دول إفريقية وغربية إلى وقف فوري لإطلاق النار في إثيوبيا، الخميس، بعد أن قالت قوات إقليم تيجراي في الشمال إنها اقتربت من العاصمة أديس أبابا هذا الأسبوع.

تحالف لإسقاط آبي أحمد

شكّلت 9 فصائل مناهضة للحكومة المركزية في إثيوبيا تحالفاً، مع تصاعد الضغط على رئيس الوزراء أبي أحمد، وزحف قوات المتمردين نحو العاصمة أديس أبابا.

يذكر أن من ضمن الفصائل الـ9 هناك عدد من الجماعات التي لديها مقاتلون مسلحون، لكن ليس من الواضح إن كانت جميعها كذلك.

وقال المنظمون لهذا التحالف، إنهم يسعون إلى فترة انتقال سياسي بعد عام من الحرب المدمرة.

ويشمل التوقيع على إنشاء التحالف الجديد، والذي جرى في واشنطن، اليوم الجمعة، قوات تيجراي، التي تقاتل حالياً القوات الإثيوبية والقوات المتحالفة معها، بالإضافة إلى جيش تحرير أورومو، الذي يقاتل الآن إلى جانب قوات تيجراي، وسبع مجموعات أخرى من جميع أنحاء البلاد.

ويسعى التحالف الجديد المسمى “الجبهة المتحدة للقوات الفيدرالية الإثيوبية” إلى “إقامة ترتيب انتقالي في إثيوبيا” حتى يتمكن رئيس الوزراء من الرحيل في أسرع وقت ممكن، حسب ما قال يوهانيس أبرهة، أحد المنظمين، وهو من مجموعة تيجراي، لوكالة “أسوشييتد برس” في وقت متأخر من يوم الخميس.

وتابع أبرهة أن “الخطوة التالية، بالطبع، ستكون بدء الاجتماع والتواصل مع الدول والدبلوماسيين والجهات الفاعلة الدولية في إثيوبيا وخارجها”.

وأضاف أن التحالف الجديد سياسي وعسكري، مشيراً إلى أن التحالف ليس لديه أي اتصال مع حكومة إثيوبيا.

وأكد المتحدث باسم جيش تحرير أورومو، أودا طربي، الأنباء عن التحالف الجديد. وعندما سئل عما إذا كان هذا التحالف يسعى لإجبار أبي أحمد على الرحيل، أجاب بأن ذلك يعتمد على حكومة إثيوبيا وسير الأحداث خلال الأسابيع المقبلة. وقال: “بالطبع نحن نفضّل أن يكون هناك انتقال سلمي ومنظم مع إزاحة أبي أحمد”.

وقال طربي: إن “الهدف هو أن تكون الفترة الانتقالية شاملة قدر الإمكان. نحن نعلم أن هذا الانتقال يتطلب جميع الشركاء”. ولكن بالنسبة لأعضاء “حزب الازدهار” الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء، “يجب أن تكون هناك معالجة. سيتعين على العديد من الأعضاء الخضوع للتحقيق، وربما تتم مقاضاتهم” على جرائم تتعلق بالحرب في تيجراي، بحسب طربي.

تحذير الرعايا الدوليين

بعد مطالبة الولايات المتحدة مواطنيها بمغادرة إثيوبيا، طلبت سفارة السعودية في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، الجمعة، من مواطنيها مغادرة إثيوبيا بسبب التدهور الأمني.

وشددت السفارة على ضرورة مغادرة جميع مواطني المملكة الموجودين في إثيوبيا «في أقرب فرصة ممكنة». وقالت السفارة عبر تويتر: إن هذه الدعوة تأتي «نظرًا للظروف الحالية التي تمر بها إثيوبيا»، كما حثت جميع المواطنين الموجودين في إثيوبيا على أخذ «أقصى درجات الحيطة والحذر».

ولا تزال المعارك مستمرة بين قوات جبهة تحرير شعب تيجراي وفصائل معارضة أخرى، تتقدم نحو العاصمة أديس أبابا، من ناحية وقوات الحكومة الاتحادية من ناحية أخرى، رغم دعوات متكررة من أطراف دولية وإقليمية لوقف إطلاق النار وبدء المفاوضات بين الطرفين.

ربما يعجبك أيضا